الرهبان الفرنسيسكان يستقبلون الزائرين داخل المدينة المريمية بدير درنكة
في ظل الاحتفالات المريمية بزمن الصوم المقدس لأمنا مريم العذراء تستعد الرهبنة في كل عام لاستقبال الزائرين للصلوات والتسابيح، وسوف ألقي بصورة سريعة على تاريخ الرهبان، واهم الاعمال التي قدمتها الرهبنة لهذه القرية.
منذ بداية خدمة الرهبنة الفرنسيسكانية بدير درنكة تعد من أهم المميزات والأعمال التي قامت بها، وبدأت الخدمة في نهاية القرن التاسع عشر منطلقين من مدينة أسيوط حيث كانت الإقامة هناك ولكن مع عام 1902 استقرت الجماعة الرهبانية بدير درنكة، وتوجد مغارة كبيرة داخل الجبل بقرية دير درنكة وكانوا الرهبان الفرنسيسكان الأوائل يستعملونها في الخلوة الروحية والصلوات، وهي الآن اصبحت دير للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مع الأنبا ميخائيل مطران اسيوط. وجاء الأب زكريا برتي لخدمة ديردرنكة الذي خدم فيها بكل غيرة رسولية، وفتح مدرسة ابتدائية مجانية. وفي عام 1931 م عين الأب إيليا بيراتشيني راعيا. ومجموعة من الكهنة الغيورين مثل الأب فرنسيس جاد الله والأب يوسف المصري، وطيب الذكر الأنبا يوحنا نوير الذي سعي لبناء كنيسة كبيرة تليق بمقام السيدة العذراء، وبعد وضع حجر الأساس للكنيسة الحالية في 28 أكتوبر 1951 م تم تكريسها في 7 أكتوبر على يد طيب الذكر الأنبا الكسندرس إكسندر مطران الأقباط الكاثوليك بأسيوط. وعندما جاء الأب جرجس نصر الله قام بشراء ماكينة لتوليد الطاقة الكهربائية لإنارة الكنيسة وبعض الشوارع. وقام بتوصيل مواسير لتوصيل المياه الصالحة للشرب إلي أهل القرية. حيث قدمت الرهبنة العديد من الخدمات من خلال الأب جرجس غطاس الفرنسيسكاني "ابن هذه القرية"، لكل القرية والقرى المجاورة بعمل مخبز وورشة نجارة لتعليم شباب القرية، لخدمة أبناء القرية، ومطحن وكل هذه الخدمات التي تقدمها الرهبنة لخدمة المنطقة. ونجد أسفل الكنيسة الكبيرة هناك كنيسة المغارة وبجوارها البئرحيث كان يستعمل لأهل القرية قديمًا والبانوراما التي تحتوي على صور الأماكن وخريطة هروب العائلة المقدسة حسب مخطوط الأنبا ساخريوس وهذه هي المحطة الأخيرة لرحلة العائلة المقدسة.
وفي هذه الأيام قد قامت الرهبنة الفرنسيسكانية بعمل محطة تحليه للمياة لخدمة القرية والقرى المجاورة لكي يجدوا المياه الصالحة للإنسان. لأن في الفترة الماضية المياه التي كانت تسبب امراض كثيرة جدًا وأكثرها مرض الفشل الكلوي لشعب دير درنكة ومن هذا الجانب قامت الرهبنة بعمل هذه الخدمة.
منذ 800 عام أتخذا القديس فرنسيس أمنا مريم العذراء حماية للرهبنة الفرنسيسكانية ونحن على خطي هذا القديس نكرم أمنا مريم العذراء.
في ايطار الخدمات التربوية والروحية مع الصلوات والمدائح لأمنا مريم العذراء لذلك يرجع الفضل للرهبنة التي أدخلت في صوم العذراء بأن يكون فيها الطواف بأيقونة العذراء وصلاة المسبحة الوردية داخل شوارع القرية، مع الوعظ والترانيم المريمية التي ينشدها الشعب بالهتاف وحول تمثال أمن مريم العذراء وبحضورأسقف الأيبارشية والرهبان والراهبات والشمامسة والشعب بالفرحة والبهجة الروحية وهي من أول قامت بهذه التقليد الذي مستمر إلي يومنا هذا وأخذت بعض الطوائف الأخرى هذا التقليد من الرهبان الفرنسيسكان.
ونحن في زمن صوم العذراء مريم، تقدم الرهبنة كل ما يفيد الإنسان مقدمة له جرعة روحية من خلال الأسرار المقدسة والصلوات والتراتيل والتأملات الروحية والمسبحة المريمية.
وفي هذه المدة المباركة لأمنا مريم العذراء يفتح الدير لكل الزائرين لكي ينالوا البركة والصلوات التي ترفع إلى الله القدير بشفاعة آمن مريم العذراء (سيدة الانتقال)، وجميع القديسين.