روسيا والهند تصدران بيانا مشتركا حول شراكة قوية وواسعة
أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء محادثات مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في قصر الكرملين، وأصدرا بيانا مشتركا بشأن نتائج قمة "روسيا والهند: شراكة قوية ومتوسعة".
وجاء في البيان:
قام رئيس وزراء جمهورية الهند مودي، بدعوة من رئيس روسيا الاتحادية بوتين، بزيارة موسكو في الفترة من 8 إلى 9 يوليو 2024 في زيارة رسمية وشارك في القمة الروسية الهندية السنوية الثانية والعشرين.
خلال الزيارة، قدم الرئيس الروسي لرئيس وزراء جمهورية الهند أعلى وسام دولة في روسيا - وسام القديس أندرو الرسول الأول، لمساهمته المتميزة إلى تطوير شراكة استراتيجية مميزة بشكل خاص بين روسيا والهند والعلاقات الودية بين شعبي البلدين.
أشار الزعيمان إلى استمرار تعزيز وتوسيع الشراكة الاستراتيجية المتميزة بين روسيا والهند.
الاتصالات السياسية
أشاد القادة بالطبيعة الخاصة لهذه العلاقة التي صمدت أمام اختبار الزمن، والتي تقوم على الثقة والتفاهم المتبادل والتقارب الاستراتيجي. وقد ساهمت الاتصالات المنتظمة على جميع المستويات، بما في ذلك خلال رئاسة الهند لمنظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة العشرين في عام 2023 ورئاسة روسيا لمجموعة بريكس في عام 2024، في زيادة تعميق الشراكة الثنائية المتنامية.
قيم القادة بشكل إيجابي العلاقات الروسية الهندية المتعددة الأوجه ذات المنفعة المتبادلة، والتي تغطي مجالات مختلفة من التعاون، بما في ذلك السياسة والتخطيط الاستراتيجي والعسكري والأمني والتجارة والاستثمار والطاقة والعلوم والتكنولوجيا والتعاون في مجال الطاقة الذرية السلمية. الفضاء والثقافة والتعليم والتفاعل الإنساني. ولوحظ مع الارتياح أنه إلى جانب الاستمرار في تعزيز مجالات التعاون التقليدية، فإن الأطراف تستكشف مجالات جديدة بنشاط.
أكد الطرفان على أن العلاقات الروسية الهندية تظل مستقرة في ظل الوضع الجيوسياسي الحالي المعقد وغير المؤكد. كما يبذل الطرفان جهودا لإنشاء شراكة حديثة ومتوازنة ومتبادلة المنفعة ومستدامة وطويلة الأمد. وتطوير العلاقات الروسية الهندية عبر مجموعة كاملة من مجالات التعاون يمثل أولوية مشتركة في السياسة الخارجية. واتفق الزعماء على بذل كل جهد لتحقيق الإمكانات الكاملة للشراكة الاستراتيجية.
التعاون بين وكالات السياسة الخارجية
رحب القادة بالتفاعل الوثيق بين وزارتي الخارجية، والاجتماعات المتكررة وتبادل وجهات النظر على مستوى وزراء الخارجية، باعتبارها تساهم في بناء وتطوير الشراكة الثنائية في بيئة جيوسياسية صعبة، فضلا عن تكيفها مع الظروف المتغيرة. كما ساهم التنسيق الوثيق المنتظم في فهم أعمق واحترام المصالح والمواقف الرئيسية لبعضنا البعض بشأن القضايا الدولية في مختلف المنظمات الدولية والمتعددة الأطراف.
