ننهار من مناظر أشلاء الشهداء ومهنة متعبة للغاية
بلاط القبور.. عامل في غزة يحول ركام المنازل المدمرة إلى أغطية لمدافن الشهداء
في ظل الحصار الخانق والحرب المتواصلة على غزة، يحاول المواطن جهاد الشمالي، ممارسة عمله في صناعة أغطية القبور، متغلبًا على نقص مواد البناء والأوضاع الصعبة التي يعيشها سكان القطاع غزة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في 7 من أكتوبر الماضي، ليمارس عمله بتجهيز أغطية القبور من ركام المنازل المهدمة بفعل القصف الإسرائيلي على القطاع.
وتتكون تلك الأغطية، أو ما يُطلق عليها الفلسطينيون اسم "البلاطة"، من الأسمنت والحصمة والرمال والحديد؛ إلا أن تلك المواد غالية الثمن وغير متوافرة بسبب الحرب على غزة، ما دفع المواطن الفلسطيني لاستبدالها بركام المنازل المهدمة.
ركام المنازل لتجهيز أغطية القبور
وقال الشمالي، في تصريحات صحفية، إنه "قبل الحرب الإسرائيلية على غزة كانت جميع المواد متوافرة، والعمل كان أسهل بكثير مما هو عليه في الوقت الحالي"، مشيرًا إلى أنه يعتمد بالوقت الراهن على ركام المنازل لتجهيز أغطية القبور.
وأضاف أن "الحرب اضطرتنا لتكسير حجارة المنازل المدمرة بشكل يدوي، خاصة وأن الكسّارات التي كانت تُستخدم في السابق لا يمكن لها العمل في ظل انقطاع التيار الكهربائي، ونقوم بجمع ركام المنازل من خلال بعض النازحين الذين يعملون في هذه المهنة الشاقة والصعبة".
ننهار من مناظر أشلاء الشهداء
وأشار جهاد الشمالي إلى أنه "يحصل على الحديد أيضًا من المنازل المدمرة بفعل الاحتلال الإسرائيلي"، موضحًا أن الكثير من الناس لا يمتلكون أموالًا لدفع ثمن القبر الذي يبلغ نحو 150 دولارا، خاصة وأن جميع الأسعار مرتفعة للغاية.
واستكمل أن "العديد من النازحين يعملون معي في المهنة من أجل توفير قوت يوم عائلاتهم، والمهنة متعبة وننهار من مناظر أشلاء الشهداء وضحايا الحرب الإسرائيلية".
مهنة متعبة للغاية
وبجسد نحيف يبدو عليه التعب، قال الطفل خالد صقر، وهو يعمل في جمع ركام المنازل المدمرة، إنه وبعض رفاقه يقومون بجمع حجارة البيوت المهدمة وبيعها لصانعي أغطية القبور، مؤكدًا أن هذه المهنة متعبة للغاية ولكنها المتاحة بالوقت الحالي.
أما رفيقه أحمد صقر، فقال إنهم "يبدأون العمل من الساعة السابعة صباحًا لجمع ركام المنازل ويقومون بتكسيرها ومن ثم بيعها لصانعي بلاط القبور"، مبيّنا أنهم يحصلون على القليل من هذه المهنة الشاقة.
واستشهد منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أكثر من 40 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء والمدنيين، إضافة لإصابة عشرات الآلاف، وتدمير البنى التحتية المدنية في عكوم محافظات ومدن قطاع غزة، فضلًا عن التسبب في مجاعة كارثية بفعل الحصار الذي اشتد مع بداية الحرب، حسب منظمات إنسانية أممية ودولية.