«بدل ما نهدها»... الشماع: ننقل الآثار بدل تدميرها كما كنا نفعل بالماضي
قال المؤرخ المعروف والمرشد السياحي بسام الشماع إن هناك حل عبقري يمكن به مواجهة حالات هدم المباني الأثرية أو التراثية، وهو أن نقوم بنقل الأثر بدلًا من هدمه، وجاء ذلك تعليقًا منه على حادث هدم قلعة الدخيلة في الإسكندرية، وهو الأمر الذي أثار دهشة واستياء عدد كبير من المهتمين بالآثار والتراث.
«بدل ما نهدها»... بسام الشماع يقترح نقل الآثار بدلًا من تدميرها
وتابع الشماع في تصريحات خاصة إلى بوابة الفجر الإلكترونية قائلًا، إن مصر لها باع كبير في نقل الآثار من مكان إلى آخر وكان للآثار الإسلامية نصيبًا من تلك العناية الكبيرة، حيث أن الأثر يحمل في طياته صفحات من التاريخ، وبزواله تزول تلك الصفحات وتندثر، وساق الشماع مثالين على نقل الآثار الإسلامية من مكان إلى آخر، حيث تم نقل أثرين كاملين من مكانهما إلى مكانين آخرين وكان الغرض هو توسعة شارع ولم تلجأ مصلحة الطرق في ذلك الوقت للهدم وإنما تم بذل مجهود ضخم للحفاظ على الأثر.
زاوية الدهيشة
وقال الشماع إن المثال الأول هو الأثر الشهير المعروف بزاوية الدهيشة والتي أنشأها السلطان المملوكي الجركسي الناصر فرج بن برقوق عام 811هـ/ 1408م، وتقع حاليًا في شارع أحمد ماهر (تحت الربع سابقًا) أمام باب زويلة بحي وسط القاهرة، وأطلق عليها اسم الدهيشة نظرًا لما تتميز به قبتها من زخارف معمارية مدهشة والتي وصفت بأنها غاية في الجمال.
وتابع الشماع، المفاجأة أن هذه الزاوية الرائعة الجمال ليست موجودة حاليًا في مكانها الأصلي، وإنما كانت مبنية ملاصقة لباب زويلة، وقامت لجنة حفظ الآثار العربية بنقلها من مكانها إلى المكان الحالي بحيث يتم توسعة الشارع حيث نشأ شارع أحمد ماهر حاليًا تحت الربع سابقًا.
قبة أمير كبير قرقماس
وأضاف الشماع أن لدينا مثال آخر وهو نقل قبة أمير كبير قرقماس أتابك العسكر في عصر السلطان قنصوه الغوري، والتي كانت موجودة ملاصقة لباب جامع الحاكم بأمر الله الفاطمي، وتم نقلها في عام 1981 م أثناء أعمال توسعة شارع المعز لدين الله الفاطمي إلى شارع الأشرف بين قبتي جاني بك الدوادار والأشرف برسباي أو المنطقة المعروفة بحوش برسباي حاليًا.
والمثالين يوضحان أنه من الممكن اتخاذ قرار النقل في حالة ضرورة توسعة شارع أو فتح شارع أو في حالة ضرورة بناء كوبري جديد أو محور من المحاور التي تيسر على المواطنين حياتهم، ولا نلجأ أبدًا إلى الهدم كما حدث في منطقة الدخيلة الأثرية، أو في قصر أندراوس باشا بالأقصر اضغط هنا، أو في طابية فتح العسكرية في أسوان اضغط هنا.