نتنياهو يستعد للمرحلة الثالثة من الحرب على غزة
الباحثة السياسية تمارا حداد لـ "الفجر": نتنياهو يستعد للمرحلة الثالثة من الحرب على غزة وسط استمرار الانتهاكات
يشهد قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 عدوانًا إسرائيليًا واسعًا، مما أسفر عن العديد من الضحايا والدمار الهائل في المنشآت والبنية التحتية. يعيش سكان القطاع في ظروف صعبة ويتعرضون لانقطاع الخدمات الأساسية والنقص في الغذاء والرعاية الصحية.
استمرار الحرب على قطاع غزة وانتقالها إلى المرحلة الثالثة
و قالت د. تمارا حداد، الكاتبة والباحثة السياسية في الشأن الفلسطيني، أن الحرب على قطاع غزة قد انتقلت إلى مرحلة استراتيجية جديدة، وهي المرحلة الثالثة، كما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في الوقت الحالي.
وأضافت حداد في تصريح خاص لـ "الفجر" أن هذه المرحلة تهدف إلى استكمال مسار الحرب ولكن بوطأة أقل مما تم استخدامه في المرحلتين الأولى والثانية، حيث يسعى نتنياهو إلى استكمال عملية اجتثاث المقاومة الفلسطينية.
العمليات الأمنية والاستخباراتية في غزة
وأشارت حداد إلى استمرار إسرائيل في تنفيذ عمليات أمنية واستخباراتية داخل قطاع غزة، والتي تشمل الدخول والخروج من القطاع وجمع المعلومات بوسائل متعددة. وتشمل هذه العمليات اعتقال المقاومين واغتيالهم، بالإضافة إلى معرفة مواقع إطلاق الصواريخ من قبل المقاومة الفلسطينية على الجيش الإسرائيلي. وتريد إسرائيل تموضع قواتها أمنيًا في بعض مناطق القطاع، مثل محور فيلادلفيا، بهدف تسهيل حرية الحركة والعمليات العسكرية.
استخدام الفلسطينيين كدروع بشرية
و تحدثت حداد عن الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة واستخدام المدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية، مشيرة إلى أن هذا الأمر يؤدي إلى استمرار المجازر البشرية. وذكرت حداد حادثة فيديو المدرعة الإسرائيلية التي كانت تحمل شابًا فلسطينيًا كدرع بشري، مما يعكس مدى استغلال إسرائيل للفلسطينيين لتخفيف البعد السلبي على جنودها وتقليل الخسائر البشرية في صفوفهم.
استمرار الانتهاكات في الضفة الغربية
وأشارت حداد إلى أن الانتهاكات الإسرائيلية لا تقتصر على قطاع غزة فقط، بل تمتد أيضًا إلى الضفة الغربية، حيث تواصل إسرائيل سياساتها العدوانية ضد الفلسطينيين هناك. وتتضمن هذه الانتهاكات عمليات الاعتقال والتعذيب والمداهمات المستمرة للمنازل الفلسطينية.
تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي عن طول أمد الحرب
وعلقت حداد على تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، الذي قال إن الحرب مع حماس ستستغرق سنوات طويلة. وذكرت أن القضاء على حركة حماس يحتاج إلى من ثلاث إلى خمس سنوات، وأن اجتثاث المقاومة المسلحة ليس بالأمر السهل، خاصة مع استمرار عمليات سحب السلاح الفلسطيني، وهو ما يؤرق الأمن القومي الإسرائيلي.
قدرة حماس على تحمل الحرب الطويلة
وفيما يتعلق بقدرة حركة حماس على تحمل الحرب الطويلة، أشارت حداد إلى أن حماس تواجه تحديات كبيرة، منها الحصار المستمر على قطاع غزة وصعوبة إدخال السلاح إلى القطاع. وأضافت أن العديد من كوادر المقاومة قد تم قتلهم، وأن غزة أصبحت محتلة جزئيًا من قبل إسرائيل، مما يجعل الوضع أكثر تعقيدًا بالنسبة لحماس.
تصريحات نتنياهو بشأن المعارضة
وفيما يخص تصريحات نتنياهو، الذي هاجم وزير الدفاع غالانت وقال أن السماح للمعارضة بإسقاط الحكومة سيمنع تحرير الأسرى، أوضحت حداد أن نتنياهو يسعى لاستخدام الخيار العسكري لإخراج الرهائن، وهو غير معني بتحقيق صفقات تبادل الأسرى لأنه يعتبرها تعيد الحياة لحركة حماس وتنظم المقاومة المسلحة. وأشارت إلى أن نتنياهو يستغل الضغوطات الداخلية والخارجية لتحقيق أهدافه السياسية، بما في ذلك محاولة دعم فرص إعادة انتخاب ترامب في الولايات المتحدة، حيث يرى الديمقراطيين أقرب لمصالحه.
و اختتمت د. تمارا حداد تصريحاتها بالتأكيد على أن الأوضاع في قطاع غزة والضفة الغربية تبقى معقدة ومليئة بالتحديات، مشيرة إلى أن الحرب طويلة الأمد التي تتبناها إسرائيل لن تكون سهلة على أي من الأطراف، لكنها تحمل في طياتها معاناة كبيرة للشعب الفلسطيني.