محمد أكرم دياب يكتب: حكايات ضابطات الشرطة
يتعلق بهم الأطفال ونظرك، قد يكون لاختلافهم عن الرؤية المعتادة، فالثوب الميري خصص في أذهان العديد للرجال فقط، لكن النساء أيضا أثبتت جدارة كبيرة به ففي وزارة الداخلية وصلت السيدة إلى درجة مساعد وزير، ودخلت قوات حفظ السلام، ويصل عملهم احيانا إلى ١٢ ساعة تشارك في المأموريات وانضمت إلى فرق العمليات الخاصة، تطور الشرطة النسائية دائما منذ اعتمادها في خدمة وزارة الداخلية عام ١٩٨٤.
وضعت أكاديمية الشرطة عدد من للشروط الالتحاق الفتيات بها من ان فتحت أبوابها لهن في ٨٤، منها مثلا الا يتجاوز عمر المتقدمة عن ٢٢ عاما فضلا عن ضرورة النجاح في اختبارات اللياقة البدنية بنسبة ٤٠٪ على الاقل، والا يقل الطول عن ١٥٥ سم والا تكون المتقدمة متزوجه خلال دراستها الاكاديمية وان تمضي تعهد بذلك، وبعد دراسة تستمر ١٠ أشهر للفتيات خريجي الكليات من التخصصات التي تعلنا الاكاديمية كل عام تلتحق بافرع الشرطة المختلفة.
و في احتفالات اكاديمية الشرطة المختلفة شاهدعروضا مختلفة لعناصر الشرطة النسائية توضح مدى تفوقهم في مهام القتال، داخل الأكاديمية يتم تدريبهم على الفروسية والرماية اضافة إلى الاقتحام والحواجز حيث ظهرت العناصر النسائية وهن يقمن بتدريبات قتالية، تؤكد الاحترافية في التدريب والقدرة على التعامل مع كافة الأهداف والمواقف الطارئة.
تحدثنا مع عناصر منهم خريجي كليات مختلفة من المدنية بينها الفنون التطبيقية والاعلام والآداب، اكدوا ان حياة الاكاديمية تجعل الطالب مختلف تماما عن حياته السابقة يدرك قيمة الوقت وساعات اليوم المهدرة، بعد بذل العديد من النشاطات خلال اليوم الدراسي ما يجهلهم مؤهليين للحياه العملية والتي تقترن مع السيدات في مهمات اخرى كرعاية الاطفال والقيام بشؤون المنزل.
كانت اللواء عزة الجمل أكبر مثال لنجاح الشرطة النسائية، والتي تولت منصب مدير إدارة المستشفيات بدرجة مساعد وزير، حلمت الدكتورة بذلك النجاح قبل ان تحققه وتحصل على نوط الامتياز من رئيس الجمهورية مرتين خلال مدة خدمتها التي بدأت عام ١٩٨٣ كطبيب أطفال في مستشفيات الشرطة لمدة خمسة أعوام بعدها العمل بمستشفى مدينة نصر لمدة وصلت إلى ١٤ عام حتى حصولها على رتبة لواء وخدمتها بالرتبة ذاتها منذ ٢٠١٣.
فقبل ذلك التاريخ كانت السيدات في وزارة الداخلية ما ان تحصل على رتبة لواء تخرج إلى المعاش، لكن الدكتورة عزة كانت من الاوائل اللاتي خدمن برتبة لواء، بدرجة مساعد وزير الداخلية، وساهمت في إنشاء وحدة لعلاج الأطفال من ذوى الاحتياجات الخاصة من أبناء رجال الشرطة وهو ماكان سبب في حصولها على نوط التميز الثاني.
أشارت اللواء عزة في احد حواراتها، أن الفرص باتت متاحة أمام السيدات لتولي أي منصب كبير وفق معيار الكفاءة، وعلى المرأة أن تخلص في عملها وتتقنه وتتفانى فيه وإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، فلديها دور للمجتمع، يجب عليها أن تثبت جدارة لأي مكان ومنصب أصبحت فيه، في ظل تبني القيادة السياسية فكرة تمكين المرأة للاستفادة من قدراتها في المواقع المختلفة للمشاركة في خدمة وطنها وعدم حرمانها من هذا الدور، وهو خير ختام لمقالنا