أسامة الأزهري: السنة حق ديني لا يمكن المساس به.. وهذه خطوات الرد على تكوين

تقارير وحوارات

الدكتور أسامة الأزهري
الدكتور أسامة الأزهري

قال الدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، إن فكرة صك الأضحية هي فكرة رائدة ومتميزة وتُعظم الاستفادة من شعيرة الأضحية وتجعل الخير الموجود فيها يصل إلى أكبر عدد ممكن من الناس وتجعل الثواب الموجود فيها أضعافًا مضاعفة.

أضاف، أن التضحية لها تأصيل شرعي طويل، ويقوم أغلب المضحين بتقسيم الأضحية لثلاث أقسام وهم: "قسم يستمتع المضحي به وأهل بيه؛قسم يتم إهدائه للأصدقاء والمعارف والأقارب؛  قسم يكون للفقراء" مشيرًا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم:" مَن ضَحَّى مِنكُم، فلا يُصْبِحَنَّ بَعْدَ ثالِثَةٍ وبَقِيَ في بَيْتِهِ منه شَيءٌ، فَلَمَّا كانَ العامُ المُقْبِلُ، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، نَفْعَلُ كما فَعَلْنا عامَ الماضِي؟ قالَ: كُلُوا وأَطْعِمُوا وادَّخِرُوا؛ فإنَّ ذلكَ العامَ كانَ بالنَّاسِ جَهْدٌ، فأرَدْتُ أنْ تُعِينُوا فيها".

وفسر الأزهري الحديث وقال: "النبي صلى الله عليه وسلم قال في أحد الأعوام للناس من أصبح منكم مضحيًا فلا يبيتن وفي بيته منه شيء، بمعنى لا تدخروا شيئًا من نصيبك في الأضحية بل اخرجه للفقراء سريعًا، وفي العام التالي سألوا المسلمون النبي هل يدخرون من أضحيتهم أم يُخرجوها كاملة للفقراء مثل العام الماضي، ليرد عليهم بالأصل الشرعي الذي نبني عليه اليوم صك الأضحية وهو أن يأكل المضحي من أضحيته ويدخر لأهل بيته ويهدي أرقاربه ويُخرج لأطعام الفقراء".

وأوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم حين طلب من أمته عدم الادخار من الأضحية في ذلك العام كان بسبب أحوال الناس فكانت في جهد وأراد للمضحين أن يعينوا الفقراء ويقدموا أضحيتهم لهم لصعوبة الوضع في هذا العام".

وأكد الأزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك مهد لتعظيم توفيق الأضحية والاستفادة منها بشكل كبير، فإذا كانت أحوال الناس في شدة، ومتأثرين بالغلاء والأزمة الاقتصادية، فإن الأفضل بكثير يتحلى بالكرم ويخرج الأضحية كاملة للفقراء، علشان يعين ويساعد بكل ما يملك في تخفيف حالة الجهد لدى الناس.

وتابع أن صك الأضحية فكرة مميزة تُمكن المسلم الذي اعتاد على أداء شعيرة الأضحية بشكل فردي وتوزيعها في محيطه فقط، أن يُخرج الأضحية كاملة وقت الأزمات التي تمر بالبلاد، ويجود بها للفقراء عبر الاشتراك مع المؤسسات أصحاب السمعة الطيبة والمصداقية المعروف عنها إمكانياتها الخيرية وقدرتها على الوصول لمختلف القرى والنجوع النائية للوصول للفقراء في جميع أنحاء البلاد، مؤكدًا أن صحك الأضحية فكرة بالمقياس الشرعي محققة لمقصود الشريعة وناجحة وتُعظم الاستفادة من الأضحية، مؤكدًا على ضرورة أن يدخل المسلم التي تبرع بأضحيته للفقراء، أن يدخل السرور على أهل بيته أيضًا عن طريق أن يشتري اللحم الكافي له في العيد.

ما حكم عمل العقيقة في الدول الأجنبية؟

عند سؤاله عن عمل العقيقة في أحد الدول الإفريقية بسبب رخص ثمن الماشية والخراف والماعز، رد الأزهري، قائلًا:" إذا كان يتم عمل العقيقة خارج مصر في إفريقيا، وثم بعد ذلك يتم إرسال اللحوم إلى أهلة والأقارب وغيرهم يجوز ذلك ولكن إذا لم يقوم بإرسال تلك اللحوم غير مستحب عملها وذلك من باب «الأقربون أولى بالمعروف» خصوصًا أن الناس تعاني من نقص اللحوم خلال تلك الفترة".

ماذا ستفعل مع تكوين؟

كشف الأزهري، أنه إصدار بيان واضح وصريح من أجل الرد على "تكوين" وإذا حدث شيء جديد سوف أقوم بالرد عبر صفحتي الرسمية.

ويذكر أن الأزهري رد على تكوين حيث أعرب عن استيائه من بعض الآراء المثارة حول الاكتفاء  بالقرآن الكريم وإنكار السنة المشرفة، والتي وصفها بأنها ثابت ديني لا يمكن المساس به.

كما أشار إلى استيائه من المطالبات بالاقتصار على الإنجيل فقط في الشأن المسيحي، مع تجاهل التقليد الكنسي الذي يعتبر جزءًا من عقيدة المسيحية.

أكد الأزهري أن الأزهر الشريف يظل داعمًا لعلوم الإسلام ومتمسكًا بالثوابت الدينية بشجاعة وجسارة، ومستعد لمواجهة كافة أشكال التطرف سواء منها التطرف الديني الذي يروج لخطاب الإرهاب أو التطرف المضاد الذي يشكك في الثوابت الدينية الأساسية. كما أشار إلى أن الأزهر لن يتورط في الجدلات الجديدة إلا بحكم دوره الديني والوطني والعلمي والإنساني تحت إمامته الأكبر شيخ الأزهر.

الأزهري أيضًا دعا إلى مناظرة كبرى تجمع كل أعضاء مركز تكوين في مناقشة القضايا الفكرية المثارة حاليًا، مشيرًا إلى أن هذه المناظرة ستكون فرصة للتفاعل الفكري والنقدي بين أعضاء المركز وبينه كممثل للأزهر.

وأضاف الأزهري أنه يرفض خوض مناظرات فردية مع إسلام البحيري أو إبراهيم عيسى، معتبرًا ذلك خطوة للوراء بدلًا من التقدم، وأنه يفضل مناظرة جماعية تجمع كل أعضاء المركز تحت رعايته الشخصية مختتم بتأكيده على أن النقاش والمناظرات يجب أن تتم بحكمة وتأني، وأنه سيتصدى بنفسه كممثل للأزهر لمواجهة الجدلات الحالية بكل عقلانية وإدراك للعواقب المحتملة، مؤكدًا على استمرارية دور الأزهر الرفيع في الساحة الدينية والفكرية داخل وخارج مصر.

كيف ترى جهود الدولة المصرية في حرب غزة؟

رد الأزهري قائلًا: "أن مصر تبذل جهودا كبيرة من أجل دعم الأشقاء الفلسطينيين بكل شيء وهذا ليس غريب على مصر، والمصريين أن تعود بي الذاكرة إلى أيام سيدنا يوسف في 7 سنوات الشداد لم تغلق  مصر بابها أمام وجه أحد".