"سيبني يا حبيبي خلص".. أبشع جرائم الاحتلال الصهيوني لأهل غزة

تقارير وحوارات

الطفل محمد الفلسطيني
الطفل محمد الفلسطيني

محمد، طفل يعاني من متلازمة داون، عاش لحظات رعب لا تُحتمل عندما اقتحم جنود الاحتلال منزله. بينما أُخرجت عائلته بالقوة، بقي محمد على كرسيه في وسط البيت، غير قادر على الحركة.

عندما حاولت عائلته إحضاره معهم، رفض الجنود، وبوحشية، أطلقوا كلبًا بوليسيًا عليه. الكلب هجم عليه وبدأ ينهش في لحمه، ومحمد، في براءته، لم يكن يعرف سوى قول: "سيبني يا حبيبي، خلص".

محمد، الذي كانت أمه تقول إنه يعرف فقط "بدي مي" و"بدي أكل"، لم يكن لديه إدراك للعالم من حوله. بعد انسحاب الجنود، عادت عائلته لتجد بقايا أشلاء محمد في وسط المنزل، تاركة وراءها مشهدًا مروعًا وحزنًا لا يمكن وصفه.


جرائم الاحتلال الإسرائيلي في عدوان أكتوبر 2023 ليست الأولى من نوعها، فله تاريخ طويل من انتهاكات حقوق الإنسان ضد المدنيين. خلال الحروب الخمس التي شنتها على قطاع غزة منذ عام 2008 (2008، 2012، 2014، 2021، 2022)، ارتكب الاحتلال سلسلة من الجرائم الوحشية.

منذ ما يقرب من خمسة عقود، تشهد الضفة الغربية وقطاع غزة قمعًا وتمييزًا ممنهجًا وانتهاكات مستمرة لحقوق الفلسطينيين. هذه الجرائم تشمل القتل العشوائي، والتدمير الواسع للبنية التحتية، والحصار المستمر الذي يعيق الحياة اليومية للفلسطينيين. 
الأوضاع في غزة

كشف مدير مستشفى كمال عدوان عن ارتفاع عدد وفيات الأطفال جراء سوء التغذية في غزة إلى 4 حالات خلال أسبوع واحد، مشيرًا إلى تشخيص أكثر من 250 طفلًا بإصابات سوء تغذية خلال الأسبوعين الأخيرين. وحذر من أن القطاع يواجه كارثة صحية حقيقية بدأت تؤثر بشكل ملحوظ على الأطفال.

تسمم عشرات النازحين

من جهة أخرى، أفاد مكتب الإعلام الحكومي التابع لحماس في غزة بأنه ينتظر إعلان وزارة الصحة لتوضيح أسباب حالات التسمم التي تم رصدها بين النازحين في مدرسة الشيماء ببيت لاهيا شمالي القطاع. واتهم المكتب إسرائيل بالمسؤولية عن هذه الحالات بسبب إغلاق معبر رفح وتقييد دخول المساعدات والسلع الغذائية إلى شمالي القطاع. وقد كشفت تقارير إعلامية عن نحو 60 حالة تسمم بين النازحين في مركز إيواء بيت لاهيا نتيجة تناول طعام غير صالح للأكل بسبب المجاعة وسوء التغذية.

نقص المياه والوقود

في سياق متصل، تعمل بلدية غزة على محاولة إعادة تشغيل الآبار للحصول على مياه صالحة للشرب، رغم قلة الموارد ونقص الوقود اللازم لتشغيل آبار المياه، إذ تم تدمير نحو 70% من البنية التحتية للمياه جراء الحرب. من جهته، كشف الدفاع المدني في قطاع غزة عن توقف نحو 50% من المركبات بسبب نقص الوقود، مشيرًا إلى تعطل جزء كبير من المركبات لعدم توفر قطع الغيار واستهداف ورش الصيانة، مما أثر بشكل مباشر على القدرة على الاستجابة العاجلة للطوارئ.

حرمان الطلبة من امتحانات الثانوية

وفيما يتعلق بالدراسة، أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن 39 ألف طالب من قطاع غزة حرموا من تقديم امتحان الثانوية العامة بسبب الحرب. تزامنًا مع انطلاق امتحانات الثانوية العامة في محافظات الضفة الغربية، يعاني طلبة غزة من الظروف القاسية الناتجة عن الصراع المستمر، مما يعمق من الأزمة التعليمية في القطاع.