يوم عرفة 2024.. ما حكم من أكل أو شرب ناسيًا في صيام التطوع؟

إسلاميات

بوابة الفجر

الصيام من العبادات العظيمة في الإسلام، سواء كان فرضًا كصيام رمضان أو تطوعًا كصيام الأيام المباركة مثل يوم عاشوراء ويوم عرفة. ومع اقتراب يوم عرفة لعام 2024، يتساءل البعض عن حكم من أكل أو شرب ناسيًا خلال صيام التطوع. لمعرفة الحكم الشرعي في هذا الأمر، نقدم لكم هذا المقال الذي يستند إلى آراء الفقهاء وعلماء الدين.

أكدت  لجنة الفتوى بالأزهر، أنّ من أكل أو شرب ناسيًا وهو صائم فلا قضاء عليه ولا كفارة، وصومه صحيح سواء كان فرضًا أو تطوعًا. استدل الشيخ الأطرش بقول الله تعالى: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب: 5]، وبقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أَطْعَمَكَ اللهُ وَسَقَاكَ" عندما جاءه رجل قائلًا: “يا رسول الله، إني أَكَلْتُ وَشَربت ناسيًا وأنا صائمٌ”، مضيفة أن من تذكر أنه صائم أثناء شربه أو أكله يجب عليه لفظ ما في فمه فورًا، لأن العذر الذي جعله الشارع مانعًا من التفطير قد زال.

هل يشترط تبييت النية قبل صيام يوم عرفة؟

أكدت إدارة  الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، بأنه لا يشترط تبييت النية قبل الفجر في صيام التطوع. وأوضح أنه يجوز لمن استيقظ بعد الفجر أو بعد الظهر أن ينوي صيام النفل بشرطين: أن يكون ذلك قبل أذان العصر وألا يكون قد فعل شيئًا يتنافى مع الصيام مثل الأكل والشرب. واستدل الشيخ ممدوح بحديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يَا عَائِشَةُ، هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟" فقالت: "مَا عِنْدَنَا شَيْءٌ" فقال: "فَإِنِّي صَائِمٌ". ونبهت على أنه يجب تبييت النية قبل الفجر في صيام الفرض سواء كان رمضان أو كفارة أو نذر أو قضاء.

حكم صيام يوم عرفة للحاج وغيره

يُستحب صيام يوم عرفة لغير الحاج، وقد اختلف الفقهاء في حكم صيام الحاج ليوم عرفة. والسبب في استحباب الفطر للحاج هو أن الفطر يعينه على الطاعة والدعاء، لأن الصيام قد يسبب له التعب. النبي صلى الله عليه وسلم فطر يوم عرفة، كما روت لبابة بنت الحارث: "أنَّ نَاسًا تَمَارَوْا عِنْدَهَا يَومَ عَرَفَةَ في صَوْمِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ بَعْضُهُمْ: هو صَائِمٌ، وقالَ بَعْضُهُمْ: ليسَ بصَائِمٍ، فأرْسَلَتْ إلَيْهِ بقَدَحِ لَبَنٍ وهو واقِفٌ علَى بَعِيرِهِ، فَشَرِبَهُ".

ذهب الحنفية والمالكية إلى كراهة الصوم للحاج في يوم عرفة، واشترط الحنفية الكراهة إذا كان الصوم يضعف الحاج. أما الشافعية فقد ذهبوا إلى جواز صيام عرفة للحاج إذا كان من المقيمين في مكة وذهب إلى عرفة في الليل، بينما يُسن الفطر للمسافر مطلقًا عند الشافعية.

نؤكد على أن صيام يوم عرفة يحمل فضلًا عظيمًا، ومن أكل أو شرب ناسيًا فلا شيء عليه، وصومه صحيح. ويجوز نية الصيام بعد الفجر في التطوع بشرطين، كما يُستحب لغير الحاج الصيام في هذا اليوم المبارك، بينما يفضل للحاج الفطر إذا كان ذلك يعينه على أداء المناسك بطاعة وخشوع.