هل يمكن أن تُحدث كامالا هاريس تحولًا في سياسات أميركا تجاه إسرائيل لو فازت بالانتخابات؟

تقارير وحوارات

هاريس
هاريس

مع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى واشنطن وخطابه أمام الكونغرس، تتجه الأنظار إلى لقائه مع نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، التي تُعتبر المرشحة الديمقراطية المحتملة لخوض السباق الرئاسي.

 هاريس فضّلت التغيب عن حضور خطابه والاكتفاء بلقاء ثنائي معه في مقر إقامتها. هذا الموقف يثير تساؤلات حول ما إذا كانت هاريس يمكن أن تُحدث تغييرات جوهرية في السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل في حال فوزها بالانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل.

هاريس وسياسات بايدن

كامالا هاريس كانت حريصة على عدم الخروج عن الأطر التي وضعها الرئيس جو بايدن في سياساته المساندة لإسرائيل. فقد أيدت حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ووصفت حركة "حماس" بأنها "منظمة إرهابية همجية". ولكن مع تصاعد حدة القصف الإسرائيلي على قطاع غزة وارتفاع أعداد الضحايا المدنيين، تجاوزت هاريس رسائل الإدارة الأمريكية ودعت إلى الحد من الخسائر في صفوف المدنيين ومعالجة أزمة المجاعة في غزة.

في خطاب ألقته بمدينة سيلما بولاية ألاباما في مارس الماضي، هاجمت هاريس إسرائيل وانتقدت الأوضاع غير الإنسانية في القطاع. حثّت تل أبيب على بذل مزيد من الجهد لتسريع المساعدات لغزة، وتحدثت عن كيف أن الفلسطينيين "يأكلون أوراق الشجر للبقاء على قيد الحياة"، ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار. هذه التصريحات أثارت قلق المسؤولين الإسرائيليين، الذين ينظرون إلى هاريس بحذر بعد أن انتقدت عملية إنقاذ رهائن إسرائيليين لدى "حماس" وقالت إنها أدت إلى قتل أكثر من 270 فلسطينيًا بشكل "مأساوي".

 

نفوذ اللوبي اليهودي

 


تملك إسرائيل أذرعًا قوية في أروقة السياسة الأمريكية من خلال لوبي يهودي قوي ومنظمات مثل "آيباك" و"جي ستريت". تحدي هذا النفوذ داخل مؤسسة الحزب الديمقراطي يُعتبر اختبارًا كبيرًا، بغض النظر عن هوية المرشح. مجلة "نيوزويك" أشارت إلى مكالمة هاريس مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هيرتسوغ في يناير الماضي، حيث شددت على رفض التهجير القسري للفلسطينيين من غزة وضرورة أن يكون للفلسطينيين أفق سياسي مفعم بالأمل.

تحليل الخبراء


يقول الخبراء إن سجل هاريس يضعها في موقف أقوى للدعوة إلى تغيير في سياسات الولايات المتحدة تجاه إسرائيل إذا فازت بالانتخابات. يمكن أن تشكل مع تيار التقدميين في الحزب الديمقراطي مسارًا جديدًا لوضع حد للحرب الإسرائيلية على غزة والدعوة علنًا إلى إنهاء الحرب، ما يمكن أن يجذب لها مزيدًا من أصوات الشباب والجالية العربية والمسلمة، خصوصًا في ولايات متأرجحة مثل ميتشغان.

صراع داخل الحزب الديمقراطي


يشير محللون إلى أن هاريس قد تكون أكثر ميلًا من بايدن لانتقاد سياسات نتنياهو، لكن هذا النقد سيكون دون معنى إذا لم يُترجم إلى سياسات لإنهاء الحرب. استطلاعات الرأي تشير إلى أن 7 من كل 10 ناخبين يريدون وقفًا دائمًا لإطلاق النار ووقف تصعيد الصراع. صحيفة "وول ستريت" تقول إن دعم ترشيح هاريس يضعها في موقف أقوى للدعوة إلى تحول في سياسات الولايات المتحدة تجاه إسرائيل، والانحياز بشكل أكبر إلى تيار التقدميين في الحزب الديمقراطي.

موقف الجالية الفلسطينية


حاتم أبو دية، رئيس "شبكة الجالية الفلسطينية-الأمريكية"، يشكك في إمكانية أن تتبع هاريس سياسات مخالفة لسياسات بايدن "التي دعمت الإبادة الجماعية للفلسطينيين". ويشير إلى أنه "لا يوجد فرق بين بايدن وهاريس، أو أي مرشح آخر، وكلهم متواطئون في دعم إسرائيل".


في النهاية، الطريقة التي ستتعامل بها هاريس مع نتنياهو ستكون موضع مراقبة وفحص من الناخبين. السؤال المثير للجدل هو ما إذا كان ينبغي على الولايات المتحدة أن تجعل المساعدات العسكرية لإسرائيل مشروطة بالحد من الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين. إذا نجحت هاريس في تبني سياسات جديدة، فقد تشهد العلاقات الأمريكية الإسرائيلية تحولًا مهمًا في الفترة المقبلة.