صحيفة بريطانية: سكان غزة يائسون من مغامرة حماس باستمرار الحرب
ذكرت صحيفة “ذا كريستيان ساينس مونيتور” البريطانية أن هناك استياء وحالة من الاحباط تعم قطاع غزة، بعد الرسالة الأخيرة لحركة حماس التي تحاول فيها الفخر بصمود الشعب وتضحياته، مؤكدين أن الحركة تغامر بحياتهم في الوقت الحالي، وأنهم هم الذين دفعوا الثمن غاليا.
وبحسب الصحيفة، يعيش سكان غزة في ظروف قاسية ومتفاقمة بسبب الصراع المستمر والحصار الخانق، حاولت حماس التفاخر والتعبير بالامتنان بصمود الشعب وتضحياته، عبر رسالة إلى سكان غزة.
ولفتت الصحيفة إلى أن الواقع كان مختلفا، إذ عبر سكان قطاع غزة عن استياؤهم من هذه الرسالة التي تحمل رغبة من الحركة لاستمرار الحرب وتقديم المزيد ممن التضحيات، والذي يترجم في قتل مدنيين، وضرب مناطق مدنية وتدمير القطاع بأكمله.
ولفتت الصحيفة إلى أن هناك شعور لدى جزء كبير من سكان قطاع غزة بحالة من الاحباط والاستياء تجاه تمجيد حركة حماس لعملية الصمود والتضحيات، موضحة أنه عبر القطاع، في الأسواق، وحتى المعسكرات ومواقع التواصل الاجتماعي، هناك حالة من الاحباط والغضب لدى سكان قطاع غزة تجاه الحركة.
وأوضحت الصحيفة أن الشكاوي تتضمن الاحساس بتجاهل حركة حماس للمدنيين في غزة، الذين واجهوا وطأة الهجوم الإسرائيلي منذ بدء الحرب.
ومع اشتداد المجاعة والتربح والفوضى الداخلية، أصبحت الحركة غائبة تماما، في حين ينتظر سكان القطاع المساعدات من أجل البقاء على قيد الحياة.
وبحسب الصحيفة، فإنه في ظل هذه الظروف الصعبة، لم يأخذ غالبية سكان غزة رسالة حماس بالتلويح بالصمود على محمل الجد، بل اعتبروها كنوع من التبرير والهروب من المسؤولين، ومؤكدين أن الرسالة لم تقدم حلولا حقيقية لمشاكلهم المتصاعدة.
كما يلوم سكان القطاع، شن حركة حماس ضربات من داخل مناطق مأهولة بالسكان، والتي تلقى تدمير واسع في حالة رد إسرائيل، كما حدث في خان يونس مؤخرا، إذ باغتت إسرائيل المدنيين بضربات قوية، بعدما اشتبكت حماس من داخل مناطق مصنفة آمنة مع قوات إسرائيلية.
ووفقا للصحيفة البريطانية، فإن قطاع غزة يعاني من دمار هائل في البنية التحتية، بسبب القصف المتكرر والحصار المستمر. وتعرضت المستشفيات والمدارس والمنازل والمرافق المدنية لأضرار جسيمة. ويمتد هذا الدمار إلى ما هو أبعد من المرافق ليؤثر على الحياة اليومية، مما يجعل الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه صعبًا للغاية. ويعزو السكان هذا الدمار إلى سياسات حماس وتصرفاتها، الأمر الذي يعمق غضبهم وخيبة أملهم.
ونوهت الصحيفة أنه في ظل هذه الظروف، ترتفع الأصوات داخل غزة بحثا عن قيادة جديدة تأخذ رأيهم ووضعهم في الاعتبار، وتحافظ على حياتهم، إذ يعتقد الكثيرون أن الوقت قد حان لتغيير النهج السياسي والعسكري الذي تتبعه حماس، والذي قاد في نهاية المطاف إلى دمار واسع للقطاع ومعاناة السكان.
واختتمت الصحيفة بالقول إن الحرب الحالية كشفت عن التحول الجذري في العلاقة بين قيادة حماس للقطاع والفلسطينيين، كما أثارت آمال لدى الفلسطينيين في القطاع بالوصول إلى قيادة جديدة قادرة على التفاوض بفاعلية وتحقيق حلول دائمة لإنهاء الصراع وإعادة الأمل إلى شعب أنهكته الحرب.