بطالة المهندسين سببًا رئيسيًا لإقبالهم على السفر إلى الخارج.. والنقيب: هذا أمر إيجابي

أخبار مصر

أرشيفية
أرشيفية

دائمًا ما كانت أزمة انتشار معاهد الهندسة العُليا سببًا رئيسيًا في زيادة أعداد الخريجين، ما يدفع السوق إلى لفظ الآلاف منهم سنويًا، لعدم حاجته لهم، وسط غياب من وزارة التعليم العالي عن ملف ضبط الأعداد، ما يزيد بطالة المهندسين بشكل كبير سنويًا، والأمر يتطلّب مناقشات واسعة بين وزارة التعليم العالي، ونقابة المهندسين؛ في محاولة لتحديد احتياجات السوق السنوية، وضبط أعداد الخريجين.

إحصائيات سابقة لنقابة المهندسين، كشفت أن مصر بها نحو 60 معهد عالي للهندسة، كما أن هناك 45 ألف طالب ينضمون للكليات والمعاهد الهندسية كل عام، بينما لا يتعدى عدد فرص العمل المتاحة 12 ألفًا فقط.

كما تمثّل ضعف جودة التعليم الهندسي في مصر، أزمة من ضمن المشكلات التي تواجه هذا الملف، بالإضافة إلى عدم ملاءمة مهارات الخريجين لاحتياجات سوق العمل؛ حيث لا تُلبي المهارات التي يكتسبها الطلاب خلال دراستهم، احتياجات سوق العمل، مما يُؤثّر على قدرتهم في الحصول على فرص عمل مناسبة.

تؤدي البطالة بشكل عام إلى نقص الإنتاجية، وانخفاض الناتج المحلي الإجمال، وتسير بنا إلى تفاقم مشكلة الفقر، ومشكلات أخرى مثل الجريمة، والأزمات النفسية، والشعور بالإحباط واليأس.

فتحت "الفجر" ملف بطالة المهندسين، وهو السبب الذي دفعهم للسفر خارج البلاد بأعداد كبيرة جدًا، مع تفنيد للأزمة، ووضع حلول قابلة للتنفيذ.

طائرة - أرشيفية

طارق النبراوي: سفر المهندسين للخارج أمر إيجابي

قال طارق النبراوي نقيب المهندسين، إن توفير فرص عمل خارج مصر، هو أمر من مصلحتنا؛ وذلك لأنها عادةً ما تكون مصدرًا للإيراد والعُملة الصعبة، واصفًا ذلك بـ "الأمر الإيجابي".

وأضاف في تصريحات لـ "الفجر"، أن عمل المهندسين خارج مصر هو أمر إيجابي، وتعمل النقابة دائمًا على تشجيعهم للقيام بذلك، وهناك نماذج مُشرّفة لمصر تعمل في الخارج في مجال الهندسة، في الولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا، وكندا، وحتى في الدول العربية، وحققن إنجازات كبيرة.

وأكد "النبراوي" أن سفر المهندسين للخارج شهد تعثرًا خلال السنوات السابقة؛ نظرًا لأن بعض الخريجين أصبحوا دون المستوى المطلوب عالميًا، ويتخرّج عدد كبير غير مؤهّل سنويًا، لذلك تعمل النقابة على الاهتمام بجودة التعليم الهندسي، والارتقاء بمستواه، ليتخرّج مهندس ذو مستوى مرتفع، يكون مؤهّل للعمل داخل مصر وخارجها.

وتابع: "النقابة تعمل مع المؤسسات المعنية، من بينها الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، لحل هذه المشكلة؛ من أجل رفع جودة مستوى خريجي التعليم الهندسي، إذ تشهد هذه الفترة تعاونًا كبيرًا وتنسيقًا للجهود، بين النقابة والهيئة في هذا الملف".

وفي هذا الشأن، لفت النبراوي إلى اتخاذ نقابة المهندسين قرارات تتعلّق بتطبيق معايير الجودة على المعاهد الهندسية، ووضعت ضوابط لقيد خريجي تلك المعاهد، لضمان جودة التعليم الهندسي؛ بهدف القضاء على صفوف البطالة بينهم، فضلًا عن كونه هدفًا قوميًا لتخريج مهندسين قادرين على المنافسة في سوق العمل، في الداخل والخارج، وتحقيق تطلعات الدولة المصرية في مواكبة التطوّر العصري، وتنفيذ خطط مصر التنموية.