كما رحب القادة بالتوقيع في ديسمبر 2023 على بروتوكول المشاورات بين وزارة الخارجية الروسية ووزارة خارجية جمهورية الهند للفترة 2024-2028، والذي يضع الأساس لتبادل وجهات النظر والحوار بشأن القضايا الثنائية والإقليمية والعالمية الأكثر إلحاحا. وأشاروا إلى إجراء مشاورات منتظمة بين وزارة الخارجية حول جدول الأعمال الثنائي وقضايا الأمم المتحدة ومكافحة الإرهاب والتفاعل القنصلي والقضايا الدبلوماسية، وكذلك حول القضايا العالمية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
التفاعل البرلماني
أشار الطرفان إلى التفاعل الوثيق بين البرلمانين وشددا على أهمية الاجتماعات المنتظمة للجنة البرلمانية المشتركة ومجموعات الصداقة البرلمانية في كلا المجلسين باعتبارها عنصرا هاما في العلاقات الروسية الهندية. ورحبوا بزيارة رئيس مجلس اتحاد الجمعية الفيدرالية الروسية إلى نيودلهي في أكتوبر 2023 للمشاركة في القمة التاسعة لرؤساء برلمانات مجموعة العشرين.
التعاون بين المجالس الأمنية
أكد القادة على الأهمية الكبرى للحوار حول القضايا الثنائية والإقليمية على مستوى أمين مجلس الأمن في روسيا الاتحادية ومستشار رئيس وزراء جمهورية الهند لشؤون الأمن القومي ومجلس الأمن، ورحبوا اتصالاتهم المنتظمة. ويساعد هذا التنسيق على تحسين التفاهم والتنسيق الاستراتيجيين بشأن جدول الأعمال الثنائي والقضايا العالمية والإقليمية ذات الأهمية الكبيرة لكلا البلدين.
التعاون التجاري والاقتصادي
أشار القادة إلى النمو الكبير في التجارة الثنائية في عام 2023، وهو ما يضاعف تقريبا هدف القادة المتمثل في التجارة بقيمة 30 مليار دولار بحلول عام 2025. ومن أجل تحقيق تجارة ثنائية متوازنة ومستدامة على المدى الطويل، أكد الزعيمان على الحاجة إلى زيادة الصادرات الهندية إلى روسيا، بما في ذلك عن طريق تعزيز التعاون الصناعي، وإقامة شراكات تكنولوجية واستثمارية جديدة، وخاصة في المجالات المتقدمة، والبحث عن اتجاهات وفرص جديدة لأشكال التعاون.
ومن أجل تسريع معدل نمو التجارة الثنائية والحفاظ عليه، اتفق الزعيمان على زيادة حجم التجارة إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2030.
كما رحب القادة بعقد الاجتماع الرابع والعشرين للجنة الحكومية الروسية الهندية للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والفني والثقافي ومنتدى الأعمال الروسي الهندي في نيودلهي في أبريل 2023، بالإضافة إلى الجلسات الافتتاحية لمجموعات العمل والمجموعات الفرعية للتصنيف الدولي للبراءات المعنية بالنقل والتنمية الحضرية والسكك الحديدية. وقام الطرفان بتقييم عمل اللجنة الحكومية الدولية بشكل إيجابي من أجل مواصلة توسيع وتنويع العلاقات التجارية والاقتصادية الثنائية. وتم الاتفاق على عقد الاجتماع القادم للجنة الحكومية الروسية الهندية للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والفني والثقافي في النصف الثاني من عام 2024 في روسيا.
يسعى الزعماء إلى إعطاء زخم إضافي لتعميق التفاعل التجاري والاقتصادي، مسترشدين بنية الحفاظ على اتجاه النمو الديناميكي في التجارة في السلع والخدمات بين البلدين والرغبة في ضمان زيادة كبيرة في حجمها. المجلدات، كلفت الإدارات ذات الصلة بإعداد برنامج لتطوير التوجهات الإستراتيجية للتعاون الاقتصادي الروسي الهندي من أجل منظور حتى عام 2030. وأكد الطرفان استعدادهما لتسهيل تنفيذ المبادرات والمشاريع والتدابير والأنشطة التي ينص عليها برنامج 2030. وستتولى اللجنة الحكومية الدولية التنسيق الشامل لتنفيذه. وتتولى فرق العمل والمجموعات الفرعية التابعة لها، وكذلك الإدارات المهتمة في البلدين، مهمة ضمان مراقبة هذا البرنامج ومراقبته ودعمه.
