من الخجل إلى النجومية.. رحلة تألق "المتواضع" نصير مزراوي

الفجر الرياضي

بوابة الفجر

 

تشهد كرة القدم العديد من الأحداث المفاجئة والتغييرات الطارئة، وهو ما يزيد من متعتها في قلوب جماهيرها في كل مكان، ولكن متعة تفرق عن أخرى ولاعب عن أخر، فهناك لاعبين نجحوا في القيام بأدوار بطولية بعدما كانوا يعانون من أزمات عديدة، أبرزها عدم ثقتهم في أنفسهم في حين أن هناك لاعبين تنازلوا عن نجاحاتهم في سبيل العيش بشكل أفضل من منظورهم.

والجميع يعرف أن كرة القدم تعطي الفرص، ولكنها أفضل من يأخذها في وقت سريع، فالبطل الحقيقي هو من يتمسك بالفرصة التي تأتي له، مثلما فعل (نصير مزراوي)، والذي نخصه بالحديث في تقرير اليوم.


مزراوي ومعاناة كبيرة مع الخجل

لعب مزراوي لصالح نادي أياكس أمستردام الهولندي، ولكنه كان خجولًا جدًا ويخشى من مواجهة أي أحد، ما جعل النادي يفكر في الاستغناء عنه خلال 2016، نتيجة لأدائه الغير مقتنع على الرغم من موهبته الجبارة.

ولكن مزراوي لم يمنح أحد فرصة الاستغناء عنه وخروجه من الباب دون أن يراه أحد، بل قرر أن يكون قصة يتحاكى بها كل مشجع هولندي، حيث تحولت شخصيته في وقت قصير إلى شخص ناجح ولديه شغف كبير وحماس لما يقدمه مع فريقه، ما جعل الجميع في هولندا يتفاجأ من هذا البطل المقنع.

ثقة مزراوي سبب وصوله إلى البريميرليج

وفي الثالث عشر من أغسطس الجاري، وقبل وقت قصير جدًا من بدء الموسم الجديد من الدوري الإنجليزي أعلن نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي تحت قيادة تين هاج على التعاقد مع نصير مزراوي، ليخوض تجربة لا بد من أن يكون البطل فيها.

وعلى الرغم من خجله السابق واصراره أنه بأمكانه التغلب على خجله، وقع نصير على عقود الانضمام مع الشياطين الحمر، ليأتي إلى الدوري الإنجليزي من أجل زيادة إثبات مهاراته ومواجهة كبار اللاعبين واللعب أمام أكبر الأندية.

وفي السادس عشر من أغسطس أعلن تين هاج عن تشكيل فريقه الرسمي والذي شهد تواجد نصير مزراوي كأساسي ضد فولهام في افتتاحية الدوري الإنجليزي الممتاز.

وكان الجميع يتوقع أن المتواضع مزراوي سيكون بحاجة إلى الوقت من أجل التأقلم مع الشياطين الحمر، وتقديم مستويات مميزة، ولكن اللاعب أثبت لهم حقيقة أن الخجل صفة تخلى عنها في الماضي ليبهر الجميع بأدائه في وقت قياسي.

وتمكن نجم أسود الأطلس أن يقدم أداء مميز واستثنائي مع نادي مانشستر يونايتد، حيث تألق كظهير عكسي بداخل الملعب وفي أنصاف المساحات كلاعب وسط إضافي، ومدافع ثالث في وقت الحيازة بجانب ترويض الكرة ببراعة وتحريكها بكل ثقة وهدوء.

ونجح كذلك في الفوز بجميع الثنائيات التي نافس عليها، سواء هوائية أو أرضية، وجعل الجميع يتساءل عن مركزه الأساسي، إن كان الهجوم أو الدفاع بعدما نجح في كلاهما ببراعة.. لتظل رحلة نصير مزراوي من الخجل إلى النحومية رحلة ذات معنى وتأثير.