اقتراع هادئ للمغتربين المصريين بعد محاولات لـ"التشويش" في لندن وباريس

اقتراع هادئ للمغتربين
اقتراع هادئ للمغتربين المصريين بعد محاولات لـ"التشويش" في ل


يواصل المصريون بالخارج الإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء على الدستور الجديد في سفارات وقنصليات مصر العامة في دول العالم، وتستمر عملية الاقتراع، التي بدأت الساعة في التاسعة صباح أمس (الأربعاء)، وتتواصل حتى 12 يناير ((كانون الثاني)، الحالي، وفقا لتوقيت كل دولة.

وقبيل ساعات من بدء العملية، شهدت كل من باريس ولندن محاولات طفيفة وصفتها مصادر دبلوماسية بأنها «مساع للتشويش على الاستفتاء»، وذلك من خلال محاولة للاعتصام في السفارة المصرية في باريس، ورسالة مزيفة عبر البريد الإلكتروني في لندن، إلا أن عملية الاستفتاء لم تشهد أي مشكلات عقب بدئها، بحسب وزارة الخارجية المصرية.

وفي القاهرة، تابع وزير الخارجية نبيل فهمي عن كثب، ومن خلال غرفة العمليات التي شكلها، التقارير الأولية حول بدء عملية التصويت وسير عملية الاقتراع.

وأصدر فهمي تعليمات واضحة جرى تنفيذها بالفعل في كافة السفارات والقنصليات للتنسيق الكامل مع سلطات دول الاعتماد في كافة الدول لإخطارها بتوقيت ومواعيد الاستفتاء، كي تتخذ السلطات في تلك الدول إجراءاتها لتأمين الاقتراع بشكل كامل وفرض ترتيبات أمنية بمحيط السفارات، ويتولى العاملون فيها مسؤولية توفير الأمن في الداخل.

وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير بدر عبد العاطي أن عملية التصويت في الاستفتاء على الدستور للمصريين بالخارج تسير حتى الآن بشكل طيب في سفارات مصر وقنصلياتها العامة بمختلف دول العالم.

وقال عبد العاطي، في تصريحات صحافية له أمس، إن «غرفة العمليات التي شكلها وزير الخارجية لمتابعة الاستفتاء على الدستور للمصريين بالخارج لم تتلق حتى الآن أي إخطارات بحدوث مشاكل تعوق عملية التصويت في الدول التي بدأ بها الاقتراع بالفعل منذ صباح أمس بتوقيت القاهرة». وأوضح عبد العاطي أن التصويت البريدي تقرر منعه من جانب اللجنة العليا للانتخابات لوجود شبهة التصويت الجماعي الذي يبطل عملية التصويت.

وبدأت السفارة المصرية في العاصمة السعودية الرياض والقنصلية العامة في جدة صباح أمس في استقبال أبناء الجالية المصرية للاستفتاء على الدستور المصري حيث يجري التصويت لمدة خمسة أيام.

وأكد السفير عفيفي عبد الوهاب سفير مصر لدى السعودية، أن السفارة المصرية في الرياض والقنصلية العامة في جدة تعملان بكامل طاقتهما طوال مدة التصويت التي حددتها اللجنة العليا للانتخابات، لاستقبال الناخبين ممن يحق لهم التصويت، والذين يبلغ عددهم 312 ألفا و300 مواطن مصري من أبناء الجالية المصرية الذين يمثلون نسبة 46 في المائة من إجمالي عدد الناخبين المصريين على مستوى العالم، منهم 187 ألفا و700 ناخب مصري سيصوتون في اللجنة العامة بالسفارة المصرية في الرياض، يشكلون نسبة 60 في المائة من إجمالي عدد الناخبين المصريين في المملكة، إضافة إلى 124 ألفا و600 ناخب مصري سيصوتون في اللجنة العامة في جدة، ويشكلون نسبة 40 في المائة ممن يحق لهم التصويت في الاستفتاء على الدستور الجديد.

