قبل انطلاق فعاليات الأولمبياد.. التفاصيل الكاملة للهجوم على شبكة السكك الحديدية الفرنسية
تظل السلطات الفرنسية في حالة استنفار أمني واسع النطاق، في ظل الاستعدادات لافتتاح الأولمبياد وتداعيات الهجوم الإلكتروني الذي يهدد بانعكاسات سلبية على النقل واللوجستيات في البلاد.
فقد شهدت شبكة السكك الحديدية الفرنسية، اليوم الجمعة، هجومًا إلكترونيًا واسع النطاق أثر بشكل كبير على حركة القطارات في شمال وشرق البلاد.
ووقع الهجوم في وقت حساس، حيث يسبق مباشرةً افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024، مما زاد من تعقيد الوضع الأمني واللوجستي في البلاد.
تفاصيل الهجوم
أعلنت شركة السكك الحديدية الفرنسية "إس إن سي إف" في بيان رسمي، أن الهجوم كان ضخمًا وواسع النطاق، مما أدى إلى اضطرابات كبيرة في شبكة القطارات السريعة.
وأكدت الشركة أن الهجوم كان يهدف إلى شل حركة القطارات، وقد تسبب في بلبلة واسعة.
وبحسب البيان، ستقوم الشركة بتحويل بعض القطارات إلى الخطوط التقليدية، ولكنها أكدت أنها ستكون مضطرة إلى إلغاء عدد كبير من الرحلات.
وأوضحت الشركة أن هذا الوضع قد يستمر طوال عطلة نهاية الأسبوع على أقل تقدير، لحين الانتهاء من عمليات الإصلاح وإعادة الوضع إلى طبيعته.
الأثر على افتتاح الألعاب الأولمبية
تزامن الهجوم مع بدء التحضيرات لحفل افتتاح الألعاب الأولمبية في باريس، الذي سيشهد حضور ملوك ورؤساء ومسؤولين من مختلف أنحاء العالم.
ةهذا التوقيت يعكس الأهمية الاستثنائية للحدث ويزيد من الضغوط على السلطات الفرنسية.
التأثيرات الاقتصادية
من المتوقع أن تعزز دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024 النمو الاقتصادي بنسبة تصل إلى 0.3%.
وتبلغ تكلفة تنظيم الألعاب نحو 8.7 مليارات دولار، وهو استثمار كبير يعكس حجم التحديات والفرص المرتبطة بهذا الحدث الرياضي العالمي.
حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الصيفية
تستعد فرنسا لاستقبال عدد كبير من قادة الدول، بما في ذلك رؤساء الجمهورية والحكومات، وملوك وقادة، بالإضافة إلى السيدة الأولى للولايات المتحدة، جيل بايدن، في حفل افتتاح غير مسبوق لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية، الذي يُقام اليوم الجمعة على نهر السين.
حيث يأتي هذا الحدث وسط تعزيزات أمنية استثنائية في باريس، التي شهدت استنفارًا أمنيًا واسعًا تحسبًا لأي تأثير قد تتركه الاضطرابات السياسية على سير الدورة.
غياب ممثلي روسيا وتوترات إقليمية
لم تُوجه دعوات لأي مسؤول روسي لتمثيل الرئيس فلاديمير بوتين، وذلك على خلفية النزاع المستمر بين روسيا وأوكرانيا.
من ناحية أخرى، زُودت إجراءات الأمن الخاصة بالوفد الإسرائيلي بتعزيزات إضافية بسبب التصعيد الحاصل نتيجة القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر.
وفيما يتعلق بحضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لا تزال الشكوك قائمة حتى عشية حفل الافتتاح، مع عدم صدور أي تعليق فوري من كييف.
تأكيدات على جاهزية فرنسا واستقبال الدول الأوروبية
أكّد السفير الفرنسي للرياضة، سامويل دوكروكيه، على جاهزية بلاده لاستقبال العالم، قائلًا: "نحن مستعدون لاستقبال العالم".
وعلى الصعيد الأوروبي، لن يتمكن الرياضيون الروس والبيلاروس من المشاركة تحت علم بلدانهم بسبب الحظر المفروض، بينما سيسمح لمجموعة صغيرة منهم بالمشاركة تحت علم محايد وبشروط صارمة.
من المقرر أن يحضر رئيس الوزراء البريطاني الجديد، كير ستارمر، الذي يسعى لتعزيز العلاقات مع فرنسا، العرض النهري المذهل من المدرجات المطلة على نهر السين.
في هذا السياق، أكدت سفيرة بريطانيا في فرنسا، مينا رولينغز، أن "باريس 2024 هو حدث كبير لفرنسا ولكن لبريطانيا أيضًا"، حيث بيع نحو 500 ألف بطاقة في بريطانيا.
ومن بين الحضور المتوقعين أيضًا، المستشار الألماني أولاف شولتس، والرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب، ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، بالإضافة إلى رئيس وزراء جورجيا إيراكلي كوباخيدزه ورئيسة جورجيا سالومي زورابيشفيلي، ورئيسة مولداوفيا مايا ساندو.
حضور السيدة الأولى الأميركية والوفد الإسرائيلي
لن يسافر الرئيس الأميركي جو بايدن إلى باريس نظرًا لتعرضه لفيروس كورونا وانسحابه مؤخرًا من سباق الترشح لولاية ثانية، لكن السيدة الأولى جيل بايدن أكدت حضورها.
أما حفل الختام، فسيمثل فيه دوغلاس إيمهوف، زوج نائبة الرئيس كامالا هاريس، التي أعلنت ترشحها للسباق الرئاسي.
وسيحضر الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ حفل الافتتاح تحت حماية مشددة، على الرغم من الاحتجاجات من طهران، وسيلتقي هرتسوغ أيضًا مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.
كما سيمثل رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية، جبريل الرجوب، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
دعوات لوقف إطلاق النار ونشاط دبلوماسي
رغم استمرار النزاعات في أوكرانيا وغزة والسودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأماكن أخرى، سيكون للألعاب الأولمبية دور في النشاط الدبلوماسي المكثف.
وسيحث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الدول على "إلقاء أسلحتها" خلال حفل الافتتاح، وقد دعا الرئيس الفرنسي ماكرون أيضًا إلى "هدنة أولمبية".