بعد سيول أسوان.. منشآت حماية السيول تحول الأمطار من نقمة لنعمة
شهدت مصر موجة من الاضطراب في الأرصاد أدت لتساقط شديد للأمطار وصل إلى حد السيول فى بعض المناطق منها أسوان والوادي الجديد، بجانب العواصف الترابية التى غطت الرؤية وأوقفت حركة الملاحة النهرية.
تجمعت مياه الأمطار التى تساقطت بغزارة فى جبال البحر الأحمر شرق المحافظة ونزلت إلى الوديان، ما دفع مسئولى الرى فى أسوان، إلى فتح واستخدام مخرات السيول لاستيعاب كميات المياه وتحويلها إلى مجرى النيل مباشرة، خوفًا على سكان القرى والجبال فى مناطق أبو الريش والسيل وشرق المدينة من غرق المنازل بسبب تجمعات مياه الأمطار.
وأعلنت محافظة أسوان أن بحيرة وادي أبو سبيرة الصناعية بالخطارة والتي تصل طاقتها التخزينية إلى 2 مليون م3 بطول 40 كم شرق مدينة أسوان، تدفقت فيها مليون و700 ألف متر مكعب من مياه الأمطار عبر الأودية والمخرات الطبيعية، منها مليون م3 تم تحويلها عبر مخر سيل الكسارة، و500 ألف م3 عبر بحيرة وادي أبو سبيرة، و200 ألف م3 عبر سد الأعقاب، ثم المخر الصناعي حتى وصولها لمجرى نهر النيل في سهولة تامة دون أي عوائق.
وأوضحت محافظة أسوان، أنه تم تزويد العمال بالمعدات اللازمة، وتجهيز البحيرة لاستقبال 3.5 مليون م3 أخرى، من أجل السيطرة على كميات المياه الناتجة عن سقوط الأمطار، عن طريق خطة متكاملة تطبق على 3 مراحل، قبل وأثناء وبعد سقوطها، وذلك بالتنسيق مع وزارة الري والموارد المائية.
وقد أقامت الدولة ١٦٣١ منشأ للحماية من أخطار السيول وحصاد مياه الأمطار بتكلفة ٦.٧٠ مليار جنيه خلال الأعوام العشرة الماضية، بالاضافة لتطهير مخرات السيول سنويا قبل موسم السيول وغيرها من الإجراءات الاحترازية التى نجنى ثمارها الآن.
قال المهندس محمد غانم متحدث وزارة الموارد المائية والري إن السيول في أسوان، طبيعية مثل التي تحدث في أي محافظة بالجمهورية، وهي سيول معتادة في محافظات الوجه القبلي.
وأضاف غانم أن الوزارة تتابع طوال الوقت جاهزية مخرات السيول ومنشآت الحماية وقدرتها على إستقبال مياه السيول وإمرارها بالمخرات بصورة آمنة أو حجزها في البحيرات الصناعية أمام سدود الحماية التى أنشأتها الوزارة.
وأشار أن مركز التنبؤ بالأمطار التابع لوزارة الموارد المائية والري يستخدم تكنولوجيا الأقمار الصناعية والنماذج العددية المتطورة لمحاكاة السلوك الطبيعى للنهر والتنبؤ بالأمطار والسيول، إلى جانب دراسة التغيرات المناخية وتأثيرها على مصر، ويساهم نظام الإنذار المبكر للسيول فى مواجهة مخاطر السيول والتقليل من آثارها.
وأكد أنه عند إعداد الدراسات الخاصة بتصميم منشآت الحماية من أخطار السيول يتم حساب العواصف المطرية التى تعرض لها مخر السيل خلال عشرات السنوات الماضية فيما يعرف بالزمن التكرارى، وفى ظل التغيرات المناخية وما تتسبب فيه من تطرف فى الظواهر المناخية، وتوجهت الوزارة لزيادة الزمن التكراري عند إجراء دراسات الحماية لرصد عدد أكبر من العواصف المطرية السابقة والتى من المحتمل تكرارها مستقبلا.
وفي سياق متصل قال المهندس وليد حقيقي، رئيس قطاع التخطيط بوزارة الري، إن التغيرات المناخية تؤثر بشكل كبير على زيادة التحديات المائية فأصبحنا هذه الأيام نشهد موجات كبيرة من ارتفاع الحرارة وزيادة كمية الأمطار في أوقات كثيرة وسيول في سيناء والبحر الأحمر لم نعتاد عليها لذلك يزيد الأعباء على الوضع المائي الحرج مما يتطلب تعاون من كل جهات الدولة في حل قضايا المياه.
وأضاف إن منشآت الحماية من الأمطار تعمل على تجميع الأمطار والسيول بدلًا من أن تذهب للبحر واستخدمها سواء تذهب للخزان الجوفي أو استخدام مباشر من المواطنين في المنطقة.
وقال المهندس محمود جابر أخصائي الأرصاد إن وحدة الإنذار المبكر الموجودة بمركز التنبؤ تتنبأ بالأمطار التي تسقط على جمهورية مصر العربية خلال خمسة أيام.
وأشار أن الهدف من الوحدة هو دعم متخذي القرار إذا كان هناك حالات عواصف مطيرة لنبدأ أخذ إجراءاتنا مثل تخفيف مناسيب الترع.
وتابع أن الأيام الماضية شهدت أمطارًا على جنوب جمهورية مصر العربية، على حلايب وشلاتين وجنوب أسوان وجزء من الوادي الجديد وهذه الأمطار استمرت لأسبوعين تقريبًا.