مصطفى ثابت يكتب: مبادرة "التنظيم الذاتي" فرصة لإنقاذ الإعلام الرياضي والحوار في مصر
في خطوة تبدو أكثر من ضرورية في هذا التوقيت، أطلق المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام مبادرة "التنظيم الذاتي للإعلام الرياضي والبرامج الحوارية والأنشطة الإعلانية".
هذه المبادرة جاءت كرد فعل على التدهور الملحوظ في المعايير المهنية والأخلاقية التي تحكم الأداء الإعلامي في مصر، خاصة في مجال الإعلام الرياضي الذي أصبح للأسف ساحة للتجاوزات والانتهاكات.
لا يمكن إنكار أن الإعلام الرياضي، الذي يفترض أن يكون ساحة للنقاش العقلاني والتحليل المهني، قد تحول في كثير من الأحيان إلى منبر للتعصب والتجاذبات غير الموضوعية. في ظل هذا الواقع، تبدو مبادرة المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام كخطوة أولى نحو إعادة الانضباط لهذه المنظومة المتراجعة، ولكن هل ستكون كافية؟
"التنظيم الذاتي" ليس مجرد شعار، بل هو دعوة صريحة للأطراف المعنية في الصناعة الإعلامية للالتزام بمعايير مهنية تفرضها أخلاقيات المهنة وليس فقط القوانين. الدعوة إلى ضبط أداء البرامج الحوارية المتعلقة بالأحداث الجارية، وتلك المتعلقة بالرياضة، بالإضافة إلى الأنشطة الإعلانية، تشكل تحديًا كبيرًا لكنه ضروري إذا ما أردنا أن نحافظ على ما تبقى من مصداقية في هذا القطاع.
ومع ذلك، يتطلب الأمر أكثر من مجرد اجتماعات ومبادرات. التغيير الحقيقي يبدأ من داخل المؤسسات الإعلامية نفسها، من رؤساء التحرير والمذيعين، وصولًا إلى المعلنين والرياضيين. يجب أن يدرك الجميع أن الإعلام ليس مجرد وسيلة للتربح أو الترفيه، بل هو أداة لتشكيل وعي المجتمع وتوجيه الرأي العام.
السؤال الكبير الآن هو: هل ستكون هذه المبادرة نقطة تحول حقيقية في مسار الإعلام الرياضي في مصر؟ أم أنها مجرد محاولة أخرى ستصطدم بواقع المصالح الشخصية والسياسية التي تتحكم في كثير من الأحيان في مخرجات الإعلام؟
المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام وضع الكرة في ملعب المؤسسات الإعلامية، والآن علينا أن ننتظر لنرى من سيكون لديه الشجاعة ليبدأ في التغيير.