مدير عام قصر البارون لـ "الفجر": شاكوش وعمر كمال مقربوش من القصر
قالت الدكتورة بسمة سليم مدير عام قصر البارون إن الكليب المنتشر للمطربين الشعبيين عمر كمال وحسن شاكوش والذي يظهر في خلفيته مكان يشبه قصر البارون هو مجرد ديكور للقصر.
مدير عام قصر البارون لـ الفجر: شاكوش وعمر كمال مقربوش من القصر
وأكدت في تصريحات خاصة إلى بوابة الفجر الإلكترونية أن الكليب لم يتم تصويره في القصر، وأن الظاهر في الفيديو من الواضح أنه مجرد ديكور، وهو غير متقن بالمرة.
وتابعت “الفجر” المنشور حول تصوير كليبات وفوتوسيشن بقصر البارون فاكتشفت أن هناك أحد الأماكن والذي يقلد ديكورات قصر البارون وقصر الأمير محمد علي وغيرها من الأماكن الأثرية لتلبية احتياجات التصوير، وهو ما عبر عنه العديد من الخبراء بأنه يضر بالآثار بشكل عام، حيث أن الديكورات غير متقنة من ناحية ومن ناحية أخرى فتلك الديكورات تمت دون تصريح من وزارة السياحة والآثار.
ارتبط تاريخ قصر البارون إ9 وهو أحد المباني التي شيدت بالخرسانات المسلحة وبالتكنولوجيا الحديثة، بمجموعة من الحكايات والأساطير، والتي يرجع سببها إلى زخارف القصر الفريدة وغير المألوفة.
سراديب وغرف سرية
اشتهر قصر البارون أنه مليء بالسراديب والغرف السرية، وبالطبع تلك أسطورة لا أساس لها من الصحة وهو ما أثبتته الحفائر الأثرية في القصر، وسبب الأسطورة أن الحكايات عن وجود أنفاق خفية وممرات سرية تحت الأرض كانت من التقاليد القديمة المصاحبة للمباني الفخمة في هذا التوقيت 1907، والتي كان لقصر البارون نصيب وافر منها، حيث اعتقد الكثيرين بوجود ممر سري تحت الأرض يربط القصر بكنيسة البازيليك التي تبعد كيلو مترًا واحدًا من القصر والتي دفن بها إدوارد إمبان.
القصر يدور حول نفسه
في حين انتشرت قصص أخرى تزعم أن برج القصر يدور 360 درجة بغرض تقديم عرض بانورامي من جميع الجهات، أو أن القصر نفسه يدور مع دوران الشمس، وبالطبع هذه قصص أسطورية فالقصر وبرجه ثابت تمامًا وغير مشيد على أي أقراص دوارة.
بناء القصر بالسحر
ذهبت أساطير أخري إلى أن المهندس المعماري الذي استخدم الطراز الهندي في عمارة القصر قد استعان بالحيل السحرية لإنهاء المبني، وأن البارون كان حريصًا علي عدم إفشاء السر، فأمر بقتل المهندس المعماري ودفنه سرا في حديقة القصر، وبالطبع تلك أسطورة لا أساس لها من الصحة.
ظل القصر مهجورًا لسنوات عدة، وكان لتلك القصص الخيالية الشعبية أثر بالغ على المجتمع، حتي أصبح القصر مأوى لبعض الأشخاص الذين مارسوا طقوسا مرفوضة، ويبرهن أستمرار هذه الأساطير علي التأثير العميق الذي أحدثه مبنى القصر على عقول وأذهان المجتمع المحيط، وبالرغم من ذلك تظل القصة الحقيقية وراء إنشاء قصر البارون أمبان أكثر إثارة من القصص الخيالية والأساطير المرتبطة بالقصر.
يذكر ان وزارة السياحة والآثار أعلنت عن افتتاح قصر البارون اليوم، حيث افتتحه فخامه رئيس الجمهورية عن طريق الفيديو كونفرانس، وبدأ بناء القصر عام 1907 وانتهى في عام 1911 والبارون هو جوزيف إدوارد إمبان، من أصل بلجيكي وهو رجل الصناعة الأول في العالم، وكان جوالًا رحالًا حيث جاء الباورن إلى مصر وصار من المشاركين الأساسيين في صناعة وسائل المواصلات، فهو كان من المؤسسين لمترو باريس، وأصبح من أكبر المشاركين في هذه التكنولوجيا بالقرن الـ 19، ولقب بلقب البارون من ملك فرنسا بعد انتهاء هذا المشروع.
وعلى أطراف هذه المدينة شرع في بناء قصره، وربط بين مدينته والقاهرة بواسطة المترو الكهربائي، كما بنى كنيسة في هذه المدينة والمعروفة بكنيسة البازيليك ولا تزال موجودة إلى وقتنا هذا، وكانت هذه الكنيسة في الأصل مطلية باللون الأحمر، وكان الأهالي يطلقون عليها الكنيسة الحمراء، وتخطيط المدينة وبناء القصر وتخطيط المدينة استغرق من 1907 إلى 1911.
