تنفيسة| المبادرات الرئاسية.. مُسكنات دون علاج فعال

مقالات الرأي

محمد جاد الله
محمد جاد الله

نلاحظ الآن وبشكل بالغ الوضوح ازدياد أعداد المبادرات التي تحمل اسم رئاسة الجمهورية، أو يكتب بجانب اسم المبادرة عبارة «تحت رعاية سيادة الرئيس». ولكل مبادرة من هذه المبادرات هدف تسعى لتحقيقه، لمحاربة التحديات التي تتسارع مع المواطنين. وسنلقي الضوء هنا على أشهر مبادرتان تحدث بكل عام هما «أهلًا مدارس» (للأدوات والملابس المدرسية) ومبادرة «كلنا واحد». إلا أن السؤال الذي يثور بداخلنا الآن، هل حققت هذه المبادرات الهدف المرجو منها، أم هي «شو إعلامي» صوري عديم الفائدة على أرض الواقع؟

يا للأسف، فشلت مبادرة «أهلًا مدارس» فشل ذريع في تقديم يد العون لأولياء الأمور والطلاب والطالبات، وذلك في تقديم أسعار مناسبة للأدوات المدرسية والملابس. ودليلنا في هذا لن نسوقه لك عزيزي القارئ مما يُعرض على شاشات التلفاز ليل نهار، ولكن مما نراه على أرض الواقع، فبدخولنا هذه الشوادر وقراءة اللافتات البراقة، سنجد الأسعار كما هي لم تتغير، فلا يوجد أي تغير بينها وبين أسعار التجار الآخرين أو مثل ما نقول بتعبيرنا الدارج (زي السوق). ولنا أن نقيس هذا ايضًا على المبادرات الأخرى التي تتعلق بالأغذية.

أما عن مبادرة «كلنا واحد»، فكما رأينا ونحن على أعتاب دخول عيد الأضحى المبارك، نجد قنوات التلفاز المختلفة تعرض وتُقدِم سيلًا من الإعلانات ترويجًا لهذه المبادرة. ونقولها مرة أخرى يا للأسف، على جميع المبادرات الغذائية، ولنا هنا أن نستعير المصطلح الذي تتداوله وزارة الصحة والداخلية كل يوم في النشرات الإخبارية حال القبض على تاجر يروج لأغذية فاسدة، ويُقال حينها «غير صالحة للاستخدام الآدمي». هذه العبارة تصدق صدق الحق على المبادرات الغذائية المزعمة.

ما فائدة أن تُقدم للمواطن سعر منخفض، والمنتج غير قويم وسليم، والدليل يوجد امامنا في جميع الشوادر المنصوبة في الميادين الرئيسية. ولنا أن نتساءل، أين هي الأماكن البراقة اللامعة التي تُذاع على القنوات ليل نهار بحجه توافر السلع الأساسية؟ هل استطاعت الحكومة أن تحل ازمة الأرز والسكر والبصل واللحوم الموجودة في بلادنا اليوم ومنذ أكثر من شهر، وغيرها من الأزمات المتعلقة بالسلع؟ الإجابة بكل بساطة نعم استطاع الحكومة أن تُنهي هذه الأزمات، ولكن بعد أن غلت وارتفعت أسعار هذه السلع عن معدلها الطبيعي كما لو كان الضعفين. نحن لا نسعى هنا لمهاجمة الحكومة، ولكن هدفنا هنا أن نصل إلى حلول جذرية بلا مسكنات. ولنا أن نقول هنا هذه هي أبسط حقوق المواطن، في عيش حياة كريمة تخلو من ضغوط غلاء المعيشة وغيرها من المؤثرات التي تعوق انتاجه، وهي بالأساس من ضمن أعمال الحكومة.

ما نُلاحظه في بلادنا وبكل اسف هو قرارات على ورق، أو بعبارة أدق أحبار على ورق، وتصريحات على شاشات التلفاز، وتوصيات في ندوات ومؤتمرات، مناقضة للواقع، وغير مفعله. إلى متى سيصمد المواطنين أمام هذا الهرج والمرج، وبقي لنا تساؤل أخير، هل الحكومة ذات يد مرتعشة لضبط الأسواق أم ماذا؟ أتمنى أن تتخذ الحكومة القادمة خطوات جادة وصريحة حول ما يحدث في الشارع ويؤثر، بل ويشتد الخناق على المواطن، اٌخاطب الضمائر الحية داخل الحكومة، انهضوا وسارعوا في حل هذه الازمات، فلا يوجد أمام المواطنين الآن سوى كلمة (الحقونااااااا)، ومن يدري فقد نصحو على فعل حتمًا سيؤثر علينا جميع ونندم كما ندمنا في الأمس القريب.