ننشر المحاور الرئيسية للاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي
تشهد الدولة المصرية حاليًا تحولًا كبيرًا في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، حيث أصبحت هذه المجالات على رأس أولويات الدولة وقيادتها السياسية، ويأتي هذا الاهتمام في إطار السعي لتحقيق التنمية المستدامة وفقًا لرؤية مصر 2030، من خلال إطلاق الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي في مارس 2023.
تتضمن هذه الاستراتيجية ثلاثة محاور رئيسية:
1. استراتيجية التنمية المستدامة "رؤية مصر 2030":
فيجب أن تهدف هذه الاستراتيجية إلى تطوير التعليم العالي والبحث العلمي بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة للدولة،من خلال التركيز على تحسين جودة التعليم وربطه باحتياجات سوق العمل، وتوفير بيئة ملائمة للاستثمار في قطاع التعليم الجامعي. كما تشمل الاستراتيجية تهيئة البنية التحتية اللازمة لدعم هذه الأهداف.
2. التحول نحو جامعات الجيل الرابع:
وهو ما يعني بتطوير المؤسسات التعليمية لتصبح مؤسسات ابتكارية قادرة على جذب الكوادر العلمية المتميزة، يشمل ذلك علي تحسين البنية التحتية للجامعات وتقديم الدعم اللازم لتنوع مؤسسات التعليم الجامعي، بالإضافة إلى ربط الأبحاث العلمية بأولويات الدولة وأهداف التنمية المستدامة.
3. الدمج بين منظومة التعليم العالي والبحث العلمي وخطة التنمية الشاملة للدولة:**
يركز هذا المحور على تعزيز التخصصات المتداخلة والبرامج البينية، التي تلبي احتياجات المجتمع وسوق العمل بشكل فعال، يأتي ذلك من خلال إطلاق الشبكة القومية للبرامج والبحوث البينية للجامعات المصرية، التي تهدف إلى ترسيخ فكرة التخصصات المتداخلة وإعداد الباحثين المصريين على أسس البحث الفعال متعدد التخصصات.
ولكي يتم تنفيذ هذه الاستراتيجية، تستند الوزارة إلى سبعة مبادئ أساسية تشكل خارطة طريق لتحقيق الأهداف المرجوة. هذه المبادئ هي: التكامل، التخصصات المتداخلة، التواصل، المشاركة الفعالة، الاستدامة، المرجعية الدولية، والابتكار وريادة الأعمال.
التكامل:
ويأتي ذلك من خلال تعزيز التعاون بين مختلف المؤسسات التعليمية والبحثية لضمان تكامل الجهود وتحقيق نتائج ملموسة.
التخصصات المتداخلة:
والتي تشمل علي تعزيز التخصصات المتداخلة والبرامج البينية التي تساعد في معالجة التحديات المجتمعية والبيئية.
التواصل:
يهدف إلى تعزيز التواصل الفعال بين جميع الأطراف المعنية بالتعليم العالي والبحث العلمي.
المشاركة الفعالة:
من خلال التشجيع علي مشاركة جميع الأطراف الفاعلة في العملية التعليمية والبحثية لضمان تحقيق الأهداف المشتركة.
الاستدامة:
التركيز على تحقيق استدامة في جميع المشروعات والبرامج التعليمية والبحثية.
المرجعية الدولية:
فيجب الاستفادة من التجارب الدولية الناجحة وتطبيق المعايير العالمية في التعليم العالي والبحث العلمي.
الابتكار وريادة الأعمال:
من خلال تشجيع الابتكار وريادة الأعمال كجزء أساسي من النظام التعليمي والبحثي، فيجب أن تحرص الوزارة على تدريب أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة على تطوير المناهج ذات التخصصات المتداخلة وتأهيلهم لمواكبة التطورات الحديثة في هذا المجال، كما يجب أن تسعى الجامعات الأهلية المنبثقة عن الجامعات الحكومية إلى تطبيق مفهوم دعم البرامج البينية نظرًا لتميزها بالنظام الإداري المرن المعد للتعامل مع هذه البرامج.
تتضمن البرامج البينية التي أطلقتها الوزارة ثلاثة أنواع رئيسية:
1. مناهج لخدمة المجتمع:
وهي التي تهدف إلى تلبية احتياجات المجتمع المحلي وتقديم الحلول العملية للمشكلات المجتمعية.
2. مناهج ذات تميز عالمي:
من خلال التركز على المجالات المستحدثة والمرتبطة بالاحتياجات العالمية، والتي تساهم في تعزيز مكانة مصر على الساحة الدولية.
3. مناهج لتنمية الموارد الإقليمية:
وهي يتم تصميمها لتلبية احتياجات تنمية الموارد المتاحة في الأقاليم المختلفة، سواء كانت بشرية أو طبيعية، وترتبط بطبيعة وخصائص كل إقليم.
تشير الدراسات الحديثة إلى ضرورة الاهتمام بالبرامج البينية والتخصصات المتداخلة لتلبية احتياجات سوق العمل المستقبلية، وخاصة بحلول عام 2040. وهي تشمل مجالات الذكاء الاصطناعي، الطب الجينومي، البيانات الضخمة، التشغيل الآلي، إنترنت الأشياء، النقل الذاتي، الاقتصاد الرقمي، علوم الفضاء، والطاقة النووية.
فيجب أن تعمل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على تحويل المؤسسات التعليمية إلى مؤسسات ابتكارية تساهم في جذب الكوادر العلمية المتميزة وبناء نظام بيئي قوي، يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة الدولية وفقًا لمفهوم الجيل الرابع من الجامعات وخطط التنمية الإقليمية الشاملة. هذه الجهود تأتي ضمن رؤية شاملة تهدف إلى تحقيق نهضة تعليمية وبحثية تسهم في تقدم مصر ورفاهية شعبها.