بحث علمي حول خصائص حالات سرطان الثدي للشباب في صعيد مصر
نشرت مجلة " تيومر اي جورنال العلمية"، بحثًا للدكتور عبد الرحمن عصام، نائب مدير مستشفى شفاء الأورمان لعلاج الأورام، وأخصائي جراحة الأورام، حول ملامح سرطان الثدي لفئة الشباب.
تناولت الدراسة التي أجراها الباحث بعنوان " خصائص حالات سرطان الثدي في سن أقل من 35 سنة في صعيد مصر منذ عام 2016 حتى عام 2022".
توصل خلالها الباحث إلى أن الفئة العمرية "35 عامًا فأقل" للمصابات بسرطان الثدي، هي الفئة الأقل عرضة للإصابة بسرطان الثدي، مؤكدًا الباحث أن عوامل عدة كانت تمثل درع حماية لتلك الفئة من بينها: سن مبكر للزواج، والإنجاب، وتعدد الإنجاب لدى هذه الفئة.
وأشار الدكتور عبد الرحمن عصام إلى أن هذه الفئة مثلت نحو 3% من إجمالي عدد المصابات ممن تتلقين العلاج بمستشفى الأورمان، إلا أنه على النقيض فإن 9% من هذه الفئة عانين من عودة الورم بعد العلاج، في حين 16% انتشر لديهن الورم بعد العلاج؛ مرجحًا الباحث أن السبب في ذلك هو اكتشافها للمرض في مراحله المتأخرة؛ لنقص التوعية بالمرض، وعدم الكشف المبكر، وكذا العادات والتقاليد في الصعيد والتي تُسبب الحرج لدى بعض المصابات في الكشف المرض.
وأوضح الباحث أن هناك دراسة فى معاهد أورام أخرى داخل مصر ؛ بينت أن 9% فقط من هذه الفئة أصبن بالمرض من إجمالي 4 آلاف عينة وهو إجمالي متقارب لعينات دراسة الباحث التي اعتمد فيها على عينات من الصعيد تخضع للعلاج بمستشفى الأورمان، مؤكدًا أن هذه النتائج تدعم ما توصل إليه الباحث في أن السن المبكر للبلوغ، والزواج والإنجاب، هي عوامل وقاية من الإصابة بسرطان الثدي.
وعن سبب مشكلة البحث؛ أكد الدكتور عبد الرحمن عصام أن هذه المرحلة العمرية لم يكن بينهن انتشار لسرطان الثدي، فضلًا أنه من واقع إحصائيات مستشفى شفاء الأورمان، فإن المرض لدى هذه الفئة يكون أكثر شراسة عن الفئات مافوق الأربعين عامًا، وهذا كان دافعًا للبحث حول أسباب ذلك.
وأوضح الدكتور هانى حسين، المدير التنفيذي لمستشفيات شفاء الأورمان، أن الدراسة تناولت توصيات أكد فيها الباحث أن هذه الفئة بحاجة إلى الدراسة على نطاق أوسع، ودمج هذه الدراسة مع المبادرة الرئاسية للكشف المبكر عن سرطان الثدي، لمطالعة النتائج الخاصة بهذه المرحلة العمرية، واستكشاف ماهو جديد حول خصائص المرض لدى هذه الفئة، ووضع الدراسة تحت التقييم على مدار خمسة أعوام مقبلة بالتزامن مع أعمال المبادرة الرئاسية، وفي ظل وجود مستشفى شفاء الأورمان، وزيادة التوعية بالكشف المبكر عن المرض، ومقارنة النسب حينها؛ للوصول إلى نتائج جديدة تكون خارطة علاجية في تحجيم المرض.
ومن جانبه أشاد الاستاذ محمود فؤاد الرئيس التنفيذي لمؤسسة شفاء الأورمان بالدراسة التى أجراها الباحث في مجال علاجات سرطان الثدي، معربا عن سعادته بنشر الدراسة في كبريات المجلات العلمية المتخصصة، مشيدا بدور مستشفى شفاء الأورمان فى دعم العاملين بالمستشفى فى الدعم الكامل لهم في مجال البحث العلمي من خلال استحداث مركزا للبحث العلمي أتاح للأطباء والعاملين في المستشفى في زيادة التنافسية لخدمة مرضي الأورام السرطانية، مؤكدا أن الفترة المقبلة ستشهد العديد من الأفكار الجديدة التى تساهم في زيادة عدد الأبحاث العلمية في مجال الأورام وما يترتب عليها من دعم كبير للمرضي بالصعيد.