فعل الشرط الذي يزن به الأمور
"لو كنت رئيسًا".. كيف يلقي "ترامب" بالنفس اللوَّامة في خطاباته وتصريحاته؟
يطر ح الرئيس السابق دونالد ترامب، والمرشَّح المحتمل للرئاسة الأمريكية 2024، دومًا، نفسه خيارًا أوحد أمام الأمريكيين، فيعوِّل بالظروف والصراعات، جميعها على أنَّه كان محورًا مهمًا في المعادلة. تبدو هذه المعلومة جليَّة وواضحة وضوح الشمس في كل خطاب يخصه، فيصير فعل الشرط "لو"، وسيلة لميزان الأمور وتقديم المبررات والحيثيات، وكأنَّه يفتح رؤيَّة مثصدَّرة إلى المشهد الانتخابي.
لو كنت رئيسا لأمريكا
في ظل الترشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، صرح الرئيس السابق دونالد ترامب بتصريحات جريئة حول الأوضاع في الشرق الأوسط، حيث قال "ما كان حزب الله ليهاجم إسرائيل لو كنت رئيسا لأمريكا".
تأتي هذه التصريحات في وقت حساس، حيث تسعى الإدارة الحالية للتعامل مع التوترات المتصاعدة بين إسرائيل وجماعات مثل حزب الله. يهدف ترامب من خلال هذه التصريحات إلى إبراز قوة قيادته السابقة وسياساته الخارجية التي يعتبرها حازمة وفعالة في حفظ الاستقرار الإقليمي.
من أجل الفوز بولاية
وبعد أن أعلن الرئيس جو بايدن عن عدم ترشحه للانتخابات المقبلة، مما أفسح المجال لنائبته كامالا هاريس لخوض السباق الرئاسي، صار يعكس هذا القرار تحولا كبيرا في الساحة السياسية الأمريكية، حيث تسعى هاريس إلى جذب تأييد الناخبين الديمقراطيين وتعزيز مكانتها كقائدة قادرة على متابعة سياسات الإدارة الحالية، مع التركيز على القضايا الداخلية والخارجية الملحة، وهذا ما يقتنص فيه "ترامب "الفرص؛ من أجل الفوز بولاية.
"أنا البديل" استراتيجية متبَّعة
يستغل ترامب هذا التغير السياسي لعرض نفسه كبديل قوي قادر على إعادة الولايات المتحدة إلى ما يعتبره طريق النجاح والاستقرار. يسعى من خلال تصريحاته إلى جذب الانتباه إلى سجل إدارته السابق في التعامل مع التحديات الدولية، بما في ذلك الأمن القومي والسياسة الخارجية. بهذا، يحاول ترامب إعادة بناء قاعدة دعمه وتقديم نفسه كخيار أفضل للناخبين الأمريكيين الذين يتطلعون إلى قيادة حازمة وفعالة في مواجهة التحديات العالمية.
ليست المرَّة الأولى
في خطاب سابق قبل أسبوع، خلال يوليو الجاري، أكد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أنه يعتزم إعادة السلام من خلال القوة إذا عاد إلى منصب الرئاسة. شدد ترامب على أن إدارته ستتبنى سياسة الردع العسكري القوي لضمان استقرار الأمن العالمي ومنع حدوث الهجمات الإرهابية.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تحت قيادته ستكون حازمة في مواجهة التهديدات الأمنية. وتأتي تصريحاته في سياق وعوده المستمرة بإعادة بناء الجيش الأمريكي وتعزيز قدراته لمواجهة التحديات الأمنية الجديدة.
وأضاف ترامب أن الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر لم يكن ليحدث لو كان رئيسًا للولايات المتحدة. وأشار إلى أن سياسته الصارمة في التعامل مع الجماعات الإرهابية والدول الداعمة للإرهاب كانت ستمنع وقوع مثل هذه الأحداث.
تأكيدات ووعود
وأكد ترامب على أهمية القيادة القوية والحاسمة في البيت الأبيض لضمان حماية الولايات المتحدة وحلفائها من التهديدات الخارجية. تصريحات ترامب تعكس رؤيته للسياسة الخارجية التي تعتمد على القوة العسكرية كوسيلة لتحقيق السلام والأمن الدولي.
من ناحية أخرى.. أوضاع أكثر قلقًا
يبدو أن دونالد ترامب لن يسعى إلى سلام يرضي الجميع، لا سيَّما وقد ظهر بجانب بنيامين نتنياهو الذي حمل قبعة الزرقاء، والتي تشير إلى أنَّ "الحرب في قطاع غزة لن تنتهي حتى القضاء على حركة حماس كليا"، حسب ما يردده رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، ما يعني أنَّ لـ "دونالد" أفكار لن تكون مريحة لأطراف عديدة خلال الفترة القادمة، لا سيَّما وأنَّه كان حاضرًا وبقوَّة خلال اعترف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة رسمية لإسرائيل، وذكر أنَّ السفارة الأمريكية سيتم نقلها من تل أبيب إلى هناك.