كما وقام ببناء نادي ضخم "نادي هليوبوليس"، وقام ببناء قصر هليوبوليس "الاتحادية"، وبني ناد للخيل، وناد للبلياردو"، "والمترو الذي أسسه البارون وهو مترو كهربائي يربط ما بين وسط البلد القاهرة، وما بين مصر الجديدة وكان يمر بجانب الكنيسة ثم يرجع ويدور من منطقة الكوربة.
الشكل الخارجي للقصر هو كمبودي هندوسي، ولكن من الداخل تأثر بالفنون المصرية، وتم بناؤه على مساحة 6 أفدنة ونصف بالحديقة، وكله من الخرسانة، وبه مجموعة كبيرة من التماثيل المتبقي منها عدد قليل للغاية، وترك البارون مصر في أواخر حياته وأوصى بعد وفاته أن يدفن في مصر، وبالفعل بعد وفاته دفن في كنيسة البازيليك.
دعا البارون الملك ألبرت الأول والملكة إليزابيث زوجته الذين شهدا افتتاح القصر، وأقاما بعض الوقت فيه حيث استمتعا بهواء مصر العليل، فكان افتتاح القصر ملكيًا مهيبًا، شهده ملوك وكبار رجال دول العالم، وكان الشارع المطل عليه القصر المسمى الآن اسمه شارع القصر، ثم سمي بشارع المطار، حيث أن البارون في عام 1923 صمم مطار وهو حاليًا مطار ألماظة وذلك تنشيطًا للسياحة حيث يقع بالقرب منه معبد المطرية.
وبدأت خطة ترميم القصر في عام 2007 وتوقفت في أحداث 2011، ثم تم استئناف الأعمال عام 2016 2017، وجرت عمليات الترميم على قدم وساق، وكانت المفاجأة أن عمليات الترميم أظهرت اللون الحقيقي للقصر، وهو اللون الأحمر الغالب في هذه الفترة.
والسمات الفنية للقصر كلها مقتبسة من المعابد الكبودية "إن كروات" والمعابد الهندوسية الأوريسا، من أهم التماثل هي مجموعة من الآلهة التي تمثل الآلهة الهنوسية والبوذية، وهناك المئات من الآلهة البوذية، ولكنها تخرج من 3 آلهة، وهم الإله الأكبر للكون البراهما، والإله الحافظ للكون كيشنو والإله المدمر للكون واسمه شيبا، وشيبا هو المدمر للبشر أو البشرية الفاسدة حتى تنشأ حياة نقية، السور كله محاط بتماثيل شيبا وحول رأسه هالات من النيران وحيات للقضاء على البشرية.
القصر صممه وأشرف على هندسته ألكسندر مارسيل، والفنان لويس كلود الذين نقلا إلى مصر طرازًا جديدًا وهو طراز المعابد الكمبودية الهندوسية، فكان قرار الدولة المصرية اعتبار أن القصر أثرًا فريدًا لطراز واجهته الفنية، على الرغم من فقر زخارف غرفه من الداخل، إلا أن الواجهة تحمل إبهارًا كبيرًا كونها طرازًا مختلفًا عن الطراز الذي اعتاده المصريين.
والقصر لم يكن تحت سيطرة الحكومة المصرية، وبعد جهود لأسرة الرئيس السابق آل للحكومة المصرية، ولكنه كان تابعًا لوزارة الإسكان ثم تم ضمه للآثار عام 2007 وصار مسجلًا في عداد الآثار الإسلامية، ومع الطفرة التي تشهدها مصر في الفترة الأخيرة ووفقًا لتوجيهات الرئاسة وتوجهات الحكومة وجدنا اهتمامًا كبيرًا من الدولة المصرية بقطاع السياحة والآثار بشكل عام.
وتم إقامة معرضًا - وليس متحفًا - تراثيًا عن تاريخ حي مصر الجديدة وهليوبوليس عبر العصور، بالتعاون مع السفارة البلجيكية بالقاهرة وجمعيات المجتمع المدني بمصر، وشمل المعرض مجموعة متنوعة من الصور والوثائق الأرشيفية والرسومات الإيضاحية والخرائط والمخاطبات الخاصة بتاريخ حي مصر الجديدة "هليوبوليس والمطرية" وأهم معالمها التراثية، وصور وخرائط ووثائق وأفلام تحكي مظاهر ونمط الحياة في تلك الفترة الزمنية المميزة.
حديقة القصر تم فيها عرض أقدم عربة ترام كهربائي سارت في شوارع مصر الجديدة، والذي كان أحد المعالم الرئيسية للحي، وخضعت العربة لأعمال الترميم وتم رفع كفاءتها لإظهار بصورتها الأصلية، فهي تروي قصة إنشاء أول خط للترام في مصر، كما أنها تعطي الفكرة عن حركة التطور العمراني الذي ابتكره البارون إمبان لجذب السكان إلى الحي الجديد.