"نيويورك تايمز": لماذا تخوض إسرائيل حروبًا متعددة في غزة ولبنان والضفة الغربية؟

تقارير وحوارات

جانب من الانتهاكات
جانب من الانتهاكات الإسرائيلية

طرح تقرير تحليلي مطول من صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، تساؤلات حول الأسباب التي تدفع إسرائيل إلى خوض عدة حروب على جبهات متعددة، تشمل غزة ولبنان والضفة الغربية. 

يسلط التقرير الضوء على الوضع المعقد الذي تواجهه إسرائيل في صراعاتها المستمرة، ويستعرض التحديات الكبيرة التي تواجهها في كل من هذه المناطق، موضحًا أن التهديدات المتعددة تجعل الوضع أكثر تعقيدًا.

حروب متعددة وصراعات معقدة

1. غزة: تخوض إسرائيل حربًا مدمرة مع حركة حماس في قطاع غزة، حيث تسببت شبكة الأنفاق التي تستخدمها حماس في تعقيد مهمة الجيش الإسرائيلي. 

يعاني الجيش الإسرائيلي من صعوبة في تحقيق نصر حاسم بسبب الطبيعة المعقدة للأنفاق التي تحمي قيادات حماس، مما يجعل من الصعب تحديد مواقعهم بدقة. 

على الرغم من التدمير الواسع للبنية التحتية العسكرية لحماس وارتفاع عدد الضحايا المدنيين، فإن تحقيق نصر كامل يبقى تحديًا بسبب الصعوبات المرتبطة بالأنفاق وعملية تحديد الأهداف دون الإضرار بالرهائن.

2. الضفة الغربية: في الضفة الغربية، يشن الجيش الإسرائيلي غارات متكررة على المدن الفلسطينية، وهو ما وصفه التقرير بأنه الأكثر فتكا في المنطقة منذ أكثر من عقدين. 

الحملة العسكرية التي بدأت منذ أكتوبر الماضي تركزت على تصفية ما تسميه إسرائيل "الجماعات الفلسطينية المسلحة"، بما في ذلك حماس. 

إضافة إلى ذلك، يُحافظ الجيش الإسرائيلي على انتشار واسع في الضفة الغربية، حيث يقوم بعمليات قمعية ضد الجماعات المسلحة مع تصاعد النشاطات المسلحة وزيادة تهريب الأسلحة من إيران.

3. لبنان: على الحدود اللبنانية، تستمر إسرائيل في تبادل إطلاق الصواريخ والقذائف مع حزب الله، الذي يدعمه إيران. 

الصراع مع حزب الله أدى إلى نزوح مئات الآلاف من الأشخاص وسقوط المئات من القتلى، وتسبب هذا الوضع في توتر كبير بين إسرائيل وحزب الله، حيث تتبادل الأطراف الهجمات، بينما تحاول تجنب نشوب حرب برية شاملة قد تدمر البلدين.

الصراع مع إيران: الحرب غير المعلنة

التقرير يشير إلى أن النزاع بين إسرائيل وإيران يعد من أبرز الأسباب التي تزيد من تعقيد الوضع في المنطقة. 

على مدار عقود، سعت إيران إلى تعزيز قدراتها العسكرية، بما في ذلك تطوير الأسلحة النووية، وهو ما يعتبر تهديدًا وجوديًا لإسرائيل. 

في الوقت ذاته، تسعى إسرائيل إلى تخريب البرنامج النووي الإيراني وتقوم بشن هجمات سرية ضد المصالح الإيرانية.

تبادل الهجمات وبناء التحالفات

 كلا البلدين قام ببناء تحالفات إقليمية متنافسة لردع الآخر، بينما تنكر إسرائيل علنًا مسؤوليتها عن بعض الهجمات على المسؤولين الإيرانيين، تحاول إيران أيضًا تجنب استفزازات علنية قد تؤدي إلى حرب شاملة. 

تسعى إيران إلى تعزيز قدراتها عبر دعم وكلائها مثل حزب الله والحوثيين في اليمن، بينما تسعى إسرائيل إلى الحفاظ على مستوى من النفى في هجماتها لضمان عدم تصعيد الصراع.

الأسباب الأساسية وراء الصراعات

شبكة الأنفاق واختطاف الرهائن

 شبكة الأنفاق التي تستخدمها حماس تشكل عائقًا كبيرًا أمام تحقيق النصر الكامل لإسرائيل في غزة. 

قدرة حماس على الحفاظ على وجودها تحت الأرض، وتحريك قياداتها بشكل غير متوقع، تعقد من مهمة الجيش الإسرائيلي في إنهاء الصراع بشكل حاسم.

التهديدات الأمنية المتزايدة

 في الضفة الغربية ولبنان، تعد التهديدات الأمنية وتزايد نشاط الجماعات المسلحة من العوامل الرئيسية التي تدفع إسرائيل إلى تبني استراتيجيات هجومية مستمرة. 

التهديدات المرتبطة بالنشاط المسلح وزيادة تهريب الأسلحة تعزز من قرار إسرائيل بمواصلة حملاتها العسكرية.

التوتر مع إيران

 الصراع مع إيران يُعزز من تعقيد الوضع في المنطقة، حيث تسعى إيران إلى تعزيز قوتها العسكرية، بينما تسعى إسرائيل إلى حماية نفسها من تهديدات محتملة. 

التصعيد بين إيران وإسرائيل يساهم في زيادة التوترات على مستوى الشرق الأوسط.

تسعى إسرائيل من خلال هذه الحروب والصراعات إلى تحقيق أهداف استراتيجية وأمنية متعددة، رغم التحديات الكبيرة والصعوبات التي تواجهها في كل من هذه الجبهات. 

إن الوضع المعقد في غزة، الضفة الغربية، ولبنان، يعكس تعدد الأبعاد التي تحكم الصراعات في المنطقة، ويعكس التحديات التي تواجهها إسرائيل في تحقيق استقرار طويل الأمد.