شهاددات على طريق الموت: أعطونا الأمان وأطلقوا علينا النيران
عاجل - الرائد محمود بصل: إبادة لا تتوقف على غزة واجتياح الشجاعية للمرة الثانية.. وهذا الوضع نذير بالوباء
الوضع في غزَّة صار بين مأساة وأسوأ، فلم تزال قوات الاحتلال الإسرائيلي تتمركز في منطقة تل الهوى، ومنطقة الدوارة والشاليهات. تعرضت منطقة المغربي لقصف عنيف في ساعات الليل المتأخرة، وقوات الاحتلال تستمر في فتح رشاشاتها صوب المناطق الغربية للقطاع، من خلال طائرات هليوكوبتر.
في تصريح خاص لبوابة الفجر الإلكترونية، أوضح الرائد محمود بصل متحدث الدفاع المدني بغزة، أن طواقم الدفاع المدني في القطاع تواصل أداء واجبها الإنساني في عمليات الإنقاذ والبحث عن المفقودين تحت أنقاض المنازل التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا “تأتي هذه الجهود في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية ضد المدنيين في غزة، والتي دخلت يومها الـ279، مع استمرار عمليات القتل واستهداف المنازل والبنية التحتية ومقومات الحياة، وسط تجاهل المجتمع الدولي”.
لم تزل المعاناة كبيرة.. وهذه الأسباب
وتابع “بصل” إلى المعاناة الكبيرة التي تواجه طواقم الدفاع المدني بسبب نقص المعدات والوقود، بالإضافة إلى إنهاك الكوادر البشرية. وأوضح أن هذه الظروف تعيق قدرتهم على التعامل مع الاستهدافات المتزامنة وتلبية نداءات الاستغاثة، مما يزيد من صعوبة البحث عن المفقودين وإنقاذ الجرحى، ويحدؤدي إلى استشهاد الكثير منهم.
اجتياح الشجاعية للمرة الثانية
وقال متحدث الدفاع المدني بالقطاع، إنَّ الاحتلال الإسرائيلي قام باجتياح حي الشجاعية للمرة الثانية لمدة اثني عشر يومًا، مما أدى إلى تدمير معظم المباني التي لم تُدمر في الاجتياح الأول، بحيث أصبح أكثر من 85% منها غير قابل للسكن، بالإضافة إلى تدمير كامل للبنية التحتية، مما جعل حي الشجاعية منطقة منكوبة غير قابلة للحياة.
وأكد الرائد محمود بصل، إنَّ الاحتلال منع دخول طواقم الدفاع المدني إلى المناطق المستهدفة خلال اجتياحاته، مما حال دون تلبية نداءات الاستغاثة من المحاصرين في منازلهم. وبعد انسحاب جيش الاحتلال من حي الشجاعية، استطاعت الطواقم بالتعاون مع الأهالي انتشال نحو 60 شهيدًا حتى الآن.
وحول ما سبق يعقِّب متحدث الدفاع المدني: “لليوم الخامس على التوالي تجتاح قوات الاحتلال الإسرائيلي مناطق عديدة في تل الهو خاصة منطقة الصناعة، حيث عمليات القتل والتخريب واستهداف المنازل فوق رؤس السكان وقتل الاطفال والنساء الابرياء الذين حاولوا الهرب من منازلهم نتيجة كثافة القصف، لكن للاسف كانت القناصات والمدفعية والطائرات لهم بالمرصاد والتقديرات الاولية حتى هذه اللحظة ارتقاء ما يزيد عن 50 شهيد جلهم من النساء قتلوا في هذا المنطقة ولا زالت العملية البرية الإسرائيلية مستمره حتى اللحظة، وهناك الكثير من المناشدات التي وصلتنا لكن لم نستطع الوصول اليها بسبب عدم توفر تنسيق ولا يوجد حصانه ولا حماية لطواقمنا من الدخول للمناطق التي تصنف بالحمراء، وعليه نعلم العالم ان ارواح الاف المواطنين مهددة بالموت نتيجة تواجد قوات الاحتلال بهذه المناطق المدنية”.
شهادات على طريق الموت
ووفقًا لشهادات بعض المواطنين الذين سُمح لهم بالخروج من منازلهم خلال اجتياح حي الشجاعية، أفادوا بأن الجيش الإسرائيلي أطلق النار عليهم بعد أن أعطاهم الأمان، مما أدى إلى مقتل امرأتين وإصابة طفلين، ونجاة امرأتين أخريين.
مطالب عاجلة
بعد هذا الوضع لم يعد أمام رجال المديرية العامة للدفاع المدني، سبيلًا آخر سوى مواصلة تلقي الاستغاثات، ومناشدة العالم والمجتمع الدولي، بما يلي:
توفير الوقود بشكل فوري
بما أن منطقة الشجاعية أصبحت منطقة غير قابلة للسكن، وتفتقر لكل مقومات الحياة، وبعد تدمير أكثر من 85% من المباني والمنازل السكنية في حي الشجاعية بات أكثر من 120.000 مواطنا بلا مأوى، وهم الآن في العراء، لا بد من ضرورة توفير الوقود بشكل فوري وعاجل وتوفير المعدات والامكانيات والسيارات لطواقم الدفاع المدني حتى تتمكن من العمل على انقاذ المواطنين والبحث عن المفقودين.
إدانة ومن ثَمَّ استغاثة
في بيان أصدرته المديرية العامة للدفاع المدني بغزة، اليوم الخميس 11 يوليو 2024، تأتي الإدانة على رأس البيان، حيث يقول: ندين بشدة استمرار منع طواقم الدفاع المدني من الوصول للأماكن التي تصدر منها استغاثات المواطنين، وهذا يعد انتهاك سافر للقانون الدولي الانساني ومخالفه لما نصت عليه اتفاقيات جنيف"، بالإضافة إلى عدم توفر المعدات الثقيلة كالبواقر والحفارات، ستبقى كافة الجهود المبذولة من قبل طواقمنا غير كافية، وسيفقد الكثير من المواطنين تحت الانقاض أرواحهم.
نذير بالوباء
يحذِّر البيان من استمرار بقاء آلاف الجثث تحت الانقاض، والذي يذر بمخاطر جسيمة، مشيرًا نحو تسببه بانتشار الأمراض والأوبئة، نتيجة تعرض جثث الشهداء لأشعة الشمس وانبعاث الروائح منها.