الدكتور محمود السعيد: فوز 14 من جامعة القاهرة بجوائز النيل والتقديرية والتفوق والتشجيعية
في حوار هام عن جوائز البحث العلمي وحصول جامعة القاهرة علي العديد من الجوائز وفوز 36 أستاذا بجامعة القاهرة بجوائز الجامعة للتميز والتقدير ونجيب محفوظ والتفوق العلمي أكد الدكتور محمود السعيد نائب رئيس جامعة القاهرة لشؤون الدراسات العليا والبحوث في "حوار صحفي هام لجريدة الفجر " إن علماء الجامعة الفائزين بالجوائز ينتمون إلى مختلف التخصصات العلمية مما يؤكد اتساع دوائر الاهتمامات البحثية والأكاديمية وتطبيق اتجاه التخصصات المتعددة والبينية، فى ضوء رؤية الجامعة واستراتيجيتها وبما يتوافق ورؤية مصر 2030.
ما هي الخطوات التي تتبعها الجامعه حتي تصل إلي مراحل تميز علمائها ؟
الجامعة تبذل جهودًا كبيرة وتحرص كل الحرص على أن يكون لعلمائها النصيب الأكبر من حصد جوائز الدولة والجوائز العالمية الأخرى.
في البداية، نحن نحرص على التوعية بأنواع الجوائز المختلفة مثل جائزة النيل، والجائزة التقديرية، وجائزة التفوق، والجائزة التشجيعية، بالإضافة إلى شروط الحصول عليها. ولتحقيق هذا الهدف، تُعقد ندوات لتوعية أعضاء هيئة التدريس بهذه الجوائز وشروط التقدم لها وكيفية إعداد الملف.
كيف يتم ترشيح العلماء إلى جوائز الدوله بكل التخصصات ؟
نحرص من خلال الكليات المختلفة ومجالسها على ترشيح العلماء والأساتذة الأكثر تميزًا في الجامعة، حيث تقوم الجامعة باختيار المرشحين من خلال لجنة تُشكَّل بقرار من رئيس جامعة القاهرة تُسمى "لجنة الجوائز"، ويتم عقد عدة مجالس لاختيار الملفات المتميزة للترشيح للحصول على جوائز الدولة سواء جوائز المجلس الأعلى للثقافة أو جوائز أكاديمية البحث العلمي، وهذا يكون على مستوى الجوائز المحلية.
أما على مستوى الجوائز الدولية، فإن علماء جامعة القاهرة هم الأكثر حصولًا على الجوائز الدولية، وفقًا لقائمة "ستانفورد" التي تضم العدد الأكبر من علماء جامعة القاهرة بفارق كبير عن أقرب الجامعات إليها.
بالإضافة إلى ترشيح حامعة القاهرة لعلمائها فهناك العديد من الجهات الأخرى التي ترشح علماء جامعة القاهرة أيضا، مثل مكتبة الإسكندرية ومؤسسات الدولة الأخرى، وهو ما يعكس أن علماء جامعة القاهرة هم الأكثر استحقاقًا لجوائز الدولة.
ما هي الخطوات العالميه لتطوير البحث العلمي داخل جامعة القاهرة ؟
تطوير البحث العلمي يتطلب جهودًا كبيرة، ومن أهم هذه الجهود ربط مخرجات البحث العلمي بالقضايا القومية الملحة وخطط الدولة البحثية. من الملاحظ أن معظم البحوث العلمية تركز بشكل أساسي على الترقي الأكاديمي أو الحصول على الدرجات العلمية، بدلًا من الارتباط بالأهداف القومية أو الخطط البحثية. ولهذا، حرصت جامعة القاهرة في الفترة الماضية على التأكيد على أن مخرجات البحث العلمي في كليات الجامعة المختلفة تتماشى مع الخطة البحثية للجامعة وخطة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي. هذا أمر بالغ الأهمية لتطوير البحث العلمي، حيث لا فائدة مرجوة من البحث العلمي إذا لم يخدم قضايا الوطن.
كيف يمكن استخدام المجلات العلميه للارتقاء بالبحث العلمي داخل جامعة القاهرة ؟
يجب العمل على تدويل مجلات جامعة القاهرة. لدينا حاليًا 65 مجلة، منها 8 مجلات مدرجة في قواعد بيانات "سكوبس" و"كلاريفيت"، وهي نسبة تقارب 15%. نعمل على رفع هذه النسبة لتصل إلى 50% من المجلات في قواعد البيانات الدولية. في الحقيقة، هذا سيؤدي إلى رفع تصنيف جامعة القاهرة وزيادة عدد الأبحاث المنشورة في مجلات دولية بتكلفة أقل، مما سيسهم في تحسين مستوى مصر الدولي في مؤشرات البحث العلمي على المستوى العالمي.
هل يتم استخدام التكنولوجيا الحديثة في إجراء الأبحاث العلميه ؟
يجب الأخذ بالأساليب التكنولوجية الحديثة في إجراء البحوث العلمية. في الوقت الحالي، يتجه العالم بأسره نحو تطبيقات الذكاء الاصطناعي في إجراء التجارب العلمية والبحوث، والتي تُستخدم الآن على نطاق واسع فيما يُعرف بالمعامل الافتراضية. "المعمل الافتراضي" هو معمل يعتمد على التطبيقات الذكية بدلًا من المواد الحقيقية والمواد الأولية التي تُستخدم عادة في التجارب. يتم إجراء التجربة باستخدام المحاكاة عن طريق الحاسب الآلي، مما يمكن الباحث من إتمام التجربة بالكامل دون الحاجة إلى المعمل التقليدي.
