تصورات عسكرية واستراتيجية في شخص يحيى السنوار
عاجل - مرعب إسرائيل.. السنوار خلفًا لإسماعيل هنية في قيادة حماس "بين تداعيات وتوقعات"
في تطور هام ومثير على الساحة السياسية الفلسطينية، تولى يحيى السنوار قيادة حركة حماس خلفًا لـ إسماعيل هنية، مما أثار ردود فعل واسعة على المستويين المحلي والدولي. السنوار، المعروف بشخصيته القوية ومواقفه الصارمة تجاه الاحتلال الإسرائيلي، يُلقب بـ "مرعب إسرائيل" نظرًا لدوره البارز في تعزيز القدرات العسكرية للحركة وتحقيق نجاحات ميدانية لافتة. هذا التغيير في القيادة يأتي في وقت حساس، حيث تسعى حماس لتعزيز موقفها السياسي والعسكري، وسط تحديات داخلية وخارجية كبيرة.
عيون العالم تترقب كيف سيؤثر هذا الانتقال على مستقبل القضية الفلسطينية وعلاقات الحركة مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.
السنوار، ذو الشعر الأبيض الثلجي والحاجبين الأسودين، أحد أكثر الرجال المطلوبين لدى إسرائيل، هكذا وصفته وسائل إعلام عالمية ودولية كبرى.
من هو يحيى السنوار؟
- هددت إسرائيل بـ "اصطياده"، محمّلة إياه المسؤولية عن الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر.
- أتمّ يحيى إبراهيم السنوار، في التاسع والعشرين من أكتوبر، عامه الحادي والستين؛ وقد وُلد في مخيم خان يونس للاجئين بغزة في يوم 29 أكتوبر 1962.
- قضى السنوار في السجون الإسرائيلية 24 عامًا، وهي معظم سنوات شبابه.
- نشأ السنوار في مخيمات الصفيح بغزة وبين أزقتها الضيقة بعدما نزحت عائلته من مدينة المجدل عقب نكبة 1948. عاش حياة قاسية وسط ظروف صعبة، طبعت علامات قسوتها على شخصيته منذ طفولته.
- تلقَّى يحيى السنوار تعليمه في مدارس مخيم خان يونس، وأكمل دراسته بالجامعة الإسلامية حيث تخرج بشهادة في الدراسات العربية.
- بدأ نشاطه بالعمل الطلابي والتنظيمي تحت مظلة "الكتلة الإسلامية"، ومنها شق طريقه إلى أدوار أوسع تكللت بتأسيس جهاز "المجد"، الجهاز الأمني الداخلي لـ "حماس" المسؤول عن ملاحقة العملاء.
- كان السنوار داخل السجون الإسرائيلية مطلع التسعينات حين برزت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، وبدأت بتنفيذ عمليات ضد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين.
- تطورت علاقة السنوار بشخصيات الجناح العسكري لـ "حماس" داخل السجون، إذ بدأت الأسماء البارزة بالوصول إلى السجون والمعتقلات.
- السنوار لديه ذهن وعقلية أمنية، وله هوس أمني ونظرة أمنية للمحيط، ويعيش هذا الهاجس بشكل دائم، حتى قراءاته عن إسرائيل تركز على الجانب الأمني.
- أدار السنوار في بعض مراحل الأسر سياسة "براغماتية"، وكان يعقد صفقات في مراحل سابقة مع الإسرائيليين، وهو قادر على التوصل لحلول وسط ومساومات في مراحل معينة.
- اليوم، بينما تصف إسرائيل السنوار بالرجل "الحي الميت"، تكثف عمليات البحث عنه في قطاع غزة. حجم الحقد والتحريض والاتهامات الموجهة إليه تجعل من الصعب على إسرائيل التعايش مع بقائه في غزة.
- يرى من عرفوا السنوار أن أي زعيم إسرائيلي الآن أو في المستقبل لن يكون قادرًا على التعايش مع بقاء السنوار في قطاع غزة، مضيفين: "لا يمكن لإسرائيل أن تسلّم ببقائه حيًا".
شهد شاهد من جيش العدو
كان قد ذكر جنرال إسرائيلي سابق، أن يحيى السنوار، يحظى بمكانة عالمية كنوع من صلاح الدين الأيوبي الحديث.
ونقلت القناة الـ 12 الإسرائيلية،، عن الجنرال عوفر فينتال، أن "زعيم حماس، يحيى السنوار، يحظى بمكانة عالمية كنوع من صلاح الدين الحديث"، مضيفا أن تلك المكانة العالية تعود إلى أن "إسرائيل تتفاوض مع قادة حماس وهو على رأسهم على اتفاق يعيد المحتجزين الإسرائيليين إلى منازلهم.
السنوار في عيون العدو
قبل أسابيع قليلة من اغتيال "هنية"، أكد المسؤول السابق في جهاز الأمن العام في إسرائيل "الشاباك" ميخا كوبي أن هناك صعوبات في التواصل مع العالم الخارجي بالنسبة لرئيس حماس في غزة يحيى السنوار، مما يسبب صعوبة في التقدم بالصفقة.
وأوضح كوبي، الذي كان واحدا من الذين حققوا مع السنوار في السابق، في حديث مع صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن "لا أحد يتدخل مع السنوار في القرارات المتعلقة بالأسرى. رغم انتمائه إلى حركة حماس، إلا أنه يتصرف بشكل مستقل، ولا ينسق مع أي طرف، ويتخذ قراراته بشكل مستقل".
السنوار شخصية قاتلة
وأضاف: "السنوار لا يستمع إلى القيادة السياسية لحماس في الخارج، رغم أنه من المفترض أن يكون إسماعيل هنية وخالد مشعل هما القائدان والقادة الأعلى للحركة - ولكن عمليا السنوار هو من يقرر التحركات، لسبب بسيط أنه من النوع القوي الذي لا يرى أحد غيره".
ويقول كوبي إن "السنوار يفعل ما يناسبه وما يخدم مصلحته".
وأوضح أن الموساد ينقل رسائل من قطر ومصر ويرسل عبرهما رسائل إلى حماس، أما حماس فتمرر الرسائل إلى السنوار وفترة الانتظار دائما تكون حتى يجيب السنوار على هذه الرسائل، ويقول كوبي: "كي توافق على صفقة أو ترفضها عليك أن تأخذ موافقة السنوار".
ويصف كوبي شخصية السنوار القاتمة والقاتلة ويكشف ذلك تمامًا كما فعل الجيش الإسرائيلي الذي قضى على قادة كبار آخرين في حماس ووصل إليهم - وكان أيضًا قريبا من السنوار.
وأضاف: "قوات الأمن الإسرائيلية كانت قريبة من السنوار، لكنها لم تتحرك لأنها لم ترغب في إيذاء الأسرى القريبين منه. إنهم في الواقع ورقة هذا الزعيم الوحيد والقاتل، إنهم درعه البشري".
توصيف استراتيجي.. كيف صار السنوار مرعب إسرائيل؟
كشف اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي، أن يحيى السنوار رئيس حركة حماس في غزة، هو صاحب القرار لأنه هو الموجود على الأرض.
وأوضح خلال لقائه مع الإعلامي أحمد موسى ببرنامج “على مسئوليتي” المذاع على قناة صدى البلد، أنا بدعي ربنا إسرائيل متعملش حاجة للسنوار لأنه عامل رعب لهم.
ولفت اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي، إلى أن تخلص دولة الاحتلال الإسرائيلي من يحيى السنوار سيكون أكبر انتصار لها منذ حرب 1948.