كما اتفق الطرفان على مواصلة التطوير المشترك لأنظمة التسوية الثنائية من خلال استخدام العملات الوطنية. واتفق الطرفان على مواصلة المشاورات بشأن ربط أنظمة المراسلة المالية الخاصة بهما. وأشارا إلى أهمية إيجاد حلول مقبولة للطرفين لقضايا التأمين وإعادة التأمين لصالح زيادة التجارة الثنائية.
ومن أجل إزالة الحواجز الجمركية وغير الجمركية أمام التجارة، بما في ذلك التدابير الحمائية والحواجز الإدارية، أعرب الطرفان عن تقديرهما البالغ للمشاورات الأولية التي عقدت في مارس 2024 لمناقشة المفاوضات الكاملة حول إبرام اتفاقية تجارة حرة بين الاتحاد الاقتصادي الأوراسي وجمهورية الهند. وأصدر القادة تعليماتهم إلى الإدارات المعنية لاستكشاف إمكانية إجراء مفاوضات حول توقيع اتفاقية ثنائية حول التجارة الحرة في الخدمات والاستثمارات.
وفي ضوء الأهمية الكبيرة للتعاون الصناعي في تطوير العلاقات، أكد الطرفان رغبتهما المتبادلة في تعزيز التعاون الصناعي في مجال هندسة النقل والمعادن والصناعة الكيميائية والقطاعات الأخرى ذات الاهتمام المشترك. وأعرب الطرفان عن عزمهما تهيئة الظروف المواتية لتنفيذ المشاريع المشتركة الواعدة في المجالات ذات الأولوية. وشددا على أهمية زيادة التدفقات التجارية المضادة للمنتجات الصناعية، فضلا عن زيادة حصتها في حجم التجارة الثنائية.
كما أكد الطرفان أن الاتفاقية الموقعة في مايو 2024 بين دائرة الجمارك الفيدرالية والمجلس المركزي للضرائب والجمارك غير المباشرة في الهند بشأن الاعتراف المتبادل بالمؤسسات ذات الصلة للمشغل الاقتصادي المعتمد ستعطي زخما إضافيا لتوسيع نطاق نطاق وزيادة حجم التجارة الروسية الهندية، وسيضمن أيضا أمن سلاسل التوريد.
واتفق الطرفان على مواصلة العمل بشأن مشروع اتفاقية بين حكومة روسيا الاتحادية وحكومة جمهورية الهند بشأن أنشطة العمل المؤقتة للمواطنين.
كما اتفق الطرفان على مواصلة التعاون في مجال الإمدادات المستدامة للأسمدة إلى الهند على أساس عقود طويلة الأجل بين الشركات في إطار لجنة الأسمدة الروسية الهندية المشتركة.
ورحب القادة بمنتدى الاستثمار الروسي الهندي الأول الذي عقد في موسكو في أبريل 2024 والاجتماع السابع لفريق عمل اللجنة الحكومية الدولية المعني بمشاريع الاستثمار ذات الأولوية، والذي اتفقت خلاله الأطراف على تسهيل مشاركة الشركات الروسية في برامج "صنع في الهند". و"الهند المكتفية ذاتيا"، فضلا عن الشركات الهندية في المشاريع الاستثمارية في روسيا. ويشجع الجانب الهندي الشركات الروسية على إطلاق الإنتاج في المناطق الصناعية الجديدة في الهند كجزء من برنامج حكومته لإنشاء ممرات صناعية.
وأكد الطرفان اهتمامهما بتوسيع التعاون في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بما في ذلك في مجال الاتصالات السلكية واللاسلكية، والاتصالات عبر الأقمار الصناعية، ورقمنة الإدارة العامة والبيئة الحضرية، والاتصالات المتنقلة، وأمن المعلومات.