وبدأ المصريون بباريس وروما وميلانو ولندن في التوافد على مقر السفارة والقنصليات المصرية للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء. وكثفت قوات الأمن الفرنسية وجودها في محيط مقر السفارة المصرية بقلب باريس لضمان سير عملية التصويت بيسر، فيما اتخذت السفارة المصرية كافة الإجراءات اللازمة لتسهيل عملية الاقتراع لأبناء الجالية.

ودعا السفير محمد مصطفى كمال، سفير مصر بباريس، أبناء الجالية المصرية بفرنسا إلى المشاركة بكثافة وإيجابية في عملية الاستفتاء على الدستور.

وكانت السفارة المصرية في باريس شهدت منذ يومين محاولة عدد من أنصار جماعة الإخوان الاعتصام داخل القنصلية، إلا أن السفارة استدعت الأمن الفرنسي، الذي طالب الإخوان بالمغادرة، ثم تطور الأمر إلى اشتباكات، قامت على أثرها الشرطة الفرنسية بالقبض على بعض العناصر والتحقيق معهم.

وفي بريطانيا، حاولت عناصر مجهولة إعاقة عملية الاستفتاء قبل ساعات من بدئها، وذلك عبر إرسال رسائل عبر البريد الإلكتروني منسوبة إلى السفارة المصرية في لندن، تزعم أن الاستفتاء جرى إرجاؤه.

لكن السفير عبد العاطي أكد في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس أن الاستفتاء سيجري في موعده، وقامت السفارة بالتواصل مع عدد كبير من المصريين لتأكيد أن هذه الرسالة مزورة. وأشار عبد العاطي إلى أن «هذه الرسالة الإلكترونية الكاذبة المنسوبة للسفارة المصرية بلندن هدفها التشويش على عملية الاستفتاء على الدستور»، مشددًا على أنها رسالة مختلقة جملة وتفصيلا.

ويبلغ إجمالي عدد المصريين المسجلين بالخارج في 161 دولة 681 ألفا و346. وتصدرت السعودية قائمة الدول التي يوجد بها أكبر عدد للناخبين المسجلين. وجاءت الكويت في المركز الثاني بعدد ناخبين مسجلين يبلغ 132 الفا و177، ثم الإمارات 67 ألفا و666، ثم قطر 42 ألفا و82، تلتها الولايات المتحدة التي بلغ عدد المصريين المسجلين بها 31 ألفا و694.

وجاءت كندا في المركز السادس بعدد 13 ألفا و110، ثم إيطاليا 11 ألفا و476، فسلطنة عمان 10 آلاف و563، وفرنسا ستة آلاف و883، ثم بريطانيا ستة آلاف و777، فالبحرين ستة آلاف و122، وأستراليا خمسة آلاف و923، والأردن أربعة آلاف و291 شخصا.

من جهة أخرى، أكد عبد الكريم سليمان سفير مصر لدى الكويت أن إقبال الجالية المصرية بالكويت على الاستفتاء أمس يعد إقبالا غير مسبوق مقارنة بالاستفتاءات السابقة، موضحا أن عدد المشاركين حتى ظهر أمس بلغ نحو 1700 مواطن حيث تجري عملية الاستفتاء في سهولة ويسر من دون أي مشاكل.

كما بدأ تصويت المصريين في الجزائر على الدستور الجديد ويبلغ عدد المصريين الذين سجلوا أسماءهم في السفارة المصرية بالجزائر 976 شخصا، وسوف تجري عملية الفرز تحت إشراف السفارة المصرية بعد انتهاء المدة المحددة للتصويت.

وفتحت السفارة المصرية بالخرطوم، أمس أبوابها أمام الناخبين المصريين المقيمين بالسودان، ممن يحق لهم التصويت في الاستفتاء على الدستور والبالغ عددهم 1540 مواطنا مصريا، من المسجلين بكشوف اللجنة العليا للانتخابات من المقيمين بجمهورية السودان.. وقالت مصادر بالسفارة إن عملية الاستفتاء تشهد إقبالا ملحوظا وتسير بيسر وشفافية.