يوم عرفة 2024.. هل يجوز صومه بنية قضاء أيام من رمضان؟
يُعتبر يوم عرفة من الأيام الفضيلة في الإسلام، والذي يأتي في التاسع من شهر ذي الحجة، وهو اليوم الذي يقف فيه الحجاج على جبل عرفة، مُستجيبين لدعوة الله ومتضرعين إليه بالدعاء والذكر. يُستحب لغير الحجاج أن يصوموا هذا اليوم، إذ ورد في الحديث الشريف عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ".
مع اقتراب يوم عرفة لعام 2024، يثار التساؤل حول إمكانية الجمع بين نية صيام هذا اليوم بنية قضاء أيام فاتت من رمضان، وهي مسألة تهم العديد من المسلمين الراغبين في الاستفادة من فضل هذا اليوم العظيم، مع تلبية ما عليهم من واجب قضاء الصيام.
فضل صيام يوم عرفة
يوم عرفة من الأيام المباركة التي يُستحب فيها الإكثار من الأعمال الصالحة، ومن أهمها الدعاء والذكر سواء للحاج أو لغير الحاج.
ويشير علماء الأزهر إلى بعض الأعمال المستحبة لغير الحاج في هذا اليوم، وفي مقدمتها صيام يوم عرفة. وأوضح أن الصيام مستحب لغير الحاج، بينما يكره للحاج أن يصوم في هذا اليوم حتى لا يضعف عن الوقوف بعرفة. واستشهد في ذلك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ".
والنووي رحمه الله قال في "المجموع": " أما حكم المسألة فقال الشافعي والأصحاب: يستحب صوم يوم عرفة لغير من هو بعرفة".
وقال ابن مفلح: " ويستحب صوم عشر ذي الحجة، وآكده التاسع، وهو يوم عرفة، إجماعا".
ويوضح علماء الأزهر الشريف، \أن للصائم عمومًا دعوة مستجابة فما بالنا لو اجتمعت الفضائل كلها للصائم في يوم واحد فهو يوم مغفرة الذنوب، وما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وإن الله يباهي بأهل الموقف الملائكة.
هل يجوز صيام يوم بنية قضاء أيام رمضان ؟
يقول العلماء إن من كان عليه قضاء أيام من رمضان ويريد أن يصوم العشر الأوائل من ذى الحجة بنية صوم ما عليه من رمضان فيجوز ولا حرج فى ذلك، مشيرا إلى أن صوم يوم عرفة يكفر سنتين "السابقة" و"اللاحقة"، وعليه يجوز الجمع بين نية صيام العشر من ذي الحجة وصيام أيام قضاء رمضان الفوائت في صيام النافلة بشكل عام جائز ولا حرج فيه ويحصل الصائم على ثواب الإثنين معا، لأن دين الله أحق أن يقضى.
بينما أعلنت دار الإفتاء المصرية، إنه يجوز للمسلم أن ينوي نية صوم الفرض مع نية صوم النفل أو التطوع، كالست من شوال والأيام البيض وليلة النصف من شعبان أو يوم عرفة، فيحصل بذلك على الأجرين، وهذا على مذهب الشافعية وبعض المالكية.
وأضافت الدار، خلال البث المباشر عبر صفحة دار الإفتاء للرد على أسئلة المواطنين، في إجابته عن سؤال ( حكم جمع نية صيام السنن مع صوم أيام من رمضان؟)، أن من أراد أن يصوم بنية قضاء ما عليه من رمضان ونية السنن فيجوز ولا حرج فى ذلك ويثاب على أنه شغل اليوم بعبادة، مشيرة إلى أن الأولى إفراد صيام القضاء عن صوم النفل بنيَّة مستقلة؛ حيث إن كلًا منهما عبادة مستقلة.