التعاون في مجال الذرة والفضاء السلمي
أشار الطرفان إلى أهمية التعاون في مجال استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية باعتباره عنصرا أساسيا في الشراكة الاستراتيجية. ورحبوا بالتقدم المحرز في بناء وحدات الطاقة المتبقية في محطة "كودانكولام" للطاقة النووية، واتفقوا على الالتزام بالجدول الزمني الحالي، بما في ذلك مواعيد تسليم المعدات. وأكد الجانبان على ضرورة إجراء مزيد من المناقشات حول تخصيص موقع ثان في الهند وفقا للاتفاقيات المبرمة سابقا. واتفق الطرفان على مواصلة المشاورات الفنية بشأن تنفيذ مشروع بناء محطة جديدة للطاقة النووية بطراز روسي مع محطة مفاعل "VVER-1200"، وتوطين المعدات والإنتاج المشترك لمكونات محطة الطاقة النووية، وكذلك بشأن قضايا تنسيق الأنشطة في بلدان ثالثة. وأكد الطرفان عزمهما على توسيع التعاون في مجال دورة الوقود النووي، وضمان دورة حياة محطة "كودانكولام" للطاقة النووية والتطبيقات غير المتعلقة بالطاقة للتكنولوجيات النووية.
ونظرا لأهمية التعاون في مجال استكشاف الفضاء، رحبت الأطراف بتوسيع الشراكة بين المؤسسة الحكومية للأنشطة الفضائية "روس كوسموس" ومنظمة أبحاث الفضاء الهندية في استخدام الفضاء الخارجي للأغراض السلمية، بما في ذلك برامج الفضاء المأهولة والملاحة عبر الأقمار الصناعية واستكشاف الكواكب. وهنأ الجانب الروسي الهند على الهبوط الناجح للمركبة القمرية "تشاندرايان-3"، والذي كان خطوة مهمة في استكشاف الفضاء وتأكيدا للتقدم الكبير الذي حققته الهند في مجال العلوم والتكنولوجيا، والذي يمكن أن يكون مفيدا للتعاون الثنائي. واتفق الطرفان على دراسة آفاق تعزيز التعاون في مجال تطوير وإنتاج واستخدام محركات الصواريخ.
التعاون العسكري والتقني
كان التعاون العسكري والتقني تقليديا حجر الزاوية في الشراكة الاستراتيجية الروسية الهندية المتميزة بشكل خاص، والتي تم تعزيزها تدريجيا على مر العقود بفضل الجهود المشتركة والتعاون المثمر في إطار اللجنة الحكومية الدولية الروسية الهندية المعنية بالشؤون العسكرية. والتعاون العسكري الفني. وأعرب الطرفان عن ارتياحهما للاتصالات العسكرية المنتظمة، بما في ذلك اجتماع وزراء الدفاع في أبريل 2023 في نيودلهي في إطار اجتماع وزراء دفاع الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون والتدريبات المشتركة للقوات المسلحة للبلدين. واتفق القادة على عقد الاجتماع الحادي والعشرين للجنة الحكومية الدولية بشأن التعاون العسكري والعسكري في موسكو في النصف الثاني من عام 2024. ونظرا لرغبة الهند في الاكتفاء الذاتي، تعيد الشراكة الآن التركيز على البحث والتطوير المشترك والتطوير والإنتاج المشترك لتقنيات وأنظمة الدفاع المتقدمة. وأكد الطرفان التزامهما بزيادة عدد فعاليات التعاون العسكري المشترك وتوسيع تبادل الوفود العسكرية.
واتفق الطرفان على اتخاذ المزيد من الخطوات لتحفيز الإنتاج المشترك في الهند لقطع الغيار والمكونات والتجميعات وغيرها من المنتجات من أجل خدمة المعدات والأسلحة الروسية الصنع وفقا لبرنامج "صنع في الهند" من خلال نقل التكنولوجيا والتعاون المشترك ومشاريع لتلبية احتياجات القوات المسلحة الهندية، وكذلك باتفاق الطرفين على التصدير اللاحق إلى دول ثالثة صديقة لكلتا الدولتين. وفي هذا السياق، اتفقت الأطراف على إنشاء فريق عمل جديد معني بالتعاون التكنولوجي ومناقشة اللوائح الخاصة به في الاجتماع المقبل للجنة الحكومية الدولية بشأن النقل العسكري والعسكري.
