حياة على القمر.. علماء يقترحون إنشاء عالم جديد نتيجة مخاطر التغير المناخي
في ظل تزايد المخاطر الكبيرة التي تهدد كوكب الأرض، نتيجة أزمة التغير المناخي واشتعال الحروب والصراعات، بدأت مجموعة من العلماء في اقتراح إنشاء مستودع حيوي على القمر ليكون بمثابة نسخة احتياطية للحياة على الأرض. حيث يواجه كوكبنا خطرًا متزايدًا يجعل العيش فيه بأعداد كبيرة أكثر صعوبة.
ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن فريقًا دوليًا من الخبراء أكد أن التهديدات الناجمة عن تغير المناخ وفقدان الموائل قد تجاوزت قدرتنا على حماية الأنواع في مواطنها الطبيعية، مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة. وقد أشار الخبراء إلى أن المستودع الحيوي المقترح على القمر، الذي سيحتوي على خلايا محفوظة والحمض النووي الحيوي، يمكن أن يعزز التنوع الجيني في مجموعات صغيرة من الأنواع المهددة بالانقراض، أو يُستخدم لاستنساخ أفراد جدد في حالة حدوث أسوأ سيناريو للانقراض.
مستودع البيولوجيا على القمر
أوضح الخبراء أن فكرة إنشاء مستودع لحماية العينات البيولوجية من الكوارث ليست جديدة. على سبيل المثال، يوفر خزان "سفالبارد" العالمي للبذور في جزيرة نرويجية نائية داخل الدائرة القطبية الشمالية تخزينًا مجمدًا للبذور لضمان إمكانية إعادة زراعة المحاصيل الغذائية في حالة تدميرها بسبب الأمراض أو الجفاف. ومع ذلك، أثبتت الفيضانات الأخيرة الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة أن حتى "سفالبارد" ليست في مأمن من آثار تغير المناخ.
وبحسب الخبراء، فإن المستودع الحيوي القمري المقترح سيكون بعيدًا عن متناول تأثيرات تغير المناخ أو الأحداث الجيوسياسية أو الكوارث الأخرى التي قد تقع على الأرض. البيئة الجليدية الطبيعية للقمر ستضمن بقاء العينات مجمدة على مدار العام دون الحاجة إلى تدخل بشري أو مصدر للطاقة، مما يجعل القمر واحدًا من الأماكن القليلة التي يمكنها توفير درجة حرارة منخفضة للغاية تبلغ -196 درجة مئوية، وهي ضرورية للحفاظ على العينات بشكل مناسب للاستنساخ في المستقبل.