لكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى البار إسحق رئيس دير دلماتوس
تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى البار إسحق رئيس دير دلماتوس وهو سوري الأصل. أسس أول دير في القسطنطينيّة سنة 381. انتقل إلى الله بعد سنة 406. يأتي ذكره أيضًا، مع بارّين آخرين من خلفائه
وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها:
ينقضي الوقت بصمت، عامًا بعد عام؛ ويقترب مجيء المسيح في كلّ لحظة. ليتنا نستطيع أن نقترب من السماء، كما هو يقترب من الأرض! يا إخوتي، صلّوا له كي يمنحكم الشجاعة للبحث عنه بكلّ صدق. صلّوا له كي يجعلكم متّقدين... صلّوا له كي يعطيكم ما يسمّيه الكتاب المقدس "القلب الطيّب والكريم" أو "كمال القلب" ودون انتظار، ابدأوا منذ الآن بإطاعته من كلّ قلوبكم. فالقليل من الطاعة هو أفضل من عدم الطاعة...
عليكم التماس وجه الربّ إنّ الطاعة هي الطريقة الوحيدة للبحث عنه. واجباتكم كلّها تُختَصَر بالطاعة... القيام بما يطلبه يعني إطاعته، وإطاعته يعني الاقتراب منه. كلّ عمل طاعة يقرّبنا منه هو الذي ليس بعيدًا بالرغم من المظاهر، بل قريب جدًّا وراء هذا الإطار المادي. الأرض والسماء ليستا سوى حجاب بيننا وبينه، وسيأتي اليوم الذي يشقّ فيه هذا الحجاب ويظهر نفسه لنا. عندها، سيكافئنا وفقًا للطريقة التي انتظرناه بها. إذا كنّا قد نسيناه، فهو لن يعترف بنا؛ لكن "طوبى لأُولِئكَ الخَدَم الَّذينَ إِذا جاءَ سَيِّدُهم وَجَدَهم ساهِرين" فليكن هذا نصيب كلّ واحدٍ منا! من الصعب أن نحقّق ذلك، لكن من المحزن أن نفشل. الحياة قصيرة والموت مؤكّد، لكنّ الدهر الآتي أبديّ.
يبدو من السهل جدًّا القول إنّنا سلّمنا إرادتنا لتكون بتصرّف شخص آخر. غير أنّه حين يأتي الاختبار الحقيقي، نفهم أنّه لا يوجد شيء أكثر صعوبة من أن نقوم بذلك كما يجب... إنّ الربّ يعرف مقدرة كلّ إنسان، وعندما يلتقي بنفسٍ قويّة، فإنّه لا يتوقّف حتّى يحقّق إرادته فيها.
أودّ أن أعرض عليكم أو أن أذكّركم ما هي إرادته. لا تظنّوا أنّه قد يعطيكم الثروات، والملذّات، والشرف أو أيّ خيرات أخرى من خيرات الأرض. إنّه يحبّكم أكثر بكثير من ذلك، ويقدّر عطاياكم كثيرًا: لذا، هو يريد أن يكافئكم كما تستحقّون، أي بمنحكم ملكوته حتّى في هذه الحياة.