التعاون في مجال التعليم والعلوم والتكنولوجيا
يشير الطرفان إلى أهمية التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار، ويؤكدان الاهتمام المتبادل بتطوير الشراكات بين المنظمات التعليمية والعلمية، بما في ذلك تنفيذ أشكال مختلفة من الحراك الأكاديمي والبرامج التعليمية والمشاريع البحثية، فضلا عن التفاعل حول قضايا الانفتاح في أراضي الهند على فروع المنظمات التعليمية والعلمية الروسية المهتمة.
وأوضح الطرفان التنفيذ الناجح لخارطة الطريق للتعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار لعام 2021 بين وزارة العلوم والتعليم العالي في روسيا وإدارة العلوم والتكنولوجيا في الهند، بما في ذلك تنفيذ مشاريع بحثية روسية هندية بتمويل من الوزارات وصناديق علمية من البلدين.
وتأكيدا على أهمية البحث المشترك في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار، اتفق الطرفان على العمل معا في إطار خارطة الطريق المذكورة لتعزيز التفاعل في مجال الابتكار بين البلدين، فضلا عن التركيز على التسويق التجاري للتكنولوجيات وتقديم الدعم في جميع أنحاء تنفيذ المشاريع المشتركة ذات الأهمية الاقتصادية والاجتماعية. واتفق الطرفان على استكشاف إمكانية إنشاء مراكز دولية لريادة الأعمال المبتكرة والتفاعل بين المجموعات لتحسين الشراكات التكنولوجية.
وحددت الأطراف مجالات التعاون المحتملة في مجالات الزراعة والغذاء والعلوم والتكنولوجيا وبناء السفن وإصلاح السفن والاقتصاد الأزرق والصناعة البحرية وموارد المحيطات والكيمياء والاختراعات فيها والطاقة والموارد المائية والمناخ والموارد الطبيعية والرعاية الصحية والتكنولوجيا الطبية وعلم الأحياء والتكنولوجيا الحيوية والرياضيات التطبيقية وتحليلات البيانات والتقنيات ذات الصلة، وعلوم المواد والفيزياء وعلم الفلك والعلوم القطبية وتكنولوجيا النانو.
ويشير الطرفان إلى التنفيذ الناجح للطلبات المشتركة للمشاريع البحثية المشتركة لإدارة العلوم والتكنولوجيا بحكومة جمهورية الهند ووزارة العلوم والتعليم العالي في روسيا، فضلا عن مؤسسة العلوم الروسية، في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
كما أكد الطرفان عزمهما على إنشاء فريق عمل معني بالتعليم العالي في إطار اللجنة الحكومية الدولية بمشاركة ممثلين عن الإدارات والمنظمات المهتمة في البلدين لحل قضايا التفاعل الملحة في هذا المجال.
واتفق الطرفان على مواصلة المشاورات بشأن الاعتراف المتبادل بالتعليم والدرجات الأكاديمية.
وأعرب الطرفان عن دعمهما لعقد موائد مستديرة روسية هندية وندوات ومؤتمرات وغيرها من الأحداث التي تهدف إلى تعزيز وتوسيع العلاقات الثنائية في مجال التعليم والعلوم.
واعترافا بالتعاون التقليدي القوي بين روسيا والهند في مجال التعليم، اتفق الطرفان على مواصلة الجهود لتطوير العلاقات بين الجامعات والمؤسسات التعليمية الأخرى، ورحبا بقمة التعليم التي عقدت في الهند بمشاركة نحو 60 جامعة روسية في أبريل 2024.
التعاون في الأمم المتحدة والمنصات الدولية
أشار الطرفان إلى المستوى العالي للحوار السياسي والتعاون بين البلدين في الأمم المتحدة واتفقا على مواصلة تطويره. وأشاروا إلى أهمية إعطاء زخم جديد للتعددية مع الدور التنسيقي المركزي للأمم المتحدة في الشؤون العالمية. وشدد الطرفان على سيادة القانون الدولي، وشددا على التزامهما بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء.
