الكنيسة المارونية: "دعوة الله لنا هي الفرح"
تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى مار طوبيّا البار، وكان طوبيا من الجليل من سبط نفتالي، رجلًا بارًا خائفًا الله، وقد سبي مع الاسرائليين إلى نينوى حيث استمر محافظًا على شريعة الله. توفي سنة 680ق.م.
وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: إن الإنجيل، حيث يشعّ صليب الرّب يسوع الممجّد، يدعو بإصرار إلى الفرح. وبعض الأمثلة تكفي: "افرحي" هو سلام الملاك لمريم. وزيارة مريم لإليصابات جعلت يوحنّا يرتكض فرحًا في بطن أمّه.
وفي نشيدها، تعلن مريم: "تَبتَهِجُ روحي بِاللهِ مُخَلِّصي". عندما بدأ الرّب يسوع بالتبشير، تعجّب يوحنا: " فهُوذا فَرَحي قد تَمَّ". إنّ الرّب يسوع نفسه قد "هَلَّلَ بِدافِعٍ مِنَ الرُّوحِ القُدُس".
دعوته هي نبع فرح: "قُلتُ لَكم هذهِ الأشياءَ لِيَكونَ بِكُم فَرَحي فيَكونَ فَرحُكم تامًّا". ينبع فرحنا المسيحي من نبع قلبه الفيّاض. هو يَعِدُ التلاميذ: "ستَحزَنون ولكِنَّ حُزنكم سيَنقَلِبُ فَرَحًا". ويصرّ: سأَعودُ فأَراكُم فتَفَرحُ قُلوبُكم وما مِن أَحَدٍ يسلُبُكم هذا الفَرَح". بذلك، عندما رأوه قائمًا من بين الأموات "فَرِحَ التَّلاميذُ لِمُشاهَدَتِهمِ الرَّبّ"... لم لا ندخل نحن أيضًا في نهر هذا الفرح؟...
غير أنّه لا بدّ لي من أعترف أن الفرح لا يُعاش بالطريقة نفسها في كلّ المراحل وفي كلّ ظروف حياتنا التي تكون قاسية أحيانًا. هو يتكيّف ويتحوّل، ويبقى دائمًا أقلّه مثل شعاع نور ينمو من الثقة الشخصية بأننا محبوبون إلى أقصى حد، وفوق كلّ شيء. أفهم الناس الذين يصبحون تعساء بسبب المشاكل الصعبة التي عليهم تحمّلها.
لكن شيئًا فشيئًا، يجب السماح لفرح الإيمان أن يبدأ بالاستيقاظ، كالثقة السرّية إنما الحازمة حتى وسط أسوأ الهموم: " أُبعِدَت نَفْسي عنِ السَّلام ونَسيتُ الهَناء!... هذا ما أُرَدِّدُ في قَلْبي فلِذلك أَرْجو: مَراحِمُ الرَّبِّ لم تَنْتَهِ لِأَنَ رَأفَتَه لا تَزول هي جَديدةٌ في كُلِّ صَباح وأَمانَته عَظيمة... خَيرٌ أَن يُنتَظَرَ بِسُكوتٍ خَلاصُ الرَّبّ".