د.حماد عبدالله يكتب: نعم.. نحن شعب مصر !!

مقالات الرأي

بوابة الفجر



ماذا يحتاج هذا الشعب لكى يؤمن بقوته، وعزيمته، وقدرته على الإنجاز وعلى اللحاق بركب الأمم المتقدمة ؟ 
ماذا يحتاج هذا الشعب لكى يحترم أداؤه  ويحترم أداء أبنائه وأخوته وأصدقائه – ويعلى من قيمة العمل ؟
ماذا يحتاج شعب مصر حتى يعدل من سلوكه فى الشارع المصرى؟ يحترم إشارات المرور  (إن وجدت) ! ويحترم الرصيف (إن وجد) للمشاه ويحترم قائد السيارة المشاه ويحترم عدم الإنتظار فى الممنوع – أو القيادة فى عكس الإتجاه أو بسرعة تفوق السرعات المحددة على الطريق ؟
ماذا يحتاج شعب مصر لكى يحترم الطوابير أمام منافذ بيع الخبز (الأفران) أو منافذ البيع (بعد فصل الإنتاج عن التوزيع ) !!
ماذا يحتاج شعب مصر لكى يلتزم بقواعد ومراعاة الأداب العامة والأصول فى التعامل مع الأملاك العامة مثل الشارع والأتوبيس العام والمترو والقطار ونهر النيل ؟
متى يحترم رجل وإمرأة حياء كل منهم لنفسه وحيائهم للمجتمع ؟
ماذا يحتاج شعب مصر لكى يتوجه لصناديق الإنتخابات حين عودته للإدلاء بصوته فى إنتخابات نيابية أو رئاسية أو حتى نقابية أو حتى على مستوى الأندية الرياضية حتى تصبح الجمعية العمومية لشعب مصر أكثر من 50 مليون ؟ والأكثر من هذا متى يلتزم شعب مصر وجمعيته العمومية بصناديق الإنتخابات كأفضل وسيلة للحياة الديمقراطية فى العالم.
ماذا يحتاج شعب مصر لكى ينضم كل صاحب إتجاه سياسى إلى تجمع حزبى معترف به وقانونى ويعمل على نجاح الحزب وإشتراكه فى الحياة السياسية فى المحروسة ؟ 
ماذا يحتاج شعب مصر لكى يؤمن بأن تقدمه وإكتفائه الذاتى لن يتأتى إلا بالعمل الجاد وبأيادى وعقول المصريين ؟
ماذا يحتاج شعب مصر لكى ينتصر لحق وينفض يده عن باطل وأن يقف وقفة رجل واحد أمام نصرة البلاد وأمام تقدمها وإزدهارها ؟
يقول القارئين للتاريخ بأن المصريين تجمعهم فى المصائب وتجمعهم فى الأزمات الوطنية !!
فقد سجل التاريخ القديم أن هجوم فيضان النيل على الأراضى فى مصر لكى تغرقها! كان المصريون جميعًا يستنفرون ويقفون جماعات وأفراد لكى يضعوا السدود على شواطىء النيل منعًا لغرق الأراضى وسقوط المنازل وإنهيارها !!
سجل التاريخ إن حرب 1956حينما هاجمت ثلاث دول "إسرائيل  وبريطانيا وفرنسا " مدينة بورسعيد وقف شعب مصر وفتح بيوته ومنازله ومحلاته لإستقبال الأهالى المهاجرين من مدن القناة أثناء الحرب فى 1956وفى سنة 1967حيث أستضيفوا المهاجرين فى وادى النيل وإقتسم المصريون أرزاقهم مع بنى وطنهم من مهاجرى مدن القناة. سجل التاريخ أن فى حرب أكتوبر 1973 لم تسجل محاضر الشرطةحادثة إعتداء أو سرقة أو إغتصاب أو نشل !! حادثة واحدة لم تحدث أثناء العبور العظيم.
وقف المصرون جميعاَ خلف جبهتهم خلف قواتهم المسلحة التى عبرت قناة السويس بعد صبر طال لمدة 6 سنوات منذ 1967صبر ذاق فيه المصريون مرارة الهزيمة حتى أن كلمة الله أكبر كانت تنطق هادرة على السنة الجنود العابرين للقناة وفى نفس الوقت "حناجر" المصريون المتلقون لأنباء العبور عبر الإذاعة والتليفزيون والبيانات العسكرية هادرة بالله أكبر سجل التاريخ للمصريون بأنهم قادرون وبارعون إذا أرادوا ذلك !!
حينما كنا نحمل هم البلد فى إنشاء مشروع هندسى ضخم(بناء السد العالى ) حارب المصريون حتى بناؤه وغنى المصريون  وراء فنانيهم "قلنا هانبنى وادى أحنا بنينا السد العالى" أنشأنا وزارة للسد العالى مقرها فى أسوان وأنتهت مهمتها بإنتهاء المشروع حولنا  كل أحلامنا إلى حقيقة.
وقف الشعب المصرى كله، وقف وراء شبابه يوم 25 يناير مناديًا "بالحرية والعيش والكرامة الإنسانية".
ثم عاد ووقف الشعب كله بعد أن خطفت جماعة إرهابية البلاد، لكى يدعوا قواته المسلحة للنزول وإسترداد الوطن يوم 3 يوليو 2013.
حَوَلَ الشعب المصرى كل أحلامه إلى حقائق يجب أن نعى تلك  التواريخ الهامة فى حياتنا المعاصرة للحفاظ على أمن وإستقرار هذا الوطن.