القصة الكاملة لتصاعد التوترات بين إيران وميليشياتها

تقارير وحوارات

إيران
إيران

 


شهد المحور الإيراني في الآونة الأخيرة تصدعات وتوترات ملحوظة، عقب عملية اغتيال رئيس حركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران نهاية يوليو 2024.

وقد ألقى هذا الحدث بظلاله على الاستقرار الإقليمي، حيث تسعى إيران جاهدة للتعامل مع تبعات هذه الحادثة المعقدة والتي زادت من حدة التوترات بين طهران وميليشياتها المختلفة.


التأني الإيراني ومحاولات ضبط النفس

بعد إعلان إيران عن نيتها في الرد على الهجوم الإسرائيلي، لم تتعجل طهران في تنفيذ إجراءات انتقامية قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع.

بل عمدت إلى دراسة الردود المحتملة بعقلانية، سعيًا منها لتجنب الأضرار الجسيمة التي قد تنجم عن ردود فعل متهورة.

وهذا النهج الحذر خلق بعض التصدعات في شبكة الميليشيات التي أسستها إيران ودعمتها في مناطق مختلفة مثل العراق واليمن ولبنان.


التباين في التوجهات بين الميليشيات

بينما تسعى طهران لضبط الأوضاع وتجنب التصعيد الكبير، تزداد رغبة الميليشيات المتحالفة معها في تنفيذ عمليات عسكرية.

فقد أبدت الميليشيات العراقية وجماعة الحوثي شغفًا في تنفيذ هجمات، ليس فقط على إسرائيل، بل أيضًا على القوات الأميركية والمصالح الغربية في المنطقة.

وهذا التباين في الأهداف بين إيران وميليشياتها يعكس التحديات التي تواجهها طهران في تنسيق استراتيجياتها على الأرض.


موقف الأسد والضغوط الاقتصادية

من جانب آخر، أبلغ الرئيس السوري بشار الأسد إيران بعدم رغبته في الانجرار إلى الصراع، نظرًا للأزمات الاقتصادية التي تعاني منها دمشق، والتي أدت إلى تزايد الاحتجاجات وعدم الاستقرار الداخلي.

وهذا الموقف يعقد من قدرة إيران على تأمين دعم كامل من جميع أذرعها في المنطقة.


تحركات الحوثيين والميليشيات العراقية

تسعى جماعة الحوثي إلى تنفيذ هجمات واسعة النطاق على السفن الحربية الأميركية والموانئ الإسرائيلية، ردًا على اغتيال هنية والغارة الإسرائيلية على ميناء الحديدة.

وفي الوقت نفسه، تسعى الميليشيات العراقية لمهاجمة القواعد الأميركية في العراق وسوريا، في محاولة لطردها من المنطقة.


رد فعل حزب الله والتوترات الإقليمية

أكد حزب الله أنه سيقوم بالرد على اغتيال القيادي الرفيع فؤاد شكر من قبل إسرائيل، مما يضيف بعدًا إضافيًا للتوترات القائمة.

وفي ظل هذه الظروف، تبقى القيادة الإيرانية وحزب الله حذرين نظرًا للوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به إيران.


التطورات الإقليمية والدور الأمريكي

تتزامن هذه التوترات مع تأهب إسرائيلي وإيراني متبادل، حيث دفعت الولايات المتحدة بمزيد من القوات الجوية والبحرية إلى المنطقة لحماية حليفتها إسرائيل والدفاع عنها ضد أي هجمات إيرانية.

وتشير التحليلات إلى أن طهران قد تستمر في الاعتماد على أذرعها في المنطقة لتنفيذ أجنداتها، وهو ما يطرح تساؤلات حول مستقبل الاستقرار الإقليمي في ظل هذه الظروف المتغيرة.