الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى القدّيسَين بطرس وبولس
تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القدّيسَين المجيدَين والرسولَين الزعيمَين بطرس وبولس، وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية جاء نصها كالآتي: "تَنْهاُر الأَرضُ وجميعَ سُكَّانِها وأَنا الَّذي أُثبّتُ أَعمِدَتَها". إنّ جميع الرسل هم أعمدة الأرض، لكن يوجد في مقدّمهم الرسولان اللذان نحتفل بعيدهما. إنّهما العمودان اللذان يحملان الكنيسة بتعاليمهما، وصلاتهما ومثالهما بالثّبات. إنّ الربّ بنفسه هو مَن ثبّت هذين العمودين. في البدء، كانا ضعيفين ولم يكن بإمكانهما المحافظة على ثباتهما ودعم الآخرين. وهنا، ظهر مشروع الربّ العظيم: لو كانا في الأصل قويّين، لاعتقَدنا أنّ قوّتهما نابعة منهما. لذلك، أراد الربّ، قبل تثبيتهما، أن يُظهرَ إمكانيّاتهما كي يعرف الجميع أنّ قوّتهما آتية من الله. لقد سقط بطرس على الأرض عند سماع صوت خادمة تسأله: "أَلَستَ أَنتَ أَيضًا مِن تَلاميذِ هذا الرَّجُل؟"؛ كما بدا العمود الثّاني ضعيفًا جدًّا أيضًا: "أَنا الَّذي كانَ فيما مَضى مُجَدِّفًا مُضطَهِدًا عنيفًا".
لذلك، علينا من كلّ قلبنا إكرامُ هذين القدّيسين اللذين تحمّلا كلّ العذاب من أجل الربّ، وثابرا بكلّ قوّة. إنّ المثابرة في الفرح، وفي الازدهار وفي الصبر هو أمر بسيط. لكنّ النبالة تظهر عند مَن يُرجَم، ويُجلَد ويُضرَب من أجل المسيح، ورغم كلّ ذلك يثابر مع المسيح. بالنسبة إلى بولس، إنّها لنبالة حين "نُشتَمُ فنُبارِك، نُضطَهَدُ فنَحتَمِل، يُشَنَّعُ علَينا فنَرُدُّ بِالحُسْنى. صِرنا شِبْهَ أَقْذارِ العالَم ونُفايةَ النَّاسِ أَجمَعين، إِلى اليَوم"... وماذا يمكننا أن نقول عن بطرس؟ حتّى لو لم يتحمّل شيئًا من أجل المسيح، يكفي أنّه قد صُلِب من أجله لكي نحتفل بعيده اليوم. كان يعرف جيّدًا أين يوجد ذاك الذي كان يحبّه، ذاك الذي كان يرغب فيه: فالصليب كان طريقه نحو السماء.