ما علاقة الموساد والحرس الثوري الإيراني باغتيال إسماعيل هنية؟

تقارير وحوارات

إسماعيل هنية
إسماعيل هنية

 


في تطور مفاجئ وذو أبعاد متعددة، سلطت أحدث التقارير الضوء على عملية اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، التي أثارت موجات من الصدمة والقلق في الساحة السياسية والإقليمية.

فهذه الحادثة التي وقعت في العاصمة الإيرانية طهران تطرح تساؤلات عدة حول الدور الذي لعبته أجهزة الاستخبارات العالمية والمحلية، ولا سيما الموساد الإسرائيلي والحرس الثوري الإيراني.


تفاصيل العملية

وفقًا للتقارير التي نشرتها صحيفة "التليغراف"، كانت عملية اغتيال هنية معقدة ومخطط لها بدقة.

فالبداية كانت مع خطط لاغتيال هنية أثناء جنازة الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي في مايو الماضي، لكن بسبب الحشود الكبيرة في مراسم الجنازة، تقرر تعديل الخطة إلى استخدام متفجرات مزروعة في دار ضيافة تابع للحرس الثوري الإيراني في شمال طهران.

كما أن الموساد الإسرائيلي، الذي يقوده مديره ديفيد برنياع، استأجر عملاء إيرانيين لتنفيذ العملية، هؤلاء العملاء زرعوا عبوات ناسفة في ثلاث غرف مختلفة داخل المبنى الذي كان هنية يقيم فيه.

وفي صباح الأربعاء، تم تفجير الغرفة التي كان هنية موجودًا فيها، مما أدى إلى مقتله على الفور، وقد أظهرت التحقيقات لاحقًا أن العبوات الناسفة قد زرعت في غرف متعددة أخرى أيضًا.


الردود والتداعيات

الرد الإيراني على العملية كان سريعًا، حيث شكل الحرس الثوري الإيراني مجموعة عمل للتحقيق في الحادثة وتقييم الخرق الأمني الكبير.

والمسؤولون الإيرانيون أعربوا عن صدمتهم من كيفية تنفيذ العملية بنجاح في موقع يعتبر من أعلى مستويات الأمان.

كما أثارت الحادثة أيضًا تساؤلات حول إمكانية وجود تلاعب داخلي من قبل عناصر داخل الحرس الثوري الإيراني، مما قد يكون له تأثيرات على سمعة الرئيس الجديد مسعود بزشكيان الذي تولى منصبه في نفس اليوم.

وفي السياق ذاته، أفادت التقارير بأن هناك محاولات داخلية لتحميل الحرس الثوري مسؤولية الخرق الأمني.

وقد أعرب قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني عن استيائه، مؤكدًا أن الحادثة أذلت المؤسسة العسكرية الإيرانية.

وفي الوقت نفسه، يتم النظر في خيارات رد فعل إيران، والتي قد تشمل توجيه ضربة مباشرة إلى إسرائيل أو تعزيز نشاطات وكلاء إيران في المنطقة.


التأثيرات الإقليمية

اغتيال هنية قد يكون له تداعيات بعيدة المدى على السياسة الإقليمية، خصوصًا في سياق العلاقات بين إيران وإسرائيل، حيث أعرب وزير الاستخبارات الإيراني الأسبق، علي يونسي، عن قلقه من أن هذه العملية قد تكون مجرد بداية لمزيد من الضغوطات والتهديدات الموجهة ضد المسؤولين الإيرانيين.

وقد تتصاعد التوترات بين البلدين، مما قد يؤثر على الاستقرار الإقليمي ويؤدي إلى تصعيدات إضافية.