كنيسة الروم الملكيين تحتفل بذكرى القدّيسَين يواكيم وحنّة والدَي القديسة مريم البتول
تحتفل كنيسة الروم الملكيين بذكرى القدّيسَين يواكيم وحنّة والدَي القديسة مريم البتول، وهما والدا مريم العذراء. ويعود تقليد إكرامهما إلى القرن السادس في الشرق والعاشر في الغرب.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية جاء نصها كالآتي: "الكلمة صار جسدًا وحلّ بيننا"...في أحشاء العذراء، بدأت الحكمة الإلهية تبني لها مسكنًا جسديًّا مثل مسكننا...؛ دون مشاركة رجل، أخذت من جسد العذراء الجسدَ المُعَد لخلاصنا. منذ ذلك اليوم إذًا و"ربّ الجنود معنا"، وإله يعقوب سندنا، لأنّ الربّ أخذ طبيعتنا البشريّة "لكي يسكن مجده أرضنا".
نعم يا رب، أنت "باركت الأرض"، الأرض "المباركة بين النساء". نشرتَ نعمة روحك القدّوس لكي "تعطي أرضنا الثمرة المباركة من أحشائها" ولكي يولد المخلّص من الندى النازل من السماء في أحشاء العذراء. لُعِنَت هذه الأرض بسبب الكذّاب: حتى عندما كانت تُزرَع، كان العلّيق والشوك ينبتان فيها لورثة اللعنة. اليوم، الأرض مباركة بفضل المخلّص؛ تنتج للجميع غفران الخطايا وثمرة الحياة؛ تمحو من أجل أبناء آدم ثقل الخطيئة الأصليّة.
نعم هي مباركة، هذه الأرض العذراء تمامًا والتي دون أن تُلمَس، أو تُحرَثَ أو تُزرَعَ، أولدت المخلّص من ندى السماء فقط ومنحت الموتى خبز الملائكة، قوت الحياة الأبديّة. هذه الأرض غير المزروعة بدت جرداء، رغم أنها كانت تخبّئ غلالًا وفيرًا؛ بدت صحراء غير مسكونة، رغم أنها كانت جنّة من السرور. نعم، هذا المكان المنعَزِل كان الحديقة التي يجد فيها لله كلّ فرحه.
إن الكيفيّة تلك تتجاوز مخيلتنا وفهمنا ولا يمكننا الوصول إليها إلا عبر الإيمان. لكن مشاركتنا بالإفخارستيا تجعلنا نتذوق مسبقًا تجلي هذا الجسد بالرّب يسوع المسيح: "وكما أن الخبز الذي يأتي من الأرض، يتحوّل بعد دعوة الله قربانًا مقدسًا مكوّن من طبيعتين: أرضيّة وسماويّة، هكذا تصبح أجسادنا بتناولها القربان المقدس أجسادًا غير فاسدة لأن لديها رجاء القيامة" حسبما قال القدّيس إيريناوس.
متى يكون ذلك؟ بالتأكيد "في اليَومِ الأَخير" (يو 6: 39) عند نهاية العالم. في الواقع، إنّ قيامة الأموات ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمجيء الرّب يسوع المسيح الثاني