د.حماد عبدالله يكتب: "إفتقادنا" لثقافة الأمان !!
نفتقر فى بلادنا المحروسة لثقافة الأمان – الأمان فى مصانعنا -الأمان فى مزارعنا وقرانا – الأمان فى منازلنا – الأمان فى شارعنا المصرى – نفتقر لثقافة الأمان الذى يجب أن تحيط الشعوب نفسها بكل عناصره – وفى البلاد المتحضره والتى تصبو للتقدم والأزدهار – تعتنى تلك الشعوب بعناصر الأمان – فى حين أن بلدنا قد إختصها كتاب الله المقدس
( القران الكريم ) بعبارة "أدخلوها بسلام أمنين "صدق الله العظيم.
الأمان هو العنصر الوحيد الذى يبحث عنه أى إنسان يرغب فى إقامة منزله ووسيلة معيشته – فالأمان هو ما نتطلع إلى أن نحيط به أنفسنا وأولادنا – حتى نطمأن لننام ولنعمل – والأمان هو ظل نطمح للتظلل به فى الحاضر والمستقبل -والأمان ليس فقط بأمن الداخلية الذى يحمى الممتلكات العامة والخاصة – ويحمى الناس من أصحاب السلوك الشاذ – فى الشارع أو فى المجتمع !!
ليس المقصود بثقافة الأمان – أن يعلق الشعب أمنه – وأمانه على الشرطى أو الحارس ولكن الأمان ثقافة يجب أن نتحلى بها وأن نكتسبها – مثل ثقافة التسامح وثقافة التعايش السلمى – ثقافة التعامل مع الأخر بتحضر وفهم...
ثقافة الأمان هى أهم دافع للنمو وللإستثمار – فليس من المعقول أن تكون عبثية السير فى الطرق بالشكل الذى ينتج عنه هذا الكم من الحوادث اليومية – والنزيف المستمر للقتلى والجرحى – نتيجة أفتقارنا لثقافة الأمان على الطريق.. حتى أننا فى تشريعاتنا نضع حزام الأمان فى السيارة – بند يخالف عليه قائد السيارة – فمن غير المعقول – أن نشرع لأمن الإنسان لنفسه وليس لأخر بجانبه – فمن المعروف أن حزام الأمان – هو جزء هام من مكونات كرسي قائد السيارة ورفاقه من الركاب – وإستخدامه واجب للحماية – ولكن هو أيضًا يدخل ضمن منظومة ثقافة الأمان في الدول التي اكتسبت هذه الثقافة.
كم من مشروعات هربت من وضع لبنات قيامها في مصر – بعد أن تعرضت دراسات جدواها – لعدم توفر ثقافة الأمان لدى شعب مصر – حوادث طرق – إجراءات أحادية وجماعية ضد البيئة، تلوث في الجو نتيجة محروقات فضلات القمامة والزراعة – عبث المرور في كل أرجاء الوطن – إجراءات الإسعافات الأولية وإطفاء الحرائق المختلفة في بلادنا – طرق غير مطابقة للمواصفات – كباري ارتبطت مداخلها ومخارجها بمطبات تكسر أكبر شاسيه لأكبر أو أصغر سيارة عابرة – تعليم لا ينتج مخرج مناسب لأسواق العمل – عمالة غير مدربة تصبح غالية السعر رغم تدني قيمة الأجر – لكن ما يمكن أن تتسبب فيه من تدمير آلة – أو خرابها لعدم العلم بأدواتها – تصبح من أغلى الأيادي العاملة في العالم ( لجهلها ) !!
كل هذه العناصر وغيرها تندرج تحت بند نقص في ثقافة الأمان..
حرائق في مسارح أو في مصانع أو في سيارات – كلها وغيرها تخضع لأننا لا نحقق في عناصر الأمان – وتنقصنا ثقافة الأمان – ومع ذلك نحن نعيش وننمو بدعاء الطيبون من المصريون وكرم الله علينا !!
أ.د/حمــاد عبد الله حمـــاد