فضل العشر الأوائل من ذي الحجة وأحكام الأضحية في الإسلام
خلال أيام قليلة، تحل علينا العشر الأوائل من ذي الحجة، وهي أيام مباركة ومفضلة عند الله -سبحانه وتعالى-.
تأتي بعد هذه الأيام عيد الأضحى المبارك، الذي يحتفل به المسلمون وينتظرونه كل عام لأداء مناسك الحج وصيام اليوم التاسع من ذي الحجة المعروف بـ "يوم عرفة".
في هذا اليوم، يقوم المسلمون القادرون بالتضحية بأحد الأنعام.
مفهوم الأضحية وتشريعها
الأضحية هي وسيلة للتقرب إلى الله -عز وجل- من خلال نحر الأنعام وفق شروط محددة وبنية سليمة، وقد تم تشريعها في السنة الثانية للهجرة. في هذه السنة أيضًا، فرضت صلاة العيدين والزكاة.
الله -سبحانه وتعالى- شرع الأضحية في القرآن الكريم في سورة الكوثر بقوله: "فصل لربك وانحر"، وأكدتها السنة النبوية، اتباعًا لنبي الله إبراهيم -عليه السلام- كما ورد في قوله تعالى: "وفديناه بذبح عظيم".
أحكام تقسيم الأضحية في المذاهب الأربعة
أوضح الشيخ الدكتور عبد العزيز النجار، وكيل وزارة بالأزهر الشريف، أن الأئمة الأربعة اختلفوا في أحكام تقسيم الأضحية.
الحنفية والحنابلة يرون أن تقسيم الأضحية إلى ثلاثة أجزاء أمر مستحب: ثلث للفقراء، ثلث للمضحي، وثلث للإهداء. بينما يؤكد الحنفية على أن المضحي الميسور الحال يفضل أن يتصدق بثلثي الأضحية ويأكل الثلث الأخير فقط.
من جهة أخرى، الشافعية يفضلون توزيع أغلب الأضحية على الفقراء والمساكين وأن يأكل المضحي نسبة قليلة منها.
أما المالكية فيرون أنه لا يوجد تحديد معين لتقسيم الأضحية، فللمضحي الحرية الكاملة في تقسيمها كما يشاء؛ يأكل ما يريد ويتصدق بما يريد ويهدي ما يريد.
حكم التصدق عند تقسيم الأضحية
حسب المذاهب الأربعة، الشافعية والحنابلة يرون وجوب التصدق من لحم الأضحية عملًا بقول الله تعالى: "فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير"، وبالتالي فإن الأضحية لا تقبل ممن لم يتصدق بجزء منها.
أما الحنفية والحنابلة فيرون أن التصدق جزء مستحب وليس واجبًا، ومن ضحى وأكل الأضحية كاملة دون أن يتصدق أو يهدي منها فإن أضحيته مقبولة.