من مذكرات مغتربة.. آمال صالح تكتب: مصالحة
كان الصمت يقيدني... ليس للغة مفاتيح... وعقود الزمن كانت مثل الأسوار يصعب تسلقها لأصل إلى ذاتي.
كأن الصمت مثل لوحة لفنان لم يرد أن يفصح عن عزوفه لصغائر الدنيا... إلا بفرشاة تغالب التناظر في الألوان.
كنت أسابق الوقت لأصل إلى الارتقاء في كل شيء.
غايتي أن أسمو في فهم تدرجات العمق.
وكلما تأخذنا الألوان إلى العمق... نفتقد الكلمات التي تتناسب مع هرولة الساعات ومع أشخاص لا يفهمون لغتنا.
نحاول أن نكون واضحين بنصف كلماتنا !
النصف الآخر تآكل بفعل نظرات شزارء.
كلما ازداد الإحساس باللون... كلما افتقدنا نظرات تشابهها.
كيف ستولد اللغة إذن...؟! المحاورة غير مجدية.
أحيانا يريدون طمس كل جميل فيك.
ماذا تفعل ؟
أقبل التحدي وأتذكر كلمات أمي عن المحبة.
أرتدي ملامحي الأحادية في الصبح بعد أن تحللت في الليل المشحون بضجيج نظراتهم.
أولد من جديد على وقع دعاء أمي.
لا أريد أن أتغير... أريدني سماء ملونة... تمطر كلمات بعطر الروح على من كنت ذاهبة لهم... في عملي هناك من ينتظر تلك الابتسامة التي تشرق بها يومه.
اليوم تخليت لأول مرة على الصمت... سلامي الداخلي تصالح مع اللغة...
قلت كل شيء بطلاقة.
لأول مرة فهمت الألوان واستعرت منها النصوع الذي يشبهني.
وطرت مثل عصفورة تتناغم مع أرجوحة الفضاء.
هذا اليوم أصبح ملكي... لأنني ذو وجه ووجهة واحدة.
وذاتي تطلعت لي بحب.
المحبة لي والآخر هي ديدني.