بعد ثورانه.. ماذا تعرف عن بركان "إتنا"؟
بركان "إتنا" هو واحد من أكثر البراكين نشاطًا في العالم، ويقع على الساحل الشرقي لجزيرة صقلية الإيطالية. يعتبر "إتنا" أحد أشهر المعالم الطبيعية في إيطاليا وأكبر بركان نشط في أوروبا، حيث يصل ارتفاعه إلى نحو 3،329 مترًا (10،922 قدمًا)، مما يجعله أعلى جبل بركاني في القارة.
تاريخ البركان ونشاطه
يتميز بركان "إتنا" بنشاطه المستمر منذ آلاف السنين. يعود أول تسجيل تاريخي لثورانه إلى نحو 1500 قبل الميلاد، ومنذ ذلك الوقت سجلت مئات الانفجارات الكبيرة والصغيرة. يتسبب هذا النشاط الدائم في تدفقات الحمم البركانية والانبعاثات الغازية التي تؤثر على المناطق المحيطة بالبركان.
أحد أشهر الثورات البركانية الكبيرة لـ "إتنا" وقع في عام 1669، عندما دمرت الحمم البركانية جزءًا من مدينة كاتانيا القريبة.
جيولوجيا “إتنا”
جيولوجيًا، يعتبر "إتنا" بركانًا مركبًا، مما يعني أنه يتكون من عدة طبقات من الحمم البركانية والرماد المتصلب. هذا النوع من البراكين يتميز بكونه مرتفعًا، وقممه متعرجة نتيجة للانفجارات المتعددة على مر السنين. "إتنا" يقع عند تقاطع الصفيحة التكتونية الإفريقية والأوراسية، وهو ما يفسر نشاطه البركاني الكبير.
أهمية "إتنا"
إلى جانب كونه موقعًا طبيعيًا مذهلًا، فإن "إتنا" له أهمية علمية كبيرة. يُعد وجهة رئيسية للجيولوجيين وعلماء البراكين الذين يدرسون نشاطه لفهم العمليات البركانية بشكل أفضل. كما أنه يعتبر مصدرًا مهمًا للحمم البركانية المستخدمة في البناء والصناعة في صقلية.
السياحة في "إتنا"
يجذب بركان "إتنا" آلاف السياح سنويًا الذين يأتون لمشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة واستكشاف المنطقة المحيطة. توفر رحلات المشي على جوانب البركان تجربة فريدة تجمع بين الجمال الطبيعي والشعور بالمغامرة. كما أن زيارات ليلية لرؤية الحمم المتدفقة تحت ضوء القمر هي من بين التجارب السياحية الأكثر شعبية في المنطقة.
النشاط البركاني الحديث
"إتنا" لا يزال نشطًا حتى يومنا هذا. تسجل انفجارات متفرقة من وقت لآخر، تثير اهتمام العلماء والسكان المحليين على حد سواء. ورغم أن هذه الانفجارات قد تشكل خطرًا على القرى القريبة، إلا أن المراقبة المستمرة والتكنولوجيا الحديثة تساعد في التنبؤ بهذه النشاطات وتقليل مخاطرها.
بركان "إتنا" ليس مجرد جبل بركاني نشط، بل هو معلم طبيعي وتاريخي ذو أهمية كبيرة. يظل "إتنا" رمزًا لصقلية، بجماله الطبيعي وقوته البركانية الهائلة، ويستمر في جذب العلماء والسياح من جميع أنحاء العالم لاستكشاف هذا الموقع الفريد.