وأعربت روسيا عن تقديرها الكبير لعمل الهند كعضو غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في الفترة 2021-2022، فضلا عن الأولويات التي حددتها والجهود المبذولة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في مجالات تعزيز التعددية التي تم إصلاحها، وحفظ السلام وتعزيز التعاون الدولي والحرب ضد الإرهاب. وشدد الطرفان على أن وجود الهند في مجلس الأمن الدولي يوفر فرصة قيمة لمزيد من التنسيق بشأن القضايا الأكثر إلحاحا على جدول أعمال الأمم المتحدة.
ودعت الأطراف إلى إصلاح شامل لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ليعكس الحقائق العالمية الحديثة ويجعله أكثر تمثيلا وفعالية وكفاءة في معالجة قضايا السلام والأمن الدوليين. وأكدت روسيا مجددا دعمها المستمر لترشيح الهند للعضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي بعد إصلاحه وتوسيعه.
مكافحة الإرهاب
أدان القادة بالإجماع الإرهاب والتطرف العنيف بجميع أشكاله ومظاهره، بما في ذلك تحركات الإرهابيين عبر الحدود، وكذلك شبكات تمويل الإرهاب والملاذات الآمنة. وأدانوا بشدة الهجمات الإرهابية الغادرة الأخيرة على قاعة مدينة كروكوس في 22 مارس 2024، وفي داغستان في 23 يونيو 2024، وفي منطقة كاثوا في جامو وكشمير في 8 يوليو 2024، وشددوا على أن هذه الهجمات الإرهابية هي تذكير قاتم بـ "الحاجة إلى مواصلة تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب".
ودعا الطرفان إلى مكافحة الإرهاب الدولي والتطرف بجميع أشكالهما ومظاهرهما بلا هوادة، مشيرين إلى أهمية زيادة التعاون في هذا المجال دون أجندات خفية ومعايير مزدوجة على أساس متين من القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وشدد الطرفان بشكل منفصل على ضرورة التنفيذ الصارم للقرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والجمعية العامة للأمم المتحدة، وكذلك تنفيذ استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب.
وشددت الأطراف على أن المسؤولية الأساسية في مكافحة الإرهاب تقع على عاتق الدول وسلطاتها المختصة وأن الجهود العالمية لمنع التهديدات الإرهابية ومكافحتها يجب أن تكون متسقة تماما مع التزاماتها بموجب القانون الدولي. ودعوا إلى عدم التسامح إطلاقا تجاه الإرهاب والإسراع في استكمال وضع واعتماد اتفاقية شاملة بشأن الإرهاب الدولي في الأمم المتحدة، فضلا عن تنفيذ قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن بشأن مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف التي تخلق أرض خصبة لذلك.
وأكد القادة أن الإرهاب ليس له دين أو جنسية أو حضارة أو عرق، ويجب محاسبة من يحرض عليه أو يرتبط به ويقدم إلى العدالة وفقا للقانون الدولي.
وأعرب الطرفان عن تقديرهما البالغ للاجتماع الخاص للجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي عقد في أكتوبر 2022 في نيودلهي برئاسة الهند، ورحبا بإعلان نيودلهي الذي تم اعتماده بالإجماع بشأن مكافحة استخدام التقنيات الجديدة لأغراض أو مقاصد إرهابية. وأشاروا إلى أن الوثيقة تهدف إلى معالجة المخاوف الرئيسية المتعلقة بالاستخدام الإرهابي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مثل وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات التمويل الجماعي، فضلا عن إساءة استخدام المركبات الجوية المسيرة.
وأكد الطرفان التزامهما بتعزيز التعاون المتعدد الأطراف في مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، فضلا عن مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب والاتجار بالمخدرات.
كما يعتزم الطرفان زيادة التفاعل في إطار لجنة الأمم المتحدة لاستخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية، بما في ذلك قضايا استدامة الأنشطة الفضائية على المدى الطويل.
زشكر رئيس وزراء جمهورية الهند مودي رئيس روسيا الاتحادية بوتين على حسن الضيافة الذي حظي به والوفد المرافق له في موسكو. ودعا الرئيس بوتين لزيارة الهند العام المقبل للمشاركة في القمة الروسية الهندية السنوية الثالثة والعشرين.