حدث في مثل هذا اليوم.. نقل رفات القدّيسَين كيروس ويوحنّا
تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى نقل رفات القدّيسَين الصانعَي العجائب الزاهدَين في المال كيروس ويوحنّا، واكتشفت هذه البقايا المقدسة في بلدة كانوبا في مصر ونقلها ثاوفيلس بطريرك الإسكندرية (358-412) إلى كنيسة الرسول الإنجيلي مرقس في هذه المدينة.
وفي عهد خلفه القدّيس كيرلس، نقلت إلى مانوثا، بالقرب من كانوبا. فدُعيت هذه المدينة في ما بعد "أبو قير"، وهو تحريف عربي لعبارة "ابَّا كير" أي القدّيس كيروس. والمحلة لا تزال إلى اليوم معروفة بهذا الاسم.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية جاء نصها كالآتي: يفكّر البعض أنّه ليس لديهم أيّ مساهمة في مواهب الرُّوح القدس. بسبب إهمالهم في تطبيق الوصايا، هم لا يعرفون أنّ ذاك الّذي يحافظ على نقاوة الإيمان بالرّب يسوع المسيح، يجمع في ذاته جميع المواهب الإلهيّة. بسبب الخمول، نكون بعيدين عن الحبّ الفعّال الّذي يجب أن نكنّه له، هذا الحبّ الّذي يظهر لنا كنوز الله المخبّأة فينا، فنعتقد بالتالي أنّه ليس لدينا أيّ مساهمة في المواهب الإلهيّة.
إن "كان المسيح يقيم في قلوبنا بالإيمان"، حسب الرسول بولس، وإن " استَكَنَّت فيه جَميعُ كُنوزِ الحِكمَةِ والمَعرِفَة" فهذا يعني أنّ جميع كنوز الحكمة والمعرفة مخبّأة في قلوبنا. لكنّها تنكشف للقلب بقدر طهارة كلّ واحد منّا، هذه الطهارة الّتي تدفع إليها الوصايا. هذا هو الكنز المخبّأ في حقل قلبك، والّذي لم تجده بعد، بسبب تكاسلك. فلو وجدتَه، لكنتَ بعت كلّ شيء واقتنيتَ هذا الحقل. أمّا الآن، فقد تركتَ هذا الحقل وبدأتَ تبحث حوله، حيث لا يوجد شيء آخر غير الأشواك والعلّيق. لذا، قال مخلّصنا: "طوبى لأَطهارِ القُلوب فإِنَّهم يُشاهِدونَ الله" سيشاهدونه وسيشاهدون الكنوز المخبّأة فيه، حين يتطهّروا بالحبّ والاعتدال. وسيشاهدونه أكثر كلّما تطهّروا أكثر.