كريم وزيري يكتب.. هل تكون شاهد رد إيران العسكري؟
في ظل التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط، يأتي مقتل إسماعيل هنية على الأراضي الإيرانية بواسطة مسيرة إسرائيلية كحادث قد يشعل صراعات جديدة بين الدولتين،هذا التصعيد الخطير يطرح تساؤلات حول كيفية رد إيران على هذا الهجوم ومن المحتمل أن يكون الجواب في استخدام الطائرات المسيرة الإيرانية، وبالتحديد طائرات "شاهد" بمختلف نسخها.
تعتبر الطائرات المسيرة من طراز "شاهد" واحدة من أكثر الأسلحة التكتيكية فعالية في ترسانة إيران وهذه الطائرات تتميز بتكلفتها المنخفضة نسبيًا مقارنة بالأسلحة التقليدية الأخرى، وتكلفة صناعة طائرة "شاهد" الإيرانية تقدر بنحو 50 ألف دولار فقط، بينما تصل تكلفة صاروخ كروز أرض-جو الإسرائيلي لإسقاط المسيرات يصل إلى ما يزيد عن مليون دولار، هذا الفرق الكبير في التكلفة يعطي إيران ميزة اقتصادية كبيرة في أي صراع مستقبلي.
واكتسبت إيران خبرة كبيرة في استخدام هذه الطائرات في عدة صراعات في المنطقة، وأبرزها كان الهجوم الذي استهدف منشآت النفط السعودية في 2019، وأكدت تقارير إعلامية حينها أن إيران استخدمت طائرات "شاهد" في تلك الهجمات، مما أحدث أضرارًا كبيرة وأثار قلقًا عالميًا حول القدرات الهجومية للطائرات المسيرة الإيرانية.
وشهدت الحرب الروسية-الأوكرانية استخدامًا واسعًا للطائرات المسيرة الإيرانية من طراز "شاهد"، واستخدمت روسيا هذه الطائرات الإيرانية بسبب فعاليتها العالية وتكلفتها المنخفضة، مما أتاح لها تنفيذ العديد من الهجمات بتكاليف أقل نسبيًا، هذا الاستخدام يعزز من فرضية أن إيران قد تلجأ إلى استخدام نفس التكتيك ضد إسرائيل.
ورغم وجود أنظمة دفاع جوي متعددة داخل إسرائيل إلا إنه ا تواجه تحديات كبيرة عند التعامل مع الطائرات المسيرة الإيرانية، بل وقد فشلت أحيانا أمام اختبارات حماس الصاروخية على مدار السنوات السابقة، وبالإشارة لكلفة إسقاط الطائرة المسيرة الواحدة باستخدام صواريخ الدفاع الجوي عالية جدًا، حيث أن تكلفة صاروخ كروز أرض-جو تصل إلى ما يزيد عن مليون دولار، في المقابل تكلفة الطائرة المسيرة الإيرانية "شاهد" لا تتجاوز 50 ألف دولار، هذا يعني أن إيران يمكنها إغراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية بعدد كبير من الطائرات المسيرة بتكلفة منخفضة نسبيًا، مما سيؤدي إلى استنزاف الموارد المالية والعسكرية لإسرائيل.
من المحتمل أن يكون رد إيران على مقتل إسماعيل هنية متعدد الأبعاد، يشمل استخدام الطائرات المسيرة "شاهد" لضرب أهداف حساسة داخل إسرائيل ويمكن أن تكون هذه الأهداف عسكرية أو اقتصادية، مما يزيد من الضغط على الحكومة الإسرائيلية بالإضافة إلى ذلك، يمكن لإيران أن تستفيد من دعم حلفائها في المنطقة، مثل حزب الله في لبنان وحماس في غزة، لتنفيذ هجمات منسقة.
قد تكون الطائرات المسيرة الإيرانية "شاهد" أحد الأسلحة الرئيسية التي قد تستخدمها إيران في أي رد عسكري على إسرائيل، تكلفتها المنخفضة وفعاليتها العالية تجعلها خيارًا مغريًا لطهران، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تواجهها البلاد، ويبقى السؤال الآن هو كيف ستتطور الأحداث في الفترة القادمة، وما إذا كان استخدام الطائرات المسيرة سيكون جزءًا من استراتيجيات الردع والهجوم في الصراع المتزايد بين إيران وإسرائيل.