ما لا تعرفه عن تاريخ العلاقات المصرية العراقية
شهدت العلاقات المصرية العراقية تطورًا ملحوظًا منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم في مصر. واستمرارًا لهذا التطور، استقبل السيسي اليوم رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الذي يزور مصر على رأس وفد حكومي رفيع المستوى، بهدف تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
تاريخ العلاقات المصرية العراقية
ترجع العلاقات المصرية العراقية إلى فترة ما بعد استقلال البلدين من الاحتلال البريطاني، حيث تم إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما وأصبحا من الدول المؤسسة لجامعة الدول العربية في منتصف الأربعينيات. تطورت هذه العلاقات عبر السنوات لتشمل اتفاقيات اقتصادية مثل السوق العربية المشتركة، واتفاقيات عسكرية كاتفاقية الدفاع العربي المشترك.
رغم التوترات السياسية في بعض الفترات، مثل فترة توقيع مصر اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل وقطع بعض الدول العربية علاقاتها معها، إلا أن العلاقات المصرية العراقية شهدت تحسنًا خلال حرب العراق مع إيران. وساهمت مصر في دعم العراق ماديًا ودبلوماسيًا آنذاك، وهو ما أدى إلى تطور العلاقات الثنائية رغم غياب التمثيل الدبلوماسي على مستوى السفراء.
العلاقات بعد 2003
بعد سقوط نظام صدام حسين في عام 2003، بدأت العلاقات المصرية العراقية في التحسن مجددًا. استقبلت القاهرة شخصيات عراقية عديدة، وأعلنت استعدادها لدعم إعادة تأهيل العراق. ورغم بعض الانتكاسات، مثل اختطاف وقتل السفير المصري في بغداد عام 2005، فإن مصر استمرت في تقديم الدعم للعراق من خلال المؤتمرات الدولية والاجتماعات الوزارية.
التحسن الحالي في العلاقات
في السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات بين البلدين ازدهارًا ملحوظًا، مع توقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية. في أكتوبر 2020، تم الإعلان عن آلية "النفط مقابل الإعمار" خلال اجتماعات اللجنة العليا المصرية العراقية المشتركة في بغداد، وهو ما يعكس حرص البلدين على تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري.
مشروع الشام الجديد
في إطار تعزيز التعاون الإقليمي، شهد عام 2021 إطلاق مشروع "الشام الجديد" بين مصر والعراق والأردن. يهدف المشروع إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الثلاث في مجالات عدة، منها الطاقة الكهربائية والنفط، وتطوير مناطق للتبادل التجاري.
تواصل القاهرة وبغداد العمل على تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، بما يخدم مصالح الشعبين، ويساهم في استقرار المنطقة العربية.