خلايا المناعة التائية في أدمغة مرضى ألزهايمر.. اكتشاف جديد
خلايا المناعة التائية في أدمغة مرضى ألزهايمر.. اكتشاف جديد
تشير أبحاث سابقة أجريت على الفئران والسائل النخاعي للإنسان إلى احتمال وجود ارتفاع في خلايا المناعة التائية في أدمغة مرضى ألزهايمر. إلا أن هذه الدراسة الجديدة هي الأولى التي تثبت فعليًا وجود هذه الخلايا بكميات كبيرة في عينات من أدمغة بشرية مصابة بالمرض.
الدور المزدوج لخلايا المناعة التائية
توضح الدكتورة ماي ياماكاوا، طبيبة الأعصاب المشاركة في الدراسة، أن هذه الخلايا قد تكون مفيدة أو ضارة لأنسجة الدماغ. وأضافت أن الدراسة الحالية لا تستطيع تحديد الدور الذي تلعبه هذه الخلايا بالضبط.
التفاعل مع الخلايا الدبقية الصغيرة
تشير الدراسة إلى أن هذه الخلايا تفاعلت مع الخلايا الدبقية الصغيرة، وهي نوع آخر من خلايا الجهاز المناعي الموجودة في الدماغ والتي ترتبط ببروتين بيتا أميلويد. يُعد هذا البروتين المكون الأساسي لـ "لويحات الأميلويد" التي تضعف اتصال الخلايا العصبية ببعضها في أدمغة مرضى ألزهايمر.
أمل جديد في علاج ألزهايمر
تقول الدكتورة جيسيكا ريكساش، الباحثة الرئيسية في الدراسة، إن فهم دور هذه الخلايا المناعية في مرض ألزهايمر يمكن أن يفتح الباب أمام تطوير علاجات جديدة لهذا المرض الذي يصيب الملايين حول العالم.
استنتاجات الدراسة
- لأول مرة، تم تحديد وجود خلايا التائية CD8 بكميات كبيرة في أدمغة بشرية مصابة بالزهايمر.
- تفاعلت هذه الخلايا مع الخلايا الدبقية الصغيرة المرتبطة بلويحات الأميلويد.
- يلزم إجراء المزيد من الدراسات لتحديد الدور الدقيق لهذه الخلايا في مرض ألزهايمر.
أهمية الدراسة
يساهم فهم أفضل لدور الجهاز المناعي في مرض ألزهايمر في تطوير علاجات جديدة.
قيود الدراسة
- البيانات استعرضت من تشريحات الأدمغة بعد الوفاة، مما يجعل من الصعب تحديد السبب والتأثير بين الخلايا التائية CD8 وتلف الأعصاب.
- لم يكن عدد الخلايا التائية CD8 كافيًا لاستخلاص نتائج دقيقة حول استجابتها في المرضى حاملي جين APOE-4.
- الحاجة إلى أدوات تحليل بيانات أكثر قوة.
خطوات البحث المستقبلية
- تطوير برامج تحليل بيانات أكثر تعقيدًا، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي.
- تطبيق نفس الأساليب على أمراض تنكسية عصبية أخرى مثل التصلب الجانبي الضموري (ALS) والخرف الجبهي الصدغي (FTD).
نشرت نتائج الدراسة
نُشرت نتائج الدراسة في مجلة "Biomedicines" في يناير 2024، بعنوان "حالات الخلايا وتفاعلات الخلايا التائية CD8 والخلايا الدبقية الصغيرة في أدمغة البشر المصابين بالزهايمر".
لا نزال في مرحلة مبكرة لفهم الأسباب الدقيقة لمرض ألزهايمر. يركز الباحثون على دور نوعين من البروتينات، اللويحات (Plaques) والحبائك (Tangles)، في تطور المرض. تقدم الأبحاث الحديثة أملًا جديدًا في العلاجات، مثل موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في عام 2023 على حقن ليكانيماب "Lecanemab" لعلاج مرضى ألزهايمر في المراحل المبكرة، الذي يساعد على تفتيت لويحات بيتا أميلويد.
يبذل العلماء جهودًا كبيرة لفهم مرض ألزهايمر بشكل أفضل وتطوير علاجات جديدة له، وتُظهر الأبحاث الحديثة تقدمًا واعدًا في هذا المجال، رغم التحديات الكبيرة التي لا تزال قائمة.