قياديون في حركة فتح: اعتداءات المستوطنين على قرى الضفة خطة ممنهجة لتهجير الفلسطينيين

عربي ودولي

خطة ممنهجة لتهجير
خطة ممنهجة لتهجير الفلسطينيين

في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على المدنيية في قطاع غزة، والتي بدأت منذ السادس من أكتوبر العام الماضي وتصعدت في اليوم السابع من أكتوبر نفسه، تتصاعد حدة الهجمات الإسرائيلية في الضفة والقدس، وجاء ذلك في ضوء خطة شاملة لتوسيع وتعزيز العمليات الاستيطانية.

هجمات بحماية إسرائيلية

وأكد القياديون في حركة فتح لـ "سبوتنيك": أن هجمات المستوطنين التي خلفت الكثير من الدمار، يتم تنفيذها تحت حماية الجيش الإسرائيلي، وعلى مرأى ومسمع من المجتمع الدولي، وضمن خطة استراتيجية يمينية متطرفة تهدف إلى تهجير وطرد المواطنين الفلسطينيين من الضفة الغربية والقدس.

ويقول قياديان في حركة "فتح"، إن الهجمات الاستيطانية المتصاعدة التي ينفذها المستوطنون تحت حماية الجيش، تصاعدت مع انشغال العالم بالحرب على قطاع غزة، فيما بعض المواقف الدولية التي يتم اتخاذها ضد المستوطنين غير رادعة.

إطلاق النار على المواطنين 

وهاجم أكثر من 100 مستوطن إسرائيلي، في وقت سابق، قرية جيت في الضفة الغربية، ليلة الخميس، ما أسفر عن مقتل شخص على الأقل من السكان، وإصابة العديد أيضا، وأطلقوا النار باتجاه المواطنين، وأشعلوا النار في المنازل والسيارات في القرية.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل فلسطيني وإصابة آخر بجروح حرجة برصاص المستوطنين الإسرائيليين، مساء الخميس، خلال هجومهم على قرية جيت شرق قلقيلية، شمالي الضفة الغربية.
خطط منظمة
قال الدكتور تيسير نصرالله، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، إن المستوطنين في الضفة الغربية لديهم خطط للاعتداء على المواطنين الفلسطينيين في القرى المحاذية والمحيطة بالمستوطنات.

هجمات إسرائيلية على الفلسطينيين

وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أنهم "قوة منظمة ومسلحة وذات تدريب عال، بالإضافة إلى أنهم يحظون برعاية مطلقة من جيش وحكومة إسرائيل، ويتبادلون أدوار الاعتداء ومهاجمة القرى الفلسطينية، فكل مستوطن هو جندي في جيش الاحتلال، وكل جندي هو مستوطن، عدا عن وجود أعضاء في الحكومة الإسرائيلية وأعضاء في الكنيست هم من المستوطنين المتطرفين".

حملة تحريض شديدة اللهجة ضد الفلسطينيين

وأكد أن هناك حملة تحريض ممنهجة على مواقع المستوطنين ضد الفلسطينيين، ودعوتهم لهم بمغادرة قراهم، وإلاّ فإنهم سيتعرضون لهجمات تستهدف بيوتهم وممتلكاتهم كما جرى أخيرا في قرية جيت قضاء قلقيلية، أو كما جرى في قرى حوارة وقصرة بنابلس، أو قرية ترمسعيا والمغيّر في رام الله، وغيرها من الاعتداءات التي راح ضحيتها العديد من القتلى والجرحى، عدا عن الخسائر المادية الهائلة.
وتابع: "تزداد تهديداتهم خطورة مع استمرار العدوان الإسرائيلي على شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، وانشغال العالم بذلك دون أي رد فعل لوقف هذه الاعتداءات، بل يتم اتخاذ مواقف ضد بعض المستوطنين ولا تشكّل رادعًا لهم، مما يستوجب اتخاذ مواقف أكثر حدّة ضدهم كي لا يستفحل إجرامهم أكثر أمام هذا الصمت المريب للمنظومة الدولية".

تهجير الفلسطيننين


استراتيجية يمينية

في السياق، اعتبرت كفاح حرب، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، أن "الاعتداء السافر للمستعمرين المستوطنين على بلدة جيت قضاء قلقيلية، يأتي ضمن اعتداءات منظمة تقوم بها مجموعات استيطانية بحماية جيش إسرائيل".
وبحسب حديثها لـ "سبوتنيك"، "تأتي هذه الهجمات تنفيذا لسياسة متصاعدة وتشبه ما قامت به العصابات الصهيونية قبل نكبة 1948م، من مجازر وسرقة واستيلاء على الأراضي والمنازل والممتلكات الفلسطينية".
وأكدت أن الاعتداءات تقع ضمن الاستراتيجية اليمينية المتطرفة التي تقودها حكومة بنيامين نتنياهو، التي لا تؤمن بحل الدولتين، وتملك مشروعا كبيرًا لتهجير وطرد الشعب الفلسطيني من أرضه.
وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير - سبوتنيك عربي، 1920، 16.08.2024
تقرير: الجيش الإسرائيلي يكذب مزاعم بن غفير بشأن راشقي الحجارة الفلسطينيين في الضفة الغربية
أمس

هجوم مروع وسط إفلات من العقاب للحالات المماثلة

وصفت الأمم المتحدة، أمس الجمعة، هجوم المستوطنين الدامي على قرية في الضفة الغربية المحتلة بأنه مروع وسط إفلات من العقاب للحالات المماثلة.

وقالت المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة رافينا شامداساني: "كان مروّعا، الأمر اللافت والذي يتعيّن تذكره هو أن عملية القتل في جيت أمس لم تكن عبارة عن هجوم منعزل، وهي نتيجة مباشرة لسياسة الاستيطان الإسرائيلية في الضفة الغربية".

وأدان الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، هجوم المستوطنين الإسرائيليين على قرية جيت في الضفة الغربية، مشيرا إلى أنه يعتزم تقديم اقتراح لفرض عقوبات على عدد من الوزراء الإسرائيليين.


وقال بوريل على منصة "إكس": "نحن في الاتحاد الأوروبي ندين هجوم المستوطنين على قرية جيت (في الضفة الغربية)، من أجل تخويف المدنيين الفلسطينيين".

وتابع: "يوما بعد يوم، ومع الإفلات التام من العقاب، يقوم المستوطنون الإسرائيليون بتأجيج أعمال العنف في الضفة الغربية المحتلة، ما يعرض للخطر أي فرصة للسلام. يجب على إسرائيل أن توقف هذه الأعمال غير المقبولة".

وأكد بوريل عزمه على "تقديم اقتراح بفرض عقوبات من الاتحاد الأوروبي على المتعاونين مع المستوطنين الإسرائيليين، بمن فيهم عدد من أعضاء الحكومة الإسرائيلية".

وأوضح الجيش الإسرائيلي أن "عشرات المدنيين الإسرائيليين، بعضهم ملثمون، دخلوا إلى جيت وأشعلوا النار في مركبات وأبنية في المنطقة، ورموا الحجارة وقنابل المولوتوف".