طارق النبراوي نقيب المهندسين

مقترحات لتحسين أوضاع المهندسين في مصر

ووضع "النبراوي" عددًا من المقترحات، لتحسين أوضاع المهندسين في مصر:

  • تقليل أعداد المقبولين في كليات الهندسة، وقبول عدد يتناسب مع احتياجات سوق العمل.
  • تحسين جودة التعليم الهندسي، وتوفير الموارد البشرية والمالية اللازمة، وتطوير المناهج الدراسية لتُلبّي احتياجات سوق العمل.
  • ربط التعليم بسوق العمل، وإتاحة فرص التدريب للطلاب في الشركات والمؤسسات المختلفة.
  • تشجيع الاستثمارات في القطاع الخاص، وذلك خلق فرص عمل جديدة للمهندسين.
  • دعم ريادة الأعمال، وتوفير التمويل والدعم اللازم للمهندسين، الراغبين في إنشاء مشاريعهم الخاصة.

أما لتوفير فرص عمل كافية للمهندسين في مصر من خلال:

  • تشجيع الاستثمارات الأجنبية في مصر.
  • دعم المشروعات القومية الكبرى.
  • إنشاء مجمعات صناعية وتكنولوجية.
  • خفض تكاليف المعيشة في مصر، من خلال اتخاذ إجراءات لضبط أسعار السلع والخدمات الأساسية، وزيادة الحد الأدنى للأجور.
  • توفير الدعم السكني والمعيشي للمهندسين.
  • توفير برامج تدريبية وتأهيلية للمهندسين المصريين، وذلك لزيادة مهاراتهم وقدراتهم وجعلهم أكثر تنافسية في سوق العمل.
  • تشجيع المهندسين المصريين على إنشاء شركاتهم الخاصة، وذلك من خلال توفير الدعم المالي والإداري والتكنولوجي.
  • تعزيز التعاون بين مصر والدول العربية في مجال الهندسة، وذلك من خلال عقد المؤتمرات والندوات والتبادل الطلابي.
مهندسين - أرشيفية

عضو مجلس النقابة: الأوضاع الاقتصادية تدفع المهندسين للسفر برواتب متدنية

ومن جانبه قال المهندس محمود العربي عضو المجلس الأعلى لنقابة المهندسين، إن هذا الموضوع شائك؛ فهناك بطالة بين صفوف المهندسين، لأن أعداد الخريجين تفوق احتياجات السوق؛ حيث تم افتتاح معاهد خاصة تخرّج آلاف الطلاب سنويًا، بأعداد تزيد عن حاجة سوق العمل، والدولة لا توضح احتياجاتها من أعداد المهندسين سنويًا، لتلتزم بها الجامعات والمعاهد.

وأضاف في تصريحات لـ "الفجر"، أن انشاء المعاهد الخاصة زاد بشكل غير مسبوق خلال الـ15 سنة الماضية، مما أدى إلى تضخّم وزيادة أعداد الخريجين، وهو ما يدفع الدولة والنقابة لإيجاد حلول حقيقية، قبل تفاقهم أزمة بطالة المهندسين أكثر من ذلك.

وأكد "العربي" أن الحل هو دراسة لاحتياجات السوق من المهندسين، وعدم السماح لأي جامعة أو معهد خاص للعمل، إلا أن يكون حاصلًا على الجودة، وتحت رقابة شديدة للغاية.

وعن تأهيل المهندسين لسوق العمل، كشف "العربي" أن هذه مشكلة تواجههم عند السفر للخارج؛ وذلك نظرًا لأن بعض الدول العربية أصبحت مثل الكويت لا تقبل إلا تشغيل خريجي الجامعات الحكومية، بسبب جودة التعليم في الجامعات الخاصة، وبعض من المعاهد فقط، هي التي تراعي جودة التعليم والمعايير.

وعن الحلول الحقيقية للأزمة، لفت "العربي" إلى ضرورة دراسة الدولة لحجم المشروعات، وحجم استيعاب أعداد المهندسين، لعدم تفشي البطالة بينهم بهذا الشكل، بالإضافة إلى تنظيم لدور ولمهنة الهندسة في مصر، مع ضرورة وجود تنظيم للمهنة، بحيث لا يعمل أحد غير المهندس في تخصصه، مثل هندسة الإنشاءات أو التشطيبات، نجد أي شخص مقاول يمكن أن يؤسس شركة مقاولات، والقائمين عليها من غير المهندسين، فهذا يجعل جودة العمل غير جيدة، بينما في الخارج لا يمكن حدوث ذلك، وفقط يعمل صاحب التخصص في تخصصه.

وتابع: "المهندسين أصحاب الخبرات الطويلة في سوق العمل، يحصلون على رواتب متدنية، هناك دول عربية تقوم بعمل تصنيف للمهندسين، مثلًا مهندس مبتدئ، أو ممارس، أو مهندس مشارك، أو استشاري، كما أن هناك مهندسين يتم توظيفهم دون عقود عمل، بل هناك يعملون باليومية، فأصبحنا كالعمالة".

وشدد "العربي" على أن الوضع الاقتصادي هو ما يدفع المهندسين للسفر إلى الخارج، وهو الأمر الذي يجعلهم يقبلون على السفر بأي رواتب، حتى لو كانت متدنية.

محمود العربي عضو مجلس نقابة المهندسين