الكنيسة الكاثوليكية تحيي ذكرى القديسة فبرونيا الشهيدة
تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية، بذكرى القديسة فبرونيا الشهيدة، وبهذه المناسبة طرح الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، نشرة تعريفية جاء نصها كالآتي: كانت فبرونيا من مدينة نصيبين. بشمال سوريا، تيَتّمت وهي طفلة فعنيت بتربيتها خالتها الشماسة برابتيا رئيسة دير الراهبات تربية مسيحية صحيحة. فكبرت فبرونيا على التقوى وحب الفضيلة ونذرت لله بتوليتها. وعوّدتها خالتها منذ الصغر على الصوم وممارسة الـامل، فكانت تأكل يومًا وتصوم يومًا. وزادت على إماتتها، وتحيي ليالي يرمتها في الصلاة. ولمّا كبرت وصار الشيطان يهاجمها بالتجارب، كانت تسجد الأرض وتتضرّع إلى عريسها الإلهي أن يحفظ لها زهرة طهارتها نقيّة بهيّة. وكانت لا ترقد إلاّ على دفّ ضيّق، ومرارًا تنام على الحضيض.
واعتادت بعض النساء الشريفات أن يحضرن في الدير القراءة الروحيّة يوم الجمعة، ويسمعن شرح الكتاب المقدّس. فلمّا كانت فبرونيا ذات صوت رخيم، وكانت تشرح كلام الله كأنّ الروح القدس ينطق فمها. ولكن خوفًا من أن جمالها البارع يلفت الأنظار إليها، كانت تحجب وجهها عن تلك السيّدات حتى لا ينظرن إليها ولا يُفتنَّ بسحر عينيها.
وثارت زوبعة الاضطهاد على أيام الملك ذيوكلسيانس، وأوصاهم أن يفتكوا بالمسيحيين بلا شفقة ولا رحمة. فجاء اسماخس ومعه عمّه سالينس والقائد بريمس مزوّدين بتلك الأوامر المشدّدة، وأخذوا يُعملون السيف في رقاب المسيحيين. إلاّ أن اسماخس كان رحيمًا لأنّ أمّه كانت نصرانية، وكان يعطف على المسيحيين.
فخافت راهبات الدير على عفافهنَّ من شرّ الجنود الوثنيين. فتركن الدير وانزوين في البيوت عند الأهل والأقارب والأصحاب، وسكنت حركة النصرانية في المدينة، وامتلأت السجون من المسيحيين. أمّا فبرونيا فكانت مريضة فلبثت في الدير، ولبثت خالتها بقربها تخدمها. ولبثت في الدير معها.
فلمّا جاء المساء ورأت برابينا أن الدير أضحى خاويًا خاليًا، شعرت بقشعريرة تسري في كل أعضائها، فالتجأت إلى الكنيسة وسكبت أمام الربّ تضرّعاتها، وأخذت تصلّي وتبكي وتتنهّد. فأسرعت الأخت تومائيدا، وهي التي بقيت في الدير مع الرئيسة بعد أن توارت بركلا أيضًا، وأخذت تشجّعها وتعزّيها وتطيّب خاطرها. فقامت وأتت إلى فبرونيا، فوجدتها مطروحة على لوح خشبي وهى تتالم.
وفي أيام الاضطهاد، عرف الوالي سالينوس بما كانت عليه فبرونيا من شهرة القداسة فأرسل جنوده في طلبها فدخلوا الدير عنوة، وما رأتهم برابتيا الرئيسة، حتى هلع قلبها وعرفت بقرب المعركة. فأسرعت إلى ابنتها فبرونيا تودعها بذرف الدموع وتشدد عزمها على الثبات في محبة المسيح حتى الموت. فتسلمها الجنود وذهبوا بها إلى الوالي. فجاهرت بأنها مسيحية ومستعدة لان تحتمل العذاب لأجل يسوع المسيح، فاديها الإلهي.
فحاول سالينوس اقناعها بان تشفق على شبابها وان ترضى بان تكون زوجة لصديقه الشاب لسماخوس الذي كان على يمينه، فقالت: "إن العريس الذي اخترتُه هو يسوع المسيح الاله الذي لا يموت".