الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى القدّيس إفتيخيس أحد تلاميذ الرسل الأولين.
تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القدّيس الشهيد في رؤساء الكهنة إفتيخيس أسقف ميليتيني وهو أحد تلاميذ الرسل الأولين.
وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت فيها: يبدو من السهل جدًّا القول إنّنا سلّمنا إرادتنا لتكون بتصرّف شخص آخر. غير أنّه حين يأتي الاختبار الحقيقي، نفهم أنّه لا يوجد شيء أكثر صعوبة من أن نقوم بذلك كما يجب... إنّ الربّ يعرف مقدرة كلّ إنسان، وعندما يلتقي بنفسٍ قويّة، فإنّه لا يتوقّف حتّى يحقّق إرادته فيها.
وأودّ أن أعرض عليكم أو أن أذكّركم ما هي إرادته. لا تظنّوا أنّه قد يعطيكم الثروات، والملذّات، والشرف أو أيّ خيرات أخرى من خيرات الأرض. إنّه يحبّكم أكثر بكثير من ذلك، ويقدّر عطاياكم كثيرًا: لذا، هو يريد أن يكافئكم كما تستحقّون، أي بمنحكم ملكوته حتّى في هذه الحياة.
هل تريدون أن تعرفوا كيف يتصرّف تجاه الّذين يوجّهون إليه بأمانةٍ هذا الطلب: "لِتكن مشيئتك"؟... انظروا إلى ما أعطى الآب لابنه الذي أحبّه فوق كلّ شيء، وهكذا ستعرفون ما هي إرادته. نعم، هكذا هي المواهب التي يعطينا إيّاها في هذا العالم. وهو يقيسها بمقياس محبّته لنا. فهو يعطي أكثر للذين أحبّهم أكثر، ويعطي أقلّ للذين أحبّهم أقلّ. كما يحكم أيضًا من خلال الشجاعة الموجودة في كلّ واحد منّا ومن خلال حبّنا له. إنّ الربّ يرى أنّنا نستطيع أن نتألّم كثيرًا عندما نحبّه بكلّ قلوبنا، لكنّنا نتألّم قليلًا عندما تكون محبّتنا ضعيفة.
إنّي واثقة من أنّ قوّة تحمّل آلام الصليب، سواء كانت خفيفة أو ثقيلة، تلك هي مقياس محبّتنا. لذا، إذا كان هذا هو الحبّ الموجود عندكم، سوف تحرصون، عندما تتحدّثون إلى الربّ القدير، بألاّ تكون كلماتكم مجرّد مجاملات... إذا لم نتخلَّ تمامًا عن إرادتنا ونضعها بتصرّف الربّ، لكي يُتِمّ مشيئته فينا، فإنّه لن يدعنا نشرب أبدًا من ينبوع مائه الحيّ.