تتيح هذه الأساليب إجراء تجارب صديقة للبيئة، وتجنب التلوث والتكاليف الباهظة المرتبطة بالتجارب التقليدية. وبالتالي، هناك اتجاه متزايد نحو استخدام المعامل الافتراضية في البحوث العلمية، مما يعكس أهمية التطور في أساليب التكنولوجيا واستخدامها في العملية التعليمية والبحثية، لا سيما في مجال البحوث العلمية.
كيف يمكن تجنب السلبيات عند استخدام التكنولوجيا الحديثة في البحث العلمي ؟
يجب مراعاة بعض الجوانب السلبية لاستخدام التكنولوجيا الحديثة في البحث العلمي، مثل قضايا السرقات الأدبية التي قد تتزايد بسبب الأساليب التكنولوجية. تتطلب هذه الظاهرة تشريعات وقوانين قوية وجهودًا كبيرة لمحاربتها ومنعها، لأنها قد تؤثر سلبًا على البحث العلمي. لذا، فإن استخدام الأساليب التكنولوجية الحديثة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي سيدفع البحث العلمي إلى الأمام مع ضرورة تجنب السلبيات من خلال القوانين وتدخل الحكومات المختلفة.
أهم التخصصات العالميه الاكثر حصول علي جوائز الدوله التقديريه ؟
:تعد الجوائز العلمية والثقافية التي تمنحها الهيئات والمؤسسات الأكاديمية مقياسًا مهمًا للاعتراف بالإسهامات العلمية والفكرية للأفراد والمؤسسات. وفي مصر، يتم منح جوائز الدولة من قبل المجلس الأعلى للثقافة وأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجي ؟
أهم التخصصات التي تحصل علي جوائز الدولة من المجلس الأعلى للثقافة ؟
اكثر التخصصات التي تستحوذ على هذه الجوائز هي تخصصات العلوم الاجتماعية والإنسانيات ومن ضمنها المجالات التالية:
1. العلوم الاجتماعية والإنسانية:
- كلية الاقتصاد والعلوم السياسية: يتميز علماء هذه الكلية بنيل عدد كبير من الجوائز بفضل أبحاثهم في مجالات السياسة والاقتصاد والاجتماع.
كلية الآداب:
تبرز في مجالات الأدب، واللغة، والتاريخ، والفلسفة، والأنثروبولوجيا.
-كلية الإعلام: تُكرم الأبحاث والإسهامات في مجال الإعلام والدراسات الصحفية.
- كلية الآثار: يتم تكريم الأبحاث المتعلقة بالتاريخ والآثار وعلم المصريات.
أهم التخصصات التي تستحوذ على جوائز الدولة من أكاديمية البحث العلمي ؟
1. القطاع الهندسي:
- يبرز علماء الهندسة بنشر أبحاثهم في مجلات دولية مرموقة، مما يجعلهم يحصلون على عدد كبير من الجوائز بفضل الاستشهادات العالية بأبحاثهم.
2. القطاع الطبي:
- يحقق العلماء في مجالات الطب والصحة نجاحًا كبيرًا في نشر أبحاثهم الطبية في مجلات دولية رفيعة المستوى، مما ينعكس على عدد الجوائز التي يحصلون عليها.
3. قطاع العلوم الأساسية:
- يتميز علماء الفيزياء، والكيمياء، والرياضيات، والبيولوجيا بنشر أبحاثهم في مجلات دولية مرموقة مع عدد كبير من الاستشهادات، مما يؤهلهم لنيل جوائز عديدة.
ما هي معيار اختيار جوائز البحث العلمي ؟
في الغالب تعتمد أكاديمية البحث العلمي بشكل كبير على عدد الأبحاث المنشورة دوليًا وعدد الاستشهادات بها، أو ما يعرف بـ "اتش إندكس" (H-index)، وهذا المؤشر يعكس مدى تأثير البحث وأهميته في المجتمع العلمي. ولهذا السبب، نجد أن العلماء في القطاعات الهندسية والطبية وعلوم الأساسية يحصلون على عدد أكبر من الجوائز المقدمة من الأكاديمية مقارنةً بالعلماء في القطاعات الاجتماعية والإنسانية في، نظرًا لقدرتهم على نشر أبحاث ذات تأثير كبير.
إجمالًا، يتم توزيع الجوائز العلمية والثقافية بناءً على جودة الأبحاث المنشورة وتأثيرها والتأثير الثقافي للعالم أو الباحث، مع وجود تركيز على مجالات محددة في كل من المجلس الأعلى للثقافة وأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا. تتصدر كليات قطاع العلوم الاجتماعية والإنسانية المشهد في جوائز المجلس الأعلى للثقافة، بينما تبرز القطاعات الهندسية والطبية والعلوم الأساسية في جوائز أكاديمية البحث العلمي.