كريم وزيري يكتب: حروب الليزر وسلاح المستقبل
منذ أن ظهرت فكرة استخدام الليزر في الحروب، بدأت العقول تتخيل سيناريوهات الخيال العلمي تتحول إلى واقع اليوم، ومع التطورات التكنولوجية الهائلة، باتت فكرة استخدام الليزر كسلاح في الحروب تقترب من الحقيقة أكثر من أي وقت مضى.
هذا التطور لا يعد مجرد إضافة إلى ترسانة الأسلحة التقليدية، بل يمثل ثورة تكنولوجية قد تغير بشكل جذري كيفية خوض المعارك وتحقيق الانتصارات.
الليزر تضخيم الضوء بواسطة الانبعاث المستحث للإشعاع. ببساطة، هو جهاز ينتج حزمة ضوئية مركزة ذات طاقة عالية عندما يُسقط شعاع الليزر على مادة ما، فإنه يمكن أن يسخنها إلى درجات حرارة هائلة، مما يتسبب في ذوبانها أو تبخيرها وقوة الليزر تعتمد على مدى تركيز الشعاع ومدة توجيهه نحو الهدف، مما يجعل الليزر أداة فعالة ودقيقة في استهداف الأعداء.
حاليًا، تُستخدم أنظمة الليزر في بعض الجوانب العسكرية ولكن على نطاق محدود فعلى سبيل المثال، تُستخدم تقنيات الليزر في توجيه القنابل والصواريخ بدقة، وكذلك في نظم الاتصالات العسكرية المشفرة لكن التوجه نحو استخدام الليزر كأسلحة هجومية بدأ يكتسب زخمًا، مع وجود مشاريع لتطوير أسلحة ليزرية يمكنها تدمير الطائرات دون طيار، والقذائف، وحتى الأهداف الأرضية.
غير أحد أكبر مميزات الليزر هو سرعته. بفضل سرعته الفائقة، يمكن لشعاع الليزر الوصول إلى الهدف فور إطلاقه تقريبًا، مما يجعل من المستحيل تقريبًا تجنبه.
هذا يعني أن الليزر يمكن أن يسقط الطائرات والصواريخ القادمة قبل أن تصل إلى أهدافها كما أن دقة الليزر تجعل من الممكن تدمير الأهداف الصغيرة والمتنقلة، مما يعزز من القدرة على مواجهة تهديدات مثل الطائرات دون طيار.
في الحروب التقليدية، يمكن أن تكون الذخائر مكلفة للغاية لكن باستخدام الليزر، يتم استخدام الطاقة كمصدر لتدمير الأهداف، مما يقلل من التكلفة المادية للذخيرة بالطبع، هناك تكلفة لتطوير وصيانة أنظمة الليزر، ولكن من المتوقع أن تكون التكلفة العامة أقل مع مرور الوقت واستخدام التكنولوجيا على نطاق واسع.
ويمكن استخدام الليزر ليس فقط لتدمير الأهداف، ولكن أيضًا لتعطيل أنظمة الاستشعار والاتصالات لدى العدو هذا يعني أن الليزر يمكن أن يُستخدم لتوجيه التشويش على أجهزة الرادار، أو حتى لتعطيل أنظمة الإلكترونيات المستخدمة في الطائرات والسفن.
وتُعد الطائرات دون طيار والصواريخ الذكية تهديدات رئيسية في الحروب الحديثة ومن المتوقع أن تكون أنظمة الدفاع الجوي المعتمدة على الليزر قادرة على مواجهة هذه التهديدات بشكل فعال بفضل قدرتها على إسقاط الأهداف في الوقت الحقيقي تقريبًا، يمكن لأنظمة الدفاع الجوي الليزرية أن توفر حماية أفضل للمدن والمنشآت الحيوية.
رغم كل الفوائد المحتملة، فإن استخدام الليزر في الحروب يواجه بعض التحديات أولًا، هناك تحديات تقنية تتعلق بتطوير أنظمة ليزر قوية بما يكفي لتدمير الأهداف على مسافات بعيدة وثانيًا، هناك عوامل بيئية مثل الغبار والضباب يمكن أن تقلل من فعالية شعاع الليزر وأخيرًا، هناك اعتبارات قانونية وأخلاقية تتعلق باستخدام أسلحة جديدة في الحروب، حيث يحتاج المجتمع الدولي إلى وضع قوانين ولوائح تحدد استخدام الليزر في النزاعات المسلحة.
وبينما نستعد لدخول حقبة جديدة من الحروب، يبدو أن الليزر سيكون له دور بارز في تشكيل مستقبل القتال ستصبح الحروب أكثر تقنية وأقل اعتمادًا على الجنود، حيث ستحل الروبوتات والطائرات دون طيار المجهزة بالليزر محل القوات التقليدية. كما ستصبح الحروب أكثر سرعة ودقة، مع استخدام أنظمة ليزر قادرة على تحقيق الأهداف في ثوانٍ معدودة.
في النهاية، بينما يمكن أن تبدو فكرة استخدام الليزر في الحروب وكأنها خيال علمي، فإن التقدم التكنولوجي يجعل من هذا الخيال واقعًا قريبًا قد تكون الحروب في المستقبل أقل دموية وأكثر دقة، ولكن مع ذلك، يبقى السؤال الأهم كيف سنستخدم هذه القوة الجديدة؟ وهل ستكون للحفاظ على السلام، أم لتحقيق الهيمنة؟