هل تؤثر إيران على مصير الانتخابات الأمريكية؟.. خبراء يجيبون

تقارير وحوارات

كامالا هاريس دونالد
كامالا هاريس دونالد ترامب

اتهمت الولايات المتحدة إيران بشن هجمات إلكترونية على حملتي المرشحين الرئاسيين الأميركيين دونالد ترامب وكامالا هاريس.

تدعي السلطات الأميركية أن إيران حاولت التأثير على الانتخابات من خلال الوصول إلى أفراد مرتبطين بالحملات وسرقة ونشر معلومات حساسة. بينما نفت إيران هذه الاتهامات وأكدت أنها لا تنوي التدخل في الانتخابات الأمريكية.

حيث يرى الخبراء أن هذه الاتهامات ليست إلا جزءًا من لعبة سياسية أكبر تهدف إلى تهيئة الأجواء لضربة عسكرية ضد طهران. وفي هذا السياق، استعرض خبراء استراتيجيون تحركات الولايات المتحدة في المنطقة، معتبرين أنها تأتي في إطار التنسيق الوثيق مع إسرائيل لجرّ واشنطن إلى مواجهة مع إيران.

ضرب إيران 


من جانبه قال مؤسس مركز بروجن للدراسات الاستراتيجية، رضوان قاسم، إن الاتهامات الأمريكية لإيران بمحاولة التأثير على الانتخابات الأمريكية لا تعدو كونها ذريعة لإعداد الأجواء لضربة عسكرية ضد طهران، مضيفًا أن هذه الاتهامات تأتي في سياق محاولات إسرائيلية لجر الولايات المتحدة إلى مواجهة مباشرة مع إيران، مستشهدًا بخطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأمريكي، حيث ذكر إيران أكثر من 50 مرة، محرضًا ضدها ومتهمًا إياها بأنها الراعية الأساسية للإرهاب العالمي.

وأضاف قاسم لـ "الفجر" أن هذه الاتهامات تعكس تنسيقًا وثيقًا بين واشنطن وتل أبيب، الذي ظهر من خلال تحركات عسكرية أمريكية في المنطقة تحت شعار الدفاع عن إسرائيل. ومع ذلك، يرى أن الهدف الحقيقي قد يكون تصعيدًا أوسع ضد إيران، مشيرًا إلى أن الغارات الأخيرة واستهداف قيادات حماس في طهران جزء من هذه السياسة التي تهدف لاستفزاز إيران واستدراجها إلى رد فعل يشرعن هجومًا أمريكيًا محتملًا.

وأكد مؤسس مركز بروجن للدراسات الاستراتيجية،  أن العلاقات المتوترة بين واشنطن وطهران ليست جديدة، مشيرًا إلى أن هذه الاتهامات تأتي في سياق تحريضي مشابه لما فعله نتنياهو الذي يسعى لوضع الولايات المتحدة أمام خيار المواجهة المباشرة مع إيران.

غير المرجح

وفي هذا السياق، أشار إسلام المنسي، المتخصص في الشأن الإيراني، إلى أنه من غير المرجح أن يكون لإيران تأثير كبير على نتائج الانتخابات الأمريكية، ومع ذلك، في ظل التقارب الشديد بين المرشحين الرئيسيين، دونالد ترامب وكامالا هاريس، هناك قلق من أن التأثيرات الطفيفة على الرأي العام قد تكون حاسمة في تحديد النتيجة النهائية.

وأضاف المنسي لـ "الفجر" أن هذا التقارب يجعل من أي تدخل أو تأثير، مهما كان بسيطًا، أمرًا يستدعي الانتباه، خاصة في ظل المنافسة الشديدة التي تشهدها الانتخابات الأمريكية.

واختتم المتخصص في الشأن الإيراني، قائلًا:" إن السيناريوهات السابقة أظهرت أن الفروق الضئيلة في استطلاعات الرأي قد تؤدي إلى نتائج غير متوقعة، مما يجعل أي تدخل خارجي، حتى لو كان محدودًا، قضية تستحق التحليل والتدقيق".