من الشخصين الذي اتصل بهما بايدن سرًا ودعاهما لمنزله قبل إعلان قرار انسحابه؟
في خطوة غير متوقعة، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن انسحابه من السباق الرئاسي لإعادة انتخابه لولاية ثانية، هذا القرار التاريخي جاء بعد سلسلة من الاجتماعات والاتصالات السرية التي استمرت لساعات، حيث سعى بايدن إلى اتخاذ قرار مصيري في أوقات حرجة.
تفاصيل اتخاذ القرار
ففي مساء يوم السبت، قامت شخصية بارزة في دائرة الرئيس باتصال سري مع ستيف ريكيتي، مستشار بايدن المقرب، ومايك دونيلون، كبير الاستراتيجيين وكاتب الخطابات الرئيسي.
ودعا بايدن الاثنين للحضور إلى منزله في ولاية ديلاوير، حيث كان يقضي فترة التعافي من إصابته بفيروس كوفيد-19.
وفي منزله الذي يبعد عن الأنظار، تم عقد سلسلة من الاجتماعات المكثفة التي استمرت حتى وقت متأخر من الليل.
فخلال هذه الاجتماعات، ركز الثلاثة على صياغة الرسالة الرسمية للانسحاب من الانتخابات، وهو قرار لم يكن متوقعًا من قبل الكثيرين، وتم العمل على الرسالة بعناية شديدة، حيث أراد بايدن التأكد من أن الإعلان يتم بطريقة تعكس احترامه للمنصب ولعملية الانتخابات.
ردود الفعل الداخلية والخارجية
لم يُطلع بايدن معظم موظفيه على قراره إلا قبيل دقائق من نشر البيان الرسمي عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وكانت نائبة الرئيس كامالا هاريس، الذي كان داعمًا رئيسيًا له، من بين الأوائل الذين تم إبلاغهم، إلى جانب جيف زينتس، رئيس موظفي البيت الأبيض، وجين أومالي ديلون، رئيسة الحملة الانتخابية.
وتم إبلاغ عدد من كبار مستشاري البيت الأبيض عبر مكالمة Zoom، بينما اكتشف آخرون الخبر من خلال وسائل الإعلام، وقد تم نقل الخبر بطرق غير متوقعة وبطريقة غير منظمة بعض الشيء، مما أضاف عنصر المفاجأة والصدمة في الأوساط السياسية.
الأسباب والدوافع خلف قرار الانسحاب
جاء قرار بايدن بعد ضغوط هائلة من داخل الحزب الديمقراطي ومن حلفائه الرئيسيين. فقد تلقى بايدن نصائح من شخصيات بارزة مثل السيناتور تشاك شومر، الذي حثه على التفكير في تأثير القرار على إرثه الشخصي ومستقبل البلاد.
وشمل النقاش أيضًا مخاوف بشأن تأثير قرار انسحابه على انتخابات الكونغرس المقبلة، والتهديدات المحتملة التي قد تواجه الديمقراطيين في الانتخابات العامة.
ردود الأفعال داخل البيت الأبيض
نشر البيان الرسمي عبر منصة "إكس" في الساعة 1:46 مساءً، وهو توقيت استراتيجي منح بايدن السيطرة على كيفية تقديم الخبر للجمهور، مع تجنب التسريبات والمشاكل التي طالت حملته الانتخابية في الأسابيع الأخيرة.
وتباينت ردود الفعل في البيت الأبيض بين الصدمة والحزن، حيث أعرب البعض عن إحباطهم بينما شعر آخرون بالارتياح لرؤية نهاية حاسمة لحملة بايدن.
وفي ختام اليوم، قضى بايدن جزءًا من وقته في إجراء مكالمات هاتفية مع قادة الكونغرس والحلفاء، مؤكدًا على قراره ومشددًا على أهمية التزامه بواجباته كرئيس خلال الفترة المتبقية من ولايته.