الحوت "هفالديمير".. ما قصة حوت روسيا المتجسس؟
في الثالث من سبتمبر 2024، تم العثور على الحوت الأبيض من نوع بيلوغا، الذي يُطلق عليه اسم "هفالديمير"، نافقًا في خليج ريسافيكا بجنوب النرويج.
وقد أثار هذا الاكتشاف الكثير من التساؤلات حول أسباب نفوقه، وأعاد إلى الأذهان الجدل بشأن استخدام الدول للحيوانات البحرية في عمليات التجسس. تاريخيًا، لم تكن روسيا هي الدولة الوحيدة التي طورت هذه البرامج، بل كانت الولايات المتحدة أيضًا من رواد هذا المجال.
تاريخ تجسس الثدييات البحرية من روسيا إلى أمريكا
على مر العصور، استخدمت عدة دول برامج تدريب الثدييات البحرية لأغراض متنوعة، تشمل التجسس والعمليات الدفاعية.
ففي روسيا، بدأت هذه البرامج منذ الحرب الباردة، حيث كانت الدلافين والحيتان تُستخدم لمراقبة وتقييم نشاطات الدول الأخرى.
وقد أفادت تقارير المعهد البحري الأميركي في عام 2022 بأن الجيش الروسي كان يستعين بدلافين مدربة للدفاع عن قاعدة بحرية استراتيجية قبالة شبه جزيرة القرم.
البرامج الروسية وتوسعها
كشف أندرو لامبرت، أستاذ التاريخ البحري في كلية كينغز كوليدج بلندن، أن البحرية السوفيتية كانت قد أطلقت العديد من برامج تدريب الثدييات البحرية خلال فترة الحرب الباردة، شملت الدلافين بالقرب من سيفاستوبول.
وعقب انهيار الاتحاد السوفيتي، استمر البرنامج تحت إشراف الجيش الأوكراني، لكن تم استعادته لاحقًا من قبل روسيا بعد ضم شبه جزيرة القرم عام 2014.
البرامج الأميركية وتجاربها
لم تكن روسيا الوحيدة التي استثمرت في هذا النوع من التدريب، فقد أنشأت الولايات المتحدة برنامجًا لتدريب الثدييات البحرية في عام 1959، والذي استُخدم بفعالية خلال حرب فيتنام ومن ثم في العراق عام 2003.
وكانت الدلافين المدربة تساهم في تحديد مواقع الألغام والحماية من هجمات الأعداء في الموانئ والمناطق الساحلية.
التجارب العالمية من بريطانيا إلى كوريا الشمالية
وتجدر الإشارة إلى أن برامج تدريب الثدييات البحرية لم تقتصر على روسيا والولايات المتحدة فقط.
وخلال الحرب العالمية الأولى، استخدمت البحرية الملكية البريطانية أسود البحر للبحث عن الغواصات.
كما أن هناك دول أخرى مثل كوريا الشمالية وإسرائيل التي تطور برامج مشابهة، تستخدم فيها الدلافين، الحيتان البيضاء، الفقمات، وأسود البحر.
الجدير بالذكر أن الثدييات البحرية، بما في ذلك الدلافين والحيتان، تظل جزءًا مهمًا من استراتيجيات الدفاع والمراقبة في عدة دول، وبفضل قدراتها الفائقة في الكشف والتفاعل، تظل هذه الحيوانات أدوات حيوية في برامج التجسس والدفاع